السيدُ القائد.. غيثُ سعادة للأمة
موقع أنصار الله ||مقالات ||الشيخ موسى المعافى
لستُ أبالِغُ يا -سادتي القراء- حين أقول عنه إنه بستانٌ جمـيلٌ تـفوحُ من أزهاره رائحة التفـاؤل وعبير الأمل ونسمات الخير..
بل هو غيثُ سعادة لأمة لم تعرف قبله سوى ظلمات التعاسة مذ أمد بعيد..
وهو هبَّاتُ نسيم محبة وَأُلفة وتكافل وتراحم ولباس تقوى بعد زمن عري فكري وَروحي مديد..
وَهو رائع وَذو موهبة إلهية فريدة رسم ولا يزال وسيظل يرسُمُ بموجهاته وكلماته النيرات على وجه نهار يمن الإيمَـان والحكمة ابتسامة فرح ألبستها ثوب مهابة ساحر الجمال والجلال جديد.
إنه القائد الشاب الذي جاء -بإذن الله- ليكحل عيون هذا الوطن بأنامل من نور القرآن..
ويرمم صروحَ أولي البأس والقوة الشديد بهدي جده النبي العدنان..
ويرفع قواعدَ عهد رباني نبوي شامخ البنيان..
فهو عهدٌ مباركٌ مشرق يحملُ لشعب الحكمة والإيمَـان سنابلَ الآمال وَالأماني..
وَهو بداياتٌ جميلةٌ ورائعةٌ يعجزُ عن الإحاطة بها – وصفاً – قلمي وبياني..
وهو عهدُ انفراجات لهذا الوطن من كُـلّ هَمٍّ وضيق، وكيف لا يكون كذلك وهو عهدُ هذا المشروع العظيم الرباني..
إنه السيد القائد الشاب عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله وسلامه عليه-.
في كُـلّ مرة أسمعه تقتحمُ آيات ربي علي خلوتي، وتقطع حبلَ انسجامي مع خطابه النوراني وَتشل صولتي.. وتوقف في سماوات خطابه جولتي..
لتعطيني توصيفاً دقيقاً جِـدًّا لدفء كلماته.. وسر سحر نبضات جمل خطابه ومفرداته..
يقول لي جلت عظمتُه في الآية 128 من سورة التوبة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنفسكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
لقد كان هذا حال جده صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله..
وهذا لا شك سيكون حال أعلام الهدى من بعده عليه وآله أفضل الصلاة والسلام..
يحترق قلب السيد القائد كلما رأى تقصيراً من المسؤولين..
ويعز على قلبه النقي أن يُقابَلَ هدى الله بتعنُّت الغافلين..
وتذرف الدمعَ عينا بصيرتِه حُزناً على خسران المفرطين..
وهكذا هو حال العظماء في كُـلّ زمان وَمكان..
حبيبُ النجار عليه السلام.. يأتي قومه ناصحاً مخلصاً يرجو لهم الأمن والأمان..
يقول لهم: يا قوم اتبعوا المرسلين.. اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون..
ولقوله هذا لا يلتفتون.. وبدفء مشاعره تجاههم لا يهتمون.. وَعليه بأبشع الضرب يعتدون.. بل ولنفسه المطمئنة جوراً وَظلماً يزهقون..
وَما أن أسلم الروح لباريها (قيل ادخل الجنة…) وحين رأى ما أعده اللهُ لأوليائه الصالحين من نعيم مقيم.. ينسى كُـلّ ذلك الصلف الذي من أياديهم تجرعه وقاساه..
ويردّد متمنياً: (يا ليت قومي يعلمون.. بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين)
يقول ذلك لعلهم عن الغي ينتهون.. وَلأنفسهم قبل الفوات يتداركون.. وإلى ربهم ينيبون.. ولما ناله من الفوز العظيم ينالون..
ومع كُـلّ ما يعانيه أبو جبريل من قومه يظل يحبُّهم ويذوب شوقاً لليوم الذي فيه يفقهون.. وَلمواطن التفريط يتركون.. وعن ربا الغفلات يرحلون.. وإلى ربهم يرجعون.. وَلثقافة قرآنهم بحياتهم يجسدون.. وَبدينهم العظيم يعتزون.. وللناس ورب الناس من أنفسهم ينصفون..
وكما خاطب الله من هم حول سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله.. سيخاطب خادمكم وتلميذكم البليد موسى المعافى من هم حول السيد القائد فيقول مردّدا قول الكريم (إلا تنصروه فقد نصره الله).
أردّد ما قاله ربكم في الآية 39 من سورة التوبة (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شيئاً وَاللهُ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أردّد ما قاله الكريم في بقية الآية 38 من سورة محمد (وَإن تتولوا يستبدل قوماً غيرَكم ثم لا يكونوا أمثالكم).