العدوُّ يدفعُ بالمرتزِقة لتبرير تعنته.. تمسُّكٌ سعوديٌّ بأسباب فشل الهُــدنة

||صحافة||

يواصلُ تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الدفعَ بحكومة المرتزِقة إلى واجهة المشهد السياسي، وتقديمها كطرف في مفاوضات تجديد الهُــدنة، في الوقت الذي يستمر بتشديد إجراءات الحصار على البلد والحديث عن التوجّـه نحو التصعيد، الأمر الذي يعكس إصرارًا واضحًا على مواصلة العدوان والحصار، وعدم وجود أية رغبة في التوصل لتهدئة حقيقية تمهد لسلام فعلي، وهو ما يعني بدوره أن التصعيدَ قد يعودُ في أية لحظة.

ولجأ تحالف العدوان مؤخّراً وبشكل ملفت إلى محاولة تكريس تصور مغلوط عن الهُــدنة ومفاوضات تجديدها، حَيثُ يسعى لإظهار ما يسمى “المجلس الرئاسي” التابع للمرتزِقة كطرف في المفاوضات، برغم أن المجلس لا يمتلك أي قرار أَو حضور فيها.

ويسعى تحالف العدوان من خلال ذلك إلى تثبيت رواية “الحرب الأهلية” المضللة، وتقديم نفسه كـ”وسيط سلام” للتهرب من أية التزامات أَو استحقاقات يتحملها، وبالتالي الالتفاف على متطلبات السلام الفعلي التي تتمسك بها صنعاء.

ودفع تحالف العدوان بحكومة المرتزِقة إلى إطلاق تصريحات وتهديدات حول التوجّـه لتصعيد عسكري “مِن أجلِ إجبار صنعاء” على التراجع عن موقفها، بحسب تعبير وسائل إعلام المرتزِقة.

وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، العميد عبد الله بن عامر: إن غرض تحالف العدوان من هذه التصريحات هو “إظهار الخلاف على أنه يمني يمني، إلى جانب إخفاء حقيقة رفض صرف المرتبات“.

وتزعم وسائل إعلام العدوّ أن ما يسمى “المجلس الرئاسي” التابع للمرتزِقة يرفض الاستجابة لمطالب صنعاء وخُصُوصاً فيما يتعلق بملف المرتبات، وهو ما يمثل محاولة واضحة من جانب تحالف العدوان لإلقاء تعنته على عاتق أدواته التي لا تمتلك قرار الرفض أَو القبول؛ بهَدفِ التهرب من تداعيات هذا الموقف.

وقال وزير الدفاع السعوديّ خالد بن سلمان إنه بحث مع المرتزِق العليمي “الخطوات اللازمة” للتعامل مع احتمالات عودة الحرب، في محاولة مرتبكة لـ”تهديد” صنعاء التي سبق أن أنذرت بأن عودة الحرب ستكون لها تداعيات إقليمية ودولية.

ووصلت مفاوضات إلى الهُــدنة إلى طريق مسدود عندما رفض تحالف العدوان الاستجابة لمطلب صرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز التي يتم نهبها بالكامل، حَيثُ حاول العدوّ الالتفاف على هذا المطلب، من خلال استبعاد شريحة كبيرة من الموظفين، وعدم تحديد مصدر وعملة الرواتب، الأمر الذي مثل محاولة مكشوفة لخداع صنعاء التي اضطرت لرفض تجديد الهُــدنة.

وبالرغم من انتهاء فترة الهُــدنة أبقت صنعاء الباب مفتوحا أمام جهود الوسطاء الرامية لإنعاش مسار التهدئة، لكن لا توجد حتى الآن أية مؤشرات على وجود تغيير حقيقي في موقف تحالف العدوان ورعاته، حَيثُ لا زالت سفنهم الحربية تواصل احتجاز سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة بشكل تعسفي برغم حصولها على تصاريح الدخول من قبل الأمم المتحدة.

ومنذ إعلان الوفد الوطني عن وصول تفاهمات تجديد الهُــدنة إلى طريق مسدود، يحاول تحالف العدوان ورعاته الدوليون البحث عن ضغوط دولية على صنعاء من خلال اعتبار مطالبها “مستحيلة ومتطرفة”، وهو سلوك يؤكّـد عدم استعدادهم لتغيير موقفهم المتعنت.

وإلى جانب ذلك، يلجأ العدوّ ورعاته إلى نشر معلومات مزيفة عن مفاوضات تجديد الهُــدنة؛ بهَدفِ تضليل الرأي العام والتغطية على حقيقة التعنت السعوديّ الأمريكي الذي لا زال يحول دون تحقيق أي تقدم في مسار التهدئة.

ويقول العميد بن عامر إنه: “كما انتقلت المعركةُ من الجبهة العسكرية إلى السياسية قد تعود مجدّدًا وفي أية لحظة إلى حَيثُ كانت” في إشارة إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي تقدم حقيقي ومضمون في جهود الوساطة التي يبدو أن تحالف العدوان يحاول من خلالها الضغط على صنعاء فقط.

وكانت صنعاء وجهت خلال الفترة الماضية إنذاراتٍ عسكريةً بشأن استئناف قصف العمقين السعوديّ والإماراتي، ودعت الشركاتِ الأجنبية والمستثمرين هناك إلى المغادرة لحماية مصالحهم من الضربات التي قد تحدث في حال فشلت مساعي تجديد الهُــدنة.

وقال وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني في وقت سابق: إن القوات المسلحة جاهزة لتصعيد بعيد المدى وواسع التأثيرات، وبأبعاد استراتيجية وتكتيكية جديدة ومفاجئة، في حال أصر تحالف العدوان ورعاته على إطالة معاناة الشعب اليمني ومنعه من استحقاقاته الإنسانية والقانونية.

وتعتبر محاولة الدفع بالمرتزِقة إلى واجهة المشهد من المؤشرات الثابتة على عدم جدية تحالف ورعاته في مسار التهدئة والسلام، حَيثُ يلجأ العدوّ دائماً إلى هذا السلوك للتغطية على موقفه المتعنت ولإيجاد مبرّرات لرفض المطالب المحقة والعادلة التي تطرحها صنعاء على الطاولة.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا