صمودُ اليمن من شموخ وعزة قبائلها
موقع أنصار الله ||مقالات ||علي عبد الرحمن الموشكي
اليمنُ بتاريخه العظيم والمشرف عرف بعزة وشموخ قبائلها الذين كانوا ولا زالوا حصنها المنيع الذي تتهاوى أمامه كُـلّ أطماع الاستعمار في كُـلّ العصور والتاريخ يشهد بذلك وما نشهده اليوم من صمود طوال ثمان سنوات من العدوان السعوديّ الأمريكي الإسرائيلي، هو بصمود وتضحية قبائل اليمن الذي لهم الدور الأبرز والمشرف في كُـلّ ميادين الجهاد ببذلهم وسخائهم وعطائهم، وإقبالهم إلى توجيهات القيادة نابع من عمق وقوة إيمَـانهم ودليل عمق معرفتهم بمَـا هو يحفظ كرامتهم ويصون شرف وعرض وأرض اليمن من أطماع المستعمر الخارجي.
السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، في كُـلّ خطاباته يؤكّـد على دور القبيلة الهام والضروري في مواجهة العدوان وأَسَاس تعزيز عوامل الصمود وضرورة تفعيل وثيقة الشرف القبلية التي وقعت عليها قبائل اليمن بمشايخها ووجاهاتها وأعيانها، كان دستوراً ومبادئ وقواعدَ وميثاقاً لأمن الساحة القبلية وتعزيزاً لدورها الفاعل في مواجهة العدوان وتحصينها من الاختراقات التي تسعى دول العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل إلى تعزيز الخلافات والفرقة وافتعال القضايا وإشغالهم بمشاكل داخلها عن طريق العملاء والمندسين وذلك لهدف صرف أنظار القبائل عن مواجهة العدوان، وعدم تطبيق مبادئ وثيقة الشرف القبلي كدستور طالما وقع عليها قبائل اليمن ودعا السيد القائد -يحفظه الله- لتطبيقها بجميع بنودها وتفعيلها وفق برنامج عملي تنفيذي من الصلح العام وأمن ساحة القبيلة والتكافل والعزل والبراءة من الخونة، كلها هادفة أَيْـضاً عدم تفعيل وتنظيم وجاهات القبيلة كإطار منظم قبلي، بدلاً من التداخل والتعامل بالنيابة عن أهل الحل والعقد في حَـلّ القضايا، حَيثُ إن معظم الحروب والخلافات نتيجة التداخل وتجاهل أهل الحل والعقد واجتهادات من غير المعنيين، الجهل والتعصب الذميم ظاهرة سلبية تحتاج وعياً وثقافةً، لكن المعنيين المثقفين والأمنيين تحولوا لمشايخ ووجاهات تقنين وتشريع دون العادات والتقاليد، هذا بدوره شكّل تضارُباً.
خلال السنوات السابقة سعى العدوّ من خلال سياسة التفريق والتمزيق والتشتيت على إظهار التباينات وافتعال المشاكل والصراعات وتفريق الأُمَّــة إلى أحزاب وإلى طوائف وسعى أَيْـضاً لتعزيز الفرقة والشتات بين الأُمَّــة وتغذية الصراعات القبلية حتى تعيش القبائل في حروب وفي تناحر وثأر وهذا بدوره صرف أنظار أبناء المجتمع عن توحيد كلمتهم وتوحيد صفهم للتحَرّك في الأعمال التي فيها لله رضا ويتحقّق لهم فيها الكثير من المصلحة للارتقاء بجوانب المعيشة وخلق روحية عمل مشتركة في كُـلّ المجالات بدلاً من ذلك وجدت ظاهرة الثأر القبلي ووجدت الخلافات وتعززت الأطماع والأنانية وحب النفس والسعي للاستحواذ على أكثر من الأراضي والوديان ومع وجود الصراعات، هجرت الأراضي الزراعية في بعض المناطق وصلبت وبعض الوديان لسنوات طوال لم تزرع ولم تستغل بسَببِ الخلافات بين أبناء المناطق والقبائل وهذا بسَببِ البعد عن توجيهات الله ووجود سابقاً وحَـاليًّا من يعملون مع الشيطان في زرع المزيد وتغذية الخلافات.
وعلينا أن نتصالح مع أنفسنا أولاً ونوحد الصفوف ونزرع المحبة والأخوة الإيمَـانية ونكون من السباقين والمسارعين من خلال التحَرّك في تنفيذ بنود وثيقة الشرف القبلية لما لها من أهميّة كبيرة وضرورة حتمية للحد من الإشكاليات وحل الكثير من القضايا وسد الثغرات أمام مرتزِقة الداخل والخارج وصفع دول العدوان التي تعمل منذ بداية العدوان لقتل وتشريد وحصار وتدمير اليمن وهذا بدوره يساعد على تذليل الكثير من الصعوبات وإنجاز الكثير من الأعمال التي يصعب على الفرد إنجازها عندما يكون بجهد ذاتي ولكن عندما تتضافر الجهود وتتعزز الأخوة والقيم والمبادئ والعادات والتقليد القبلية اليمنية الأصيلة التي يفتقرها من فقدوا إنسانيتهم وكرامتهم وطبّعوا مع أعداء الله اليهود والنصارى من أمرنا الله بعداوتهم، سنستطيع إنجاز الكثير من الأعمال وتتهيأ أمامنا الكثير من الفرص للبناء والاكتفاء والتعزيز من عوامل الصمود، عندما نلتزم بما عاهدنا السيد القائد (يحفظُه الله) به وما نصت عليه وثيقة الشرف القبلية وسنجد أنفسنا بدون فوارق بدون خلافات؛ لأَنَّنا نرفع كلمة الله ونواجه أعداء الله وسيكون لدينا قابلية للعمل والبذل والعطاء بصورة أكثر لإعزاز دين الله وإظهار أننا نستمد قوتنا من الله وهو المعين والقادر والناصر والمعز والمذل بيده الخير كُـلّ الخير وَفي كُـلّ المجالات سيفتح الله أمامنا أفقاً واسعاً للعمل والسعي للارتقاء.