أحمد حامد : مدونة السلوك الوظيفي حددت المسؤوليات والواجبات في مختلف المستويات
موقع أنصار الله – صنعاء – 13 ربيع الآخر 1444 هجرية
أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس القطاع الإداري أحمد حامد، على أهمية تدشين مدونة السلوك الوظيفي وأخلاقيات العمل في وحدات الخدمة العامة, التي جاءت بعد جهد طويل, وعمل دؤوب, ومتابعة مستمرة.
وقال خلال فعالية تدشين المدونة” إن مدونة السلوك الوظيفي بقدر ما هي استحقاق ثوري ومطلب شعبي, وعمل دعت إليه القيادة ووجهت به أكثر من مرة, هي في نفس الوقت أساس نعتمد عليه, وبوابة نعبر منها نحو إصلاح شامل, يبدأ من الإنسان في موقع المسؤولية, الذي يعتبر المحور الأساسي في العملية الإدارية والإصلاح المؤسسي, والذي إذا صلح صلحت الحياة, وصلحت به المؤسسات, وعولجت من خلاله الكثير من الإشكالات, واستقامت باستقامته الأعمال, وتحولت ساحات العمل وميادين المسؤولية إلى محراب عبادة تجسد فيها القيم الإيمانية والأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن والأداء المسؤول الذي نرى فيه حقيقة ” أن المسؤولية أمانة”.
وأشار مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس القطاع الإداري، إلى أن القيم والمبادئ هي التي ستسمو بالإنسان وترتقي به وتجعل منه إنساناً مستقيما وعنصراً صالحاً في نفسه وتوجهاته وفي خططه وأعماله، وصالحاً في أداء مسؤوليته.
وأضاف” إن الوظيفة خدمة, والخدمة في موقع المسؤولية قيم رفيعة, عنوانها الكبير الرحمة, وأساسها الكرامة والصدق والورع, وغايتها العدل والإنصاف, وشعارها التعاون والوفاء والعمل الجماعي والتواصي بالحق, وسلاحها الصبر, وذخيرتها المسارعة والمبادرة, وصمام أمانها الإخلاص والأمانة, وركيزتها الأساسية الخوف من الله واستشعار رقابته، وسمتها الارتقاء والتطوير والإتقان، وجلبابها الحياء والعفة، وزينتها الإحسان والحلم, ومبادئها الأساسية العبودية لله عز وجل, والثقة به والتوكل عليه, وتقواه وإيثار طاعته, وصولاً إلى الغاية الكبرى التي أمرنا الله بها والمتمثلة في إقامة القسط بقوله تعالى” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله”.
وأوضح حامد أن مدونة السلوك الوظيفي تمثل ضمانة حقيقية وفاعلة لتحسين الأداء والانضباط الوظيفي, وتجويد آليات التواصل, وتقديم خدمات نوعية, وخلق بيئة طاردة للفساد, كما أنها تمثل مدخلاً أساسياً لإصلاح المؤسسات والارتقاء بها, من خلال المسؤوليات والواجبات التي حددتها تجاه الوظيفة والمجتمع والموظف في مختلف المستويات, ومن خلال الضوابط في التعامل مع المال العام والممتلكات العامة, وضوابط مكافحة الفساد, والتعامل مع الشكاوى والتعامل مع الإعلام والبيانات وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد على ضرورة التعامل مع المدونة باهتمام والتزام, وسرعة إنزالها ومتابعة تنفيذها, وأن يكون القائمون على رأس العمل هم الأكثر اهتماما والتزاماً، من واقع الشعور بالحاجة لها, ومن باب الأمانة التي تفرضها المسؤولية باعتبارها محكاً عملياً لصدق المسؤول وأمانة المسؤولية.
ولفت مدير مكتب الرئاسة، إلى أهمية أن يلحظ المجتمع نقلة نوعية في الأداء, والخدمة وتغيراً نحو الأفضل في السلوك والتعامل, فيشعر المواطن بأن المؤسسة والوزارة له، وأن المسؤول في خدمته، وأن يلمس السرعة في إنجاز المعاملات على القاعدة التي وجه بها أمير المؤمنين علي عليه السلام بقوله “وأمض لكل يوم عمله فإن لكل يوم ما فيه” ولكي یرى المواطن أن يوم الدولة ليس سنة كما يقال, بل يوماً عادياً كبقية الأيام.
وأكد على ضرورة استيعاب المدونة جيدا, والتوقيع عليها في كل المؤسسات, ووضع آليات عمل لتطبيقها, والتفاعل مع الخدمة المدنية فيما تنزله من نماذج وما تطلبه من بيانات بشأنها.. مشيرا إلى أن هذه المدونة هي عامة لكل المؤسسات، وإذا كانت هناك جهات يتطلب عملها إضافة ملحق خاص بها فبالتنسيق مع الخدمة المدنية، وبحسب الضوابط والآليات التي ستحددها.
وحث حامد على الاستمرار والعزم على تنفيذ خطة القطاع الإداري وإنزالها إلى الواقع العملي.. مشيرا إلى أنه وبعد هذا التدشين للمدونة سيتم البدء في مشروع تقييم الأداء المؤسسي, وما يتعلق به من أدلة ونماذج وتدريب, وصولاً إلى إنجاز بقية الأعمال, بهدف الانتقال من التخطيط والعمل النظري إلى التطبيق والعمل في الميدان.
وأكد أن العدوان والحصار لن يستطيع إعاقة أو إيقاف هذا الطموح الوطني أو التأثير على الوعي العام .. وقال “مهما ضلل العدوان وافترى, ومهما حاول بأبواقه التقليل من هكذا أعمال, كما هي عادته أمام كل إنجاز, وفي مواجهة أي تقدم، فإن كل محاولاته البائسة لن تزيدنا إلا وعيا إلى وعينا وصمودا إلى صمودنا, وإيماناً راسخاً بصوابية التحرك وأثر وقيمة ما نحن فيه وأهمية ما نقدمه”.
وثمن مدير مكتب الرئاسة كل الجهود التي ساعدت وساهمت وساندت في إخراج هذا العمل وإنجاز هذه المدونة التي تمثل مرحلة جني ثمرة الجهود التي بذلت في الواقع العملي, والذي سيشهد نقلة نوعية وارتقاء نحو الأفضل, بما يلبي طموح أبناء الشعب اليمني، ويحقق أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، ثورة الحرية والاستقلال.