الهِبَةُ الإلهية للشعب اليمني
موقع أنصار الله ||مقالات ||محمود المغربي
عشرة أشهر منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا ومع أنها لم تكن في يوم من الأيّام لها بنفس الضراوة وعنف العدوان والحرب في اليمن إلا أن تلك الحرب كلفت أوكرانيا كما هو الحال مع اليمن الدولة المدافعة عن نفسها والأنصار الذين يتصدون لتحالف العدوان مئات المليارات من الدولارات ووصلت أوكرانيا إلى حَــدِّ الانهيار الاقتصادي مع أن أوكرانيا لم تكمل عامها الأول من الحرب مع روسيا كما أن أوكرانيا من الدول الزراعية والصناعية الكبيرة في العالم، بالإضافة إلى أن أوكرانيا حصلت على دعم عسكري ومادي غير محدود من أمريكا وكافة الدول الأُورُوبية، بل إن أحدث الأسلحة الأمريكية والأُورُوبية تتدفق كُـلّ يوم إلى أوكرانيا مجاناً ودون أن تدفع أوكرانيا فلس واحد مقابل تلك الأسلحة مع التأكيد أن ما تعرضت لها اليمن في السنوات الأولى للعدوان أكبر بكثير مما تتعرض لها أوكرانيا ولو يتم مقارنة حجم المعونات الخارجية والمساعدات الدولية لأوكرانيا في عشرة أشهر لوصلت إلى أضعاف مضاعفة لما حصلت عليه اليمن في ثمان سنوات.
ومع ذلك نجد أن الوضعَ في أوكرانيا مزرٍ للغاية ونصف الشعب الأوكراني لاجئين في الدول الأُورُوبية بينما في اليمن لم تحدث أية عملية لجوء بل نزوح داخلي 90 % منه إلى مناطق الأنصار.
وكلّ هذا يعني أن الأنصار خاضوا صراعاً ودفاعاً عن الوطن أكبر مما تفعل الدولة الأوكرانية ولثماني سنوات ودفعوا مليارات الدولارات ثمن أسلحة لمواجهة العدوان دون وجود أية مساعدات عسكرية أَو مالية خارجية وبموارد لا تشكل 20 % من موارد الدولة اليمنية وأعباء نزوح أكثر من خمسة ملايين نازح واستطاعوا إدارة الدولة ومواجهة الإرهاب الداخلي والعدوان الخارجي وتثبيت الأمن والاستقرار وحماية الوطن وأرواح الناس، مع ذلك نجد أكثر من تافه يتساءل: أين موارد الدولة أَو من يتحدث عن فساد وفشل الحوثيين.
وللتذكير فقط نود أن يعلم الجميع أن عفاش صرف في سبعة أسابيع في حرب 1994 ضد أبناء الجنوب 12 مليار دولار وطبع أكثر من 400 مليار ريال يمني بدون وجود تغطية في البنك المركزي اليمني مما أَدَّى إلى رفع سعر صرف الدولار من 24 ريالاً للدولار الواحد إلى 230 ريالاً للدولار الواحد هذا والحرب داخلية ولم تدُمْ شهرين، وكانت مخازن الدولة ممتلئة بالأسلحة وفرض جبايات على كافة التجار ولم يتعافَ اليمنُ من تلك الحرب حتى اليوم.
فهل عرفتم نعمةَ وحكمةَ القيادة وهبةَ الله لهذا الشعب؟