أزمةُ طاقة عالمية تنذر بشتاء غربي قارس ويراد تدفئتُها بنهب النفط اليمني
موقع أنصار الله ||مقالات ||إكرام المحاقري
في الـ 2 من أُكتوبر الجاري 2022، انتهت الهُـدنة الأممية الثانية في اليمن، ليبدأ عقبها جولة جديدة من المفاوضات الصعبة مع دول العدوان، والتي لا يهمها سوى البقاء في الجنوب اليمني ونهب الثروات واستنزافها للصالح الأمريكي والبريطاني، غير مكترثين بمصير أكثر من 24 مليون نسمة يعيشون تحت وطأة المعاناة والحصار منذ ما يقارب الـ 8 أعوام، وكما هو المعتاد ها هي الأمم المتحدة تقوم بدورها السياسي الخبيث، في تمضية المزيد والمزيد من الوقت وتمرير مخطّطات العدوان بعناوين إنسانية، في الوقت الذي أصبحت فيه حكومة صنعاء أكثر قوة وصلابة من ذي قبل.
فرضت حكومة صنعاء شروطها الإنسانية على دول العدوان وأسيادهم في دول الاستكبار العالمي، والظاهر أن السعوديّة أصبحت تبحث لها عن مخرج من وحل الحرب، محاولة الحفاظ على حقولها النفطية، خَاصَّة والعالم يمر بأزمة نقص في أسواق الطاقة تحت تأثير استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومع اقتراب الشتاء في أُورُوبا، خَاصَّة بعد العروض العسكرية اليمنية في العاصمة صنعاء والمنطقة الخامسة، في محافظة الحديدة شمال اليمن، والتي لها وضعها وطابعها الخاص في إرسال الرسائل لدول العدوان في ملاحة البحر الأحمر، لتقف تلك الدول المعتدية منبهرة وعاجزة عند نقطة التصنيعات والتقنيات اليمنية الحديثة، والتي قدمت رسائل للعدو الصهيوني في تل أبيب، وهدّدت الحقول النفطية السعوديّة بعدة رسائل مختلفة، منها ما جاء على لسان الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، أَو وزير الدفاع أَو الرئيس مهدي المشاط نفسه.
فالمعركة بالنسبة لليمنيين حتمية ولا بدَّ من خوضها حال تعنت قوى العدوان، لذلك فقد تمسكت صنعاء بشروطها في فك الحصار وتسليم الرواتب، وهي الحد الأدنى لمطالب اليمنيين في الوقت الراهن، بينما توجّـهت الضغوط الأمريكية والبريطانية على النظام السعوديّ نحو تمديد الهُـدنة دون القبول بالشروط اليمنية، وهو ما جعل النظام السعوديّ يقف عاجزاً عن اتِّخاذ أي قرار، فمن جهة هم يعرفون ماذا سيحدث في حال تجددت الضربات اليمنية على الحقول النفطية والمنشآت الحيوية السعوديّة، ومن جهة أُخرى فالنظام السعوديّ مطالب بقبول الهُـدنة حسب الرغبة التعجيزية الأمريكية، فبالنسبة لهم فالخسارة الكبيرة ما زالت مرتقبة عند إطلاق أول صاروخ يمني، وبالنسبة للقوى اليمنية الحرة، فهم ينتظرون الحرب بفارغ الصبر لولا الوساطات الأممية، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل إنها طورت من الأزمة الإنسانية في اليمن، واستغلت الأوضاع القاسية للتسول باسم الشعب اليمني، وإطالة معاناته.
أما الدور البريطاني في هذه الحرب، فهو يقف بقوة خلف دول العدوان، بل إنه من يحتل المناطق الجنوبية بمشاركة صهيوأمريكية، ويكرّر احتلال الجنوب مجدّدًا، لكن المزاعم الخفية قد تجلت أخيرًا، فهم يساومون الشعب على لقمة عيشه، مقابل البقاء في تلك المناطق، ويحاولون الضغط على القيادة اليمنية لكنهم يفشلون في كُـلّ مرة، وليست هذه المرة الأولى، فما انكشف بعد انتهاء آخر هُـدنة والتي لم يلتزم بها طرف العدوان، هو أن اليمنيين لم يستفيدوا شيئاً غير غياب صوت الطائرات العدوانية في أجواء العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، بينما الطرف الآخر استغل الهُـدنة لنهب المزيد من النفط والثروات اليمنية.
الواضح أن هذا الوضع لن يستمر طويلاً، خَاصَّة وهو لا يلبي جميع الشروط اليمنية التي تتجه نحو رفع الاحتلال ووقف نهب الثروات اليمنية بشكلٍ كامل.