المولدُ النبوي المبارك.. تلاحُمٌ شعبي ورسمي مع النور المحمدي

||صحافة||

مثّل الحضورُ الجماهيري المليوني في ميدان السبعين، يوم السبت الماضي لوحة استثنائية لا مثيل لها في العالم، إذ إن اليمانيين خرجوا جميعاً للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، كبارهم وصغارهم، المواطنون والمسؤولون كلهم اجتمعوا في الساحات معلنين تجديد الولاء لرسول الإنسانية محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.

وتميز احتفال ميدان السبعين إلى جانب الحضور الجماهيري الكبير، بحضور المسؤولين وكبار رجال الدولة، وانخراطهم مع المواطنين، في مشهد يجسد مدى التلاحم الشعبي والرسمي المحب للنبي الخاتم محمد عليه وعلى آله أزكى الصلاة والتسليم.

والتقت صحيفة “المسيرة” خلال الفعالية الكبرى بميدان السبعين بصنعاء بعدد من المسؤولين، الذين أكّـدوا أن احتفال شعبنا اليمني بهذه الذكرى العظيمة على قلوبهم وبهذا الزخم الجماهيري الحاشد تربطهم بمصادر الهداية والفلاح في الدنيا والآخرة، مشيرين إلى أن ذكرى المولد النبوي الشريف هي محطة هامة يتزود منها شعبنا اليمني قيم الإباء والجهاد والتضحية للذود عن عزتهم وكرامتهم وسيادتهم وحريتهم واستقلالهم، مؤكّـدين أن هذه الذكرى عززت من فعالية المشروع القرآني ومضيه في تحطيم وإفشال كُـلّ المشاريع المستهدفة للأُمَّـة ووعي شعوبها.

واعتبر رئيسُ حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، أن هذا الخروج الجماهيري العظيم والحاشد خلال كُـلّ مناسبات المولد النبوي الشريف يعكس المكانة الحقيقية لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- في قلوب شعبنا اليمني العظيم وعمق ومدى ارتباطهم وحبهم لنبيهم صلوات الله عليه وعلى آله.

ويضيف بن حبتور في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” “أن المولد النبوي محطة إيمَـانية يتزود منها شعبنا اليمني قيم الإباء والصمود والتضحية في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم منذ ثمان سنوات، وهذه الفرحة العظيمة نراها تتوسع وتكبر من عام إلى آخر في مختلف الساحات الممتدة في أكثر من 18 محافظة يمنية تقع تحت سلطة حكومة الإنقاذ الوطني، وهي تؤكّـد عظيم الارتباط والتولي الصادق من شعبنا اليمني لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله”.

وحيا الدكتور بن حبتور كُـلّ أبناء اليمن الذين خرجوا لإحياء هذه المناسبة العظيمة، لافتاً إلى أن العدوان الأمريكي السعوديّ لن يزيد شعبنا إلا تولياً وارتباطاً وحباً واتباعاً لمن أرسله الله رحمة للعالمين.

 

الرسولُ قدوتُنا

من جانبه، يقول القاضي أحمد المتوكل -رئيس مجلس القضاء الأعلى: “إن الحشود الجماهيرية الحاضرة في الساحات اليمنية تظهر وحدة اليمنيين وقوة صفهم للعدو وللصديق”.

ويتابع المتوكل في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: “هذه المحطة المحمدية نتزود منها قيم ومبادئ العدل والإنصاف وإقامة القسط بين الناس، داعياً منتسبي العدل والقضاء إلى العودة الصادقة والجادة إلى مصادر الهداية والعدل والقسط وتطبيق ذلك في الميدان العملي، مثمناً دور الجهات القضائية المُستمرّة في أداء مهامها الجهادية برغم العوائق والتحديات”.

ويلفت المتوكل إلى أن الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة اليوم في أمسِّ الحاجة إلى إقامة العدل والقسط وأن معظم مشكلاتها القائمة سببها ضياع العدل، مُشيراً إلى أن من أهداف المشروع القرآني بمحطاته الدينية والثورية تحقيق العدل والقسط بين أبناء الشعب والأخذ على يد الظالمين وإنصاف المستضعفين وحمايتهم وحماية حقوقهم.

ويؤكّـد المتوكل أن العدل أَسَاس الحكم، آملاً من القضاة رفع مستوياتهم في تحقيق ذلك إلى الأفضل، وليكون لهم من هذه المحطة خير زاد يتزودون به لتحقيق ذلك، ويستفيدون منها ومن المنهج القرآني لما يحقّق تطلعات شعبنا اليمني، لافتاً إلى أن ذلك من ضمن الأولويات وأن اليمن بإذن الله ستكونُ في صدارة الدول العربية والإسلامية المحقّقة للعدل والقسط بين الناس.

ويتابع المتوكل “نشعر بالفرحة والبهجة والسعادة عندما نشاهد جماهير شعبنا اليمني العظيم يخرجون ليفرحوا بهذه الذكرى الدينية، والمعبرة عن توليهم واتّباعهم لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، مُشيراً إلى أن رسول الله قدوة الشعب اليمني عبر التاريخ، ولهذه المناسبة مكانة عظيمة التي بها يصلح المجتمع البشري وفيه رحمة للعالمين”.

ويقول المتوكل: “إن من ضمن أهداف العدوان عزل الشعب اليمني عن مصادر هدايته التي منها إحياؤهم لهذه الذكرى العظيمة واتباعهم وتوليهم لأعلام الهدى من بعده رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، لكنهم فشلوا مقابل صمود وثبات المشروع القرآني والنهج المحمدي الأصيل الذي أحياه وأعاده وأنعشه المشروع القرآني”.

وعلى صعيد متصل، يقول مدير مكتب قائد الثورة الأُستاذ سفر الصوفي: إن الشعب اليمني يستمد من هذه الذكرى العظيمة القيم والمبادئ المحمدية التي عززت فيه روح الوحدة والتماسك والاصطفاف في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ ومؤامراته، لافتاً إلى أن إعادة أبناء الأُمَّــة الإسلامية إلى مصادر هدايتهم وربطهم بها بعد أن توغل أتباع الشيطان ورمزه في جسدها وتمكّنوا من فصل بعض أبنائها عن مصادر هدايتهم وقوتهم ومنعتهم، ثمرة من ثمار المشروع القرني الذي أسسه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “عليه السلام” بدمائه الزكية.

ويؤكّـد الصوفي في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن من ثمار المشروع القرآني وإحياء المناسبات الدينية وتعظيم وتوقير وتعزير رسول الله وتفعيل رسالته على مستوى شعبنا اليمن الذي يتعرض لأشرس مواجهة من قبل الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار العالمي منذ عقود، هو أن يستخلف الله المستضعفين في الأرض ويمن عليهم مصداقاً لقوله تعالى: “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَٰرِثِينَ”.

ويدعو الصوفي جميع أبناء الأُمَّــة إلى الالتفاف حول منهاج محمد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وحول الرسالة التي بعث بها رحمة للعالمين لتخرج الأُمَّــة وشعوبها من الواقع المرير الذي يتحكم فيه وفي تفاصيله الأعداء من اليهود والنصارى.

ويثمن الصوفي الحضور الجماهيري الكبير لشعبنا اليمني العظيم الذي ليس له مثيل على مستوى المنطقة، لافتاً إلى أن أبناء شعبنا اليمني وأحراره جديرون برفع راية الإسلام المحمدي الأصيل مجدّدًا كما رفعه أجدادهم الأوس والخزرج الذين ناصروه وآووه وجاهدوا واستشهدوا تحت قيادته.

ويتابع الصوفي: “ها هو التاريخ يتجدد ليكون أبناء الأنصار وأحفاد الأنصار هم من يرفعون الراية المحمدية مجدّدًا في وجوه أعداء الله وأعداء دينه وأعداء أنبيائه وأوليائه، تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مؤكّـداً أن شعبنا اليمني يثبت يوماً تلو آخر أنه منبعُ الإيمَـان والحكمة وأن عاقبتَه الفلاحُ والفوز والانتصار على مختلف الأصعدة”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا