سياسةُ الإرجاف ونقلُ الفشل
موقع أنصار الله ||مقالات ||د. شعفل علي عمير
عندما يفشل العدوّ وتتضح أهدافه الحقيقة من خلال ممارساته التي أثبتت عكس ما يدعيه وعندنا يفشل في المواجهة فَـإنَّه يلجأ إلى أساليب أُخرى يحاول أن يجعل من فشله ظاهرة لا تقتصر على محيطه فقط، بل إنها أصبحت على المستوى الكلي يلجأ لهذا الأُسلُـوب من خلال خلق حالة من الفوضى في مناطق خارج سيطرته مشابهة لما هو حاصل في تلك المناطق التي يحتلها وهنا يجب أن نعرف منهجية العدوّ التي ينتهجها لتحقيق سياسته القذرة.
فهناك مساران يشتغلُّ عليهما قوى العدوان في نقل فشلها وفسادها إلى المحافظات المحرّرة، المسار الأول إعلامي من خلال الإعلام المرئي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقد جندوا كُـلّ محطاتهم وقنواتهم لنفث سمومهم والإيحاء بأن حالة من الفوضى والغضب الشعبي تجتاح المناطق الحرة التي أبت أن تكون تحت سيطرتهم مع نقل أخبار وافتراءات مفضوحة لدى عامة الشعب تتزامن هذه الحملات الدعائية في محاولة لتلميع واقعهم في المناطق التي يسيطروا عليها.
ثم يأتي المسار الآخر وهو مسار استخباراتي يعتمد على خلاياه التي تعمل إما داخل المؤسّسات أَو على مستوى الشارع لنقل الشائعات والأراجيف والأخبار الكاذبة عن الوضع في المحافظات المحرّرة وتتجاوز مهامهم، يتعمدون فيها تشويه شخصيات ونخب من حكومة صنعاء يختلقون قصصاً من الثراء لبعض الأفراد المحسوبين على أنصار الله والفساد والظلم الذي يدعونه لا يتجاوز حناجرهم ومخيلاتهم ليوهموا العامة من الشعب بأن سبب معاناتهم هو هذا الفساد والظلم المختلق الذي يريدون أن يرسخوه في أذهان الناس وليس العدوان والحصار ونهب ثروات الشعب اليمني ومن أساليبهم المعروفة بأنهم ينقلون زوراً حالة الفساد والظلم مستخدمين أسماء توحي بأنهم ينتمون إلى أنصار الله ذلك، لأَنَّهم أكثر تأثير ومصداقية من أن ينقل هذه الأراجيف والافتراءات وينشرها شخصية لا تنتمي إلى أنصار الله أَو أحد المكونات الحرة في صنعاء وهنا تكمن الخطورة ويستوجب الانتباه والحذر من الغفلة.
والملاحظ أنه عندما تثير قنوات إعلام العدوان موضوعاً يتزامن معها في وسائل التواصل الاجتماعي ويتناغم في محتوى رسائل العدوان الإعلامية الكثير من المغردين بقصد أَو بغير قصد وتثار هذه الأفكار والرسائل بأُسلُـوب وبوقت واحد وهنا يجب الانتباه كما يجب علينا أن لا نجعلَ من أقلامنا وأفواهنا مطايا ينقل العدوان من خلالها رسائله ويبث سمومه في مجتمعنا، فكل كلمة نحن مسئولين عنها أمام الله وأمام شعبنا اليمني العظيم وأخيرا فَـإنَّ مجتمعنا اليمني المؤمن يعرف بما يخطط له العدوان ويقرأ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) صدق الله العظيم.