حين ينْطِقُ الرُّخْص بِنْفَسِهِ
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالرحمن الأهنومي
جاءت الضربة المحدودة التي منعت نهب الثروة النفطية لتزيد في منسوب السعار والصراخ من نواطير الارتزاق والعمالة، ولترفع حظوة مجلس العار ومسلوبي القرار والضمير والإرادة المسجون نصفه في الرياض والمقيم مؤقتاً نصفه في معاشيق تحت إمرة الإماراتيين والسعاودة، ومما ورد في حفلة الصراخ “أن مجلس العار قد صنَّف الشعب اليمني في لائحة الإرهاب»، ولا لوائح في دواليب مجلس العار ولا أوراق إلا ما تدون فضائح العمالة والذل والهوان، وأرشيف أوامر المشغلين الذين يستأجرون هؤلاء بالأجور اليومية التي يحصلون عليها مقابل عمالاتهم وخياناتهم وارتزاقهم وذلهم وانحطاطهم.
احتجزت مملكة العدوان السعودية قبل أيام المرتزق العليمي ومعه جزء من أعضاء مجلس العار في فنادقها التعيسة، ثم أطلقت العليمي ومن معه إلى معاشيق الخاضع لقبضة الإماراتيين والسعوديين، وجلبت إلى المعتقل المرتزق عيدروس ليحل بديلاً عن العليمي ومن كانوا معه.
تتعامل منظومة العدوان مع هؤلاء المرتزقة باحتقار مهين، ووفق نظام الرهائن، فهي من جانب تحتجز عوائلهم وتضعها تحت المراقبة والأعين، ومن جانب آخر تستدعي هذا وتحبسه ثم تطلق سراحه وتقتاد الآخر لذات المصير، فما يزال المرتزق هادي هو وأفراد عائلته تحت الإقامة الجبرية والقسرية والإخفاء القسري أيضاً، وحال خلفه لا يختلف كثيراً، فقد ظل العليمي محتجزاً لأسابيع، ثم أطلقت سراحه وأتت بالزبيدي، وهكذا تتعامل معهم بكل إهانة وإذلال.
وبقدر فائض من الوقاحة التي يملكها هؤلاء الأُجراء ينفذون أوامر السعودية والإمارات في المهام التي تكلفهم بها، وحتى في الانصياع لأوامر الحبس والاعتقال والاستدعاء دون إبداء أي اعتراضات ولا حتى إبداء أي مشاعر سلبية.
هذا الانقياد لا تفعله الحيوانات، لكن هؤلاء لم يعودوا أحياء بل صاروا أدوات تتحرك بالريموت كنترول، ومع ذلك يملكون قدراً فائضاً من الوقاحة في أن يعلنوا مواقف ويتحدثوا عن قضايا وكأنهم قادة الحرب العالمية الثانية، هذه المسخرة لم يشهد البشر مثيلها في الدنيا.
تتجند هذه العصابات المأجورة مع تحالف العدوان كترسانة من المأجورين لحماية ما يسرقه وما ينهبه من الثروات، أطلقت السعودية المرتزق المأفون العليمي من فنادقها وأمرته للذهاب إلى عدن لمتابعة شحن السفينة سينوس كيا التي حاولت نهب الثروة النفطية فمنعتها قواتنا المسلحة بضربة محدودة، فشل المرتزق وعصاباته في إتمام العملية التي رتب لها مع وزير النفط المرتزق وشركة بترومسيلة في اجتماع عقده بمعاشيق يوم الخميس بعيد وصوله من سراحه في السعودية.
فشلت العملية فانفجرت العصابات صراخاً وعويلاً وتنديداً، أما المرتزق سيئ الذكر معمر الإرياني المشهور بفضائحه فقد غرَّد طويلاً وهو ينشر ما يسميها قرارات “مجلس العار الموقر”، ومنها أن مجلس العار قد صنف أنصار الله في لائحة الإرهاب، الكم الهائل من السخرية والتندر في تعليقات المتابعين كانت كفيلة بما فيه الكفاية، والردود تفضح الحال الوضيع لهؤلاء وتعيدهم لأنفسهم وذواتهم المنفوخة بالعمالة والإجارة والارتزاق.
لا وجود لهؤلاء الذين انسخلوا من كل شيء في قواميس الحرب ولا السلام، لكنَّ العدوان يستخدمهم كترسانة لحراسة قواعده وثكناته وكأبواق مثلها مثل أبواقه السعوديين والإماراتيين، وبفارق في الإذلال والتحقير والإهانة..غير أن هؤلاء قد فقدوا حتى شعورهم بكل ذلك..