ماذا بعد مرحلة الغموض والانتظار؟
موقع أنصار الله ||مقالات ||زيد الشريف
ثمان سنوات من العدوان والحصار بما فيها من دروس وعبر ومتغيرات كفيلة بأن تجعل دول تحالف العدوان تتخذ موقفاً حاسماً وقراراً نهائياً بوقف العدوان وفك الحصار في اليمن لما فيه مصلحتها ولكنها اليوم بعد ثمان سنوات تراوغ وتناور وتبحث عن أوراق جديدة وتهرب من استمرار المعركة لتضمن بذلك سلامة أراضيها ومنشآتها من ضربات وعمليات القوات المسلحة اليمنية ولكن مع بقاء الحصار مفروضاً على اليمن واليمنيين، واليوم تفرض واقعاً جديداً مريراً على الشعب اليمني فلا هي سمحت للسلام أن يتقدم للأمام ولا هي توقفت عن حصار الشعب اليمني ولا هي صرحت بأن عدوانها وحصارها وطغيانها على مدى ثمان سنوات عل اليمن وشعبه لم يحقق أهدافها الاستعمارية كاملة بل جعلها تظهر في حالة الفشل والهزيمة والضعف وكشف للجميع حقيقة زيف ادعاءاتها وبطلان ما كانت تروج له في بداية عدوانها ولم تعترف أنها وصلت إلى مرحلة فشلت فيها كل أساليب الطغيان والعدوان في تركيع الشعب اليمني وأن استمرار العدوان يعني الحماقة والمزيد من الفشل لم تعترف دول تحالف العدوان بهذا لكن مراوغتها اليوم تبعث على التساؤل ماهي استراتيجيتها وما الذي تريده بالضبط؟
ما هي الاستراتيجية التي ينتهجها تحالف العدوان خلال هذه المرحلة من العدوان على اليمن؟ فهو يريد استمرار الهدنة كما هي عليه رغم انتهاء مدتها ولا يريد أن يتوقف العدوان ولا أن يفتك الحصار لم يتوقف عن ممارسة القرصنة ضد السفن النفطية اليمنية ولم يسمح للهدنة أن تتقدم نحو الأمام ولم يستجب للمطالب المشروعة التي تتقدم بها صنعاء والتي تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني وتمهيد الطريق للوصول إلى سلام شامل ودائم بخطوات عملية متسارعة وليس وفق ما يسير عليه تحالف العدوان، ولكن دون جدوى الهدنة رغم انتهاء مدتها ورفض صنعاء لتمديدها كما كانت عليه لم يستجد أي جديد بل فرضت على الشعب اليمني مرحلة جديدة مرحلة اللا سلم واللا حرب مع الحديث عن مفاوضات سرية لم تفض إلى شيء ولم تأت بجديد رغم مرور ما يقارب شهراً على انتهاء زمن الهدنة، وهذا يعني أن لدى تحالف العدوان استراتيجية خطيرة وخبيثة ينفذها بمكر ودهاء وخديعة بالتدريج والترويض في اطار عدوانه وحصاره المستمر منذ ثمان سنوات ولكن هذه المرة بطريقة خطيرة تهدف إلى تفكيك المجتمع من الداخل وإضعاف عزيمة القوات المسلحة اليمنية التي تلتزم بوقف اطلاق النار حرصا على توفير فرصة حقيقة للسلام وانهاك الشعب اليمني اقتصاديا أكثر مما سبق بحيث يصل إلى مرحلة الانهيار التام ويحمل صنعاء المسؤولية متذرعاً بأنها هي التي لا تريد السلام وأنها السبب في تدهور الوضع الاقتصادي بينما هو الذي يحتجز السفن النفطية وينهب الثروة اليمنية ويمنح العملاء الخونة قروضاً تثقل كاهل الشعب اليمني وغير ذلك من أساليب الحرب الاقتصادية.
لقد كانت المرحة التي عاشها ويعيشها الشعب اليمني منذ منتصف أكتوبر إلى نهاية نوفمبر وهي مرحلة انتهاء الهدنة والتي بقيت ولا تزال إلى اليوم مرحلة انتظار المجهول، فتحالف العدوان مستمر في الطغيان ويمارس القرصنة على السفن النفطية اليمنية ولم يستجب لمطالب الشعب اليمني المشروعة ولم يسمح لأي فرصة للسلام أن ترى النور، وهذا يعني أن تحالف العدوان يفرض واقعا سيئا لا يريد استمرار المعركة لما فيه مصلحته هو ولا يريد وقف العدوان وفك الحصار ويعمل على أن يبقى الوضع هكذا لا سلام ولا هدنة ولا حرب حتى وهو في الحقيقة يعمل على أكثر من صعيد في إطار عدوانه المستمر يرتب صفوف مرتزقته ويعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني ويراهن على الحصار وعلى العملاء الخونة في الداخل وعلى الانهيار الاقتصادي اليمني وقد فعل ذلك في السنوات الماضية ولم يحقق سوى الفشل ولكن اليوم بقاء الوضع كما هو عليه بدون أي معطيات جديدة يمثل خطرا على الشعب اليمني ويخدم توجهات العدوان ومخططاته، فهو يستغل كل ثغرة ويعمل لتحقيق أهدافه الاستعمارية الإجرامية في كل الاتجاهات ولو كان حريصا على تحقيق السلام لفعل اليوم قبل الغد فهذه هي الفرصة السانحة والمتاحة وإذا كانت السعودية تتذرع أنها تريد السلام ولكنها تعاني من ضغوطات أمريكية وبريطانية فهذه كذبة وخدعة كبرى، فمصلحتها تكمن في وقف العدوان وفك الحصار ولو كانت صادقة في ذلك لتوقفت عن احتجاز السفن النفطية ولسمحت لبقية الملفات أن تتقدم ولكنها تستغل الوضع الراهن لصالحها لترتيب أوراقها وتطمع في الحصول على تنازلات من صنعاء.
وقد كانت دول تحالف العدوان تطمع بأن يبقى الحال كما كان عليه قبل أن تتخذ القيادة في صنعاء قرار حماية الثروة اليمنية ومنع العدوان والعملاء والشركات الأجنبية من نهب الثروة النفطية السيادية اليمنية فتستفيد دول تحالف العدوان من ثروات الشعب اليمني وتنهبها، بينما الإنسان اليمني يبقى تحت الحصار ويعاني من شظف العيش ومن تدهور الاقتصاد الناتج عن سياسة العدوان الإجرامية ولو لم تتخذ صنعاء هذه الخطوة الوطنية الجبارة الإنسانية الجهادية وتحمي الثروة اليمنية لتدهور الوضع أكثر ولعملت دول العدوان على تمديد الهدنة إلى أبعد مدى لأنها بذلك تضمن لنفسها السلام وتضمن لها الربح والغنيمة من ثروة اليمن وشعبه وتضمن لمرتزقتها القليل من الفتات ليستمروا في خدمتها ضد الوطن والشعب، ولكن قرار حماية الثروة اليمنية وقطع الأيادي التي تمتد لنهبها قرارا حكيم وشجاع حمى الثروة وحافظ عليها لأهلها ومنع الأعداء من نهبها والعب بها، ولكن مع ذلك ينبغي ألاَّ يستمر الوضع القائم اليوم على ما هو عليه، بل لا بد من وضع حد لمهزلة واستهتار العدوان ومماطلته ومرواغته فيما يتعلق بالسلام لأن دول تحالف العدوان تعيش حالة سلام شامل بينما الشعب اليمني يعاني من الحصار ومن التحركات العدائية الشاملة التي تستهدف اليمن واليمنيين، وهذا ما ينبغي أن يتوقف لأن انتظار المجهول لا يسفر عنه أي نتيجة إيجابية لمصلحة اليمن واليمنيين، ولا شك أن الجميع يدرك انه حان الوقت لصناعة سلام شامل ودائم بأي طريقة كانت، فإن استجابت دول تحالف العدوان لصنعاء وفتحت الطريق لعجلة السلام من خلال الحوار وتنفيذ مطالب الشعب اليمني المشروعة فهذا ما يتمناه الشعب اليمني ما لم فلا خيار آخر غير ردع المعتدين حتى يرضخوا للسلام والعاقبة للمتقين.