الشهيدُ القائد.. مشروعٌ قرآني ومسارُ أُمَّـة إلى الانتصار
موقع أنصار الله ||مقالات ||محمد يحيى السيَّاني
مشروعٌ قرآنيٌّ للأُمَّـة في مرحلةٍ كانت فيه اليمنُ والمنطقةُ تمُرُّ بأصعب مراحلها التاريخية من خلال واقعِها الهزيل البائس الذي خيَّم عليها وتمكّن منها وكشف عن ثقافة الانحلال عن القيم والانفصال والانحراف عن الدين الحق، فتحَرّك الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) بمسيرته الجهادية التي أثمرت اليوم تعديل مسارات منحرفة وتصحيح مفاهيم وثقافات مغلوطة.
ومن وسط هذا المخاض العسير التي كانت تعيشُه الأُمَّــة قدّم الشهيد القائد المشروع القرآني العظيم وتحَرّك بحراكه القرآني وأحيا به قيماً اندثرت وثقافة طمست وعدّل من خلاله مساراتٍ حُرفت وشوهت، أضعفت الأُمَّــةَ وانسلخت منها هُــوِيَّتها الإيمَـانية، لقد كان الشهيد القائد هو التهيئةَ الإلهيةَ والاصطفاء الرحيم للأُمَّـة كطوق نجاة في زمن الهلاك.
الشهيد القائد من خلال المشروع القرآني والتحَرّك وفق منهجيته وتعليماته قدّم الرؤية في زمن اللارؤية والحل في زمن اللاحل، وكان بذلك قد هيأ لمرحلة جديدة تتسم بالروح الجهادية وصياغة لمشروع نهضوي ينتشل الأُمَّــة من واقعها المزري.
ونحن اليوم نحيي ذكرى استشهاده السنوية نحاولُ مواكبةَ المتغيرات التي قد رسم مسارها واستشف مآلاتها الشهيد القائد وفق رؤيته القرآنية ومسيرته الجهادية من خلال توطيد علاقتنا وثقتنا بالله سبحانه وتعالى، وترسيخ كُـلّ القيم والمبادئ العظيمة والثقافة القرآنية السليمة كسلاح وزاد في مواجهة الأعداء أئمة الكفر والنفاق وطواغيت العصر أمريكا وإسرائيل وكلّ من دار في فلكهم وسار على غيهم وطوّع نفسَه أدَاةً لهم؛ لتمرير مشاريعهم العدائية ضد أمتنا وبلداننا الإسلامية وديننا وهُــوِيَّتنا الإيمَـانية؛ لنضع أقدامنا على مسار قوي نصحِّحُ من خلاله واقعَنا الداخلي، ونبني واقعاً ومستقبلاً عزيزاً وكريماً ومزدهراً لبلدنا وأمتنا ووعياً وبصيرة وإيمَـاناً يصقلُ هُــوِيَّتنا ويرسِّخُها في حياة أجيالنا ويؤهل شعبَنا ليرتقيَ إلى العلياء ويختصُّه بالتميز بين الشعوب الأُخرى كأنموذج تحتذي به الشعوبُ المتطلعة للحرية والكرامة والانعتاق من هيمنة طواغيت العصر ومفسديه، من خلال منهجية المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد ورفع به راية الحق والجهاد وارتقى شهيداً عزيزاً عظيماً أبياً مظلوماً لأجله.
أُمَّتُنا معنيةٌ بالمضي قدماً في مواصلة المسار؛ لما لهذا المسار والمسيرة من مآلات حتمية للفلاح والنجاح في كُـلّ شؤون حياتنا وأوضاعنا الداخلية ومعركتنا المصيرية مع تحالف العدوان تحت قيادة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي.
ولا يمكن لأي متابع التجاهُلُ للحجم الكبير الذي أحدثته الثقافةُ القرآنيةُ والمسيرةُ الجهادية التي تحصّن بها شعبنا مستعيناً بالله في مواجهة العدوان والحصار التي أنتجت متغيراتٍ ومعادلاتٍ مذهلةً ارتقت إلى مستوى الإعجاز بفضلِ الله -سبحانه وتعالى- وتضحيات الشهيد القائد وكلّ شهداء شعبنا العظيم.
مشروع التحَرّك القرآني والمد الإلهي تجاوز بشعبنا وبلدنا مسافاتٍ شاسعةً من التحديات والصعاب، ما كانت يوماً يستطيع أمامها أي شعب في العالم أن يصمد أياماً في وجهها.