باحثون يسلّطون الضوء على المشروع القرآني وأهميّة تحَرّك الشهيد القائد
||صحافة||
أقامت الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء، أمس الأحد، ندوة ثقافية، في المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء، بعنوان “الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام-“، عنوان لقضية عادلة ومؤسّس ورائد لمشروع عظيم، تزامناً مع إحياء ذكرى استشهاده السنوية.
وناقشت الندوة أربعة محاور رئيسية لمسيرة الشهيد القائد الجهادية، تناول المحور الأول منها الحديث عن المبادئ والقيم الإيمانية البارزة في شخصية الشهيد القائد، فيما تناول المحور الثاني أبرز سمات المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد.
وتناول المحور الثالث سؤال ماذا لو لم يتحَرّك الشهيد القائد، فيما تناول المحور الرابع موضوع خطورة المرحلة التي تحَرّك فيها الشهيد القائد “عليه السلام”.
وفي المحور الأول الذي قدمه الدكتور عبدالرحمن الحمران، أكّـد أن الشهيد القائد كان إيمانياً في قيادته وفي تعاملاته وفي أقواله وأفعاله وتحَرّكاته، مضيفاً “أن الإيمان بكل قيمه ومبادئه كان متجسداً في شخص الشهيد القائد ومن أبرز سجاياه كما كانت متجسدة في سجايا الأنبياء والمرسلين المنصوصة في القرآن الكريم”.
وتابع الحمران أن القيم والمبادئ الإيمانية القرآنية التي كان يتجلى بها الشهيد القائد في كُـلّ تصرفاته وحركته وسكونه تتجلى اليوم وبفضل الله في أتباعه ومحبيه وطلابه ورفاقه المجاهدين الذين ينهلون من نبع فكره القرآني العذب ويهتدون بهديه الذي ربطهم بالله وبرسله وبالقرآن الكريم.
وأشَارَ الحمران إلى أن القيم والمبادئ الإيمانية تتجلى في ملازم الشهيد القائد وفي علاقته بالناس، كما هي اليوم متجلية في شخصية أخيه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وخطاباته ومحاضراته.
وقال الحمران: يقول عنه والده السيد المجاهد بدرالدين الحوثي “إن الله آتاه فصل الخطاب والقدرة العالية في تقديم الإيمان على أرقاء مستوى، مُشيراً إلى أن القضية الإيمانية قضية لا تنفصل عن حركة التدبير الإلهي المرتبطة بحركة الحياة ومتغيراتها”.
وأكّـد الحمران أن تقديم الشهيد القائد للإيمان بشكله ومضمونه الصحيحين استطاع بناء النفوس وتغيير الموازين وأعاد للقرآن الكريم حيويته وفاعليته في الواقع العملي، لافتاً إلى أن الشهيد القائد كان لا يخشى إلا الله وعرفناه رابط الجأش واستطاع تقديم أمريكا بكل ما تملك من المقومات على أنها “مُجَـرّد قشة” حسب قوله عليه السلام.
ونوّه الحمرأن إلى أن الشهيد القائد كان في حياته منطلق من قول الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا” مؤكّـداً أن المسيرة المباركة ثمرة تتوج لأعمال الشهيد القائد الجهادية وحسنة من حسنات مشروعه القرآني العظيم”.
وبيّن الحمران أن الشهيد القائد كان كثير التطلع والبحث هنا وهناك عله يجد فئة تعمل وفق هدى الله وكتاب الله ليعمل معها ولكنه بعد عودته من بعض الأقطار وعندما لم يجد من يمثل دين الله عاد وتحمل المسؤولية والعمل بمفرده لإحياء دين الله في أمة جده محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، متوكلاً على الله ومستعيناً به واثقاً بنصره ومعيته”.
بدوره تحدث حسين غابش، في المحور الثاني عن سمات المشروع القرآني قائلاً: “عندما يحاول أحدنا التحدث عن مشروع بهذا المستوى فإنه لم يلم ولكن الله هو من يريد إنقاذ هذه الأُمَّــة، كما كانت إرادته في تهيئة نبيه موسى -عليه السلام- لإنقاذ بني إسرائيل وإهلاك فرعون، وكما كانت إرادته في إخراج الأُمَّــة العربية من الجاهلية إلى الإسلام ببعث نبيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأكّـد غابش أن السيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، امتداد لمشروع الله في هذه الأرض الذي استطاع بمشروعه إيجاد نفسيات إيمانية قوية أعادت للنفوس الثقة بالله، ومشروع قرآني حضاري ونهضوي في الواقع العملي استطاع أن يرتقي بالناس ويواكب الأحداث والمتغيرات.
وَأَضَـافَ غابش “أن من سمات المشروع القرآني التأييد الإلهي العظيم برغم قلة العتاد والسلاح والمال، الذي لمسه الناس على المستوى الذاتي وعلى المستويات الأُخرى، منذ انطلاق المشروع وإلى اليوم، كما أن من سماته القدرة على بناء أمة قوية وجديرة بتغيير الواقع وإنقاذ البشرية”.
وفي المحور الثالث الذي قدمه الدكتور أحمد مطهر الشامي، أجاب على سؤال ماذا لو لم يتحَرّك الشهيد القائد؟ وكيف سيكون حال اليمن والأمة، أكّـد الشامي أنه لو لم يتحَرّك الشهيد القائد لكان اليمن لقمة سهلة للمحتلّين من أذناب أمريكا وإسرائيل.
وتساءل الشامي بقوله قبل الإجابة على هذا السؤال: “يجب أن نعرف كيف كانت تتحَرّك أمريكا في المنطقة لاستهداف شعوب الأُمَّــة وفي شعبنا اليمني بالدرجة الأولى، لافتاً إلى الأمريكي بدأ بالتحَرّك لضرب كُـلّ عوامل القوة في الشعب، وتدمير المؤسّسة العسكرية والأمنية تمهيداً لعملية الاحتلال المباشر وتقديم المحتلّ كمنقذ”.
وقال الشامي: “إن أمريكا عملت على تدمير الترسانة العسكرية والدفاعية والجوية وأسلحتها كما أكّـد ذلك الفلم الوثائقي لتدمير أسلحة الدفاع الجوي، وكشفته المعلومات عن إسقاط 45 طائرة ومروحية حربية، واغتيال عشرات الطيارين واستباحة دماء الجيش بالاغتيالات والتفجيرات التي وصلت عمق وزارة الدفاع في مجمع العرضي والعروض العسكرية في ميدان السبعين ودخول دواعش أمريكا بسكاكينهم لاحتلال معسكرات وذبح من فيها”.
وَأَضَـافَ الشامي أن أمريكا عملت على مختلف الأصعدة العسكرية والأمنية والاجتماعية والقبلية والثقافية وسعت لنشر الاختطافات وتوسيع الخلافات والتقطعات، بين أبناء القبائل المتناحرة، لافتاً إلى أن المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد جاء بالحل لهذه المخطّطات واستطاع إفشالها وكنس اليمن من الجماعات والأدوات الأمريكية في الداخل وصون وحماية القيم والمبادئ اليمنية، وتثبيت الأمن والاستقرار في ظل عدوان وحصار مُستمرّ منذ 8 أعوام.
وأردف الشامي بقوله “حين وصل الحال بأن يصبح من يؤمّن الشعب يحتاج إلى من يؤمّنه هو من عناصر أمريكا الوهَّـابية ومسدسات تركيا كاتمة الصوت والعبوات الناسفة الداعشية، أراد الله لهذا الشعب بنجاح ثورة 21 سبتمبر، والتمكّن من القضاء على المخطّطات الأمريكية على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها.
وأكّـد الشامي أن المشروع القرآني وبفضل الله وتحَرّك الشهيد القائد أصبح شعبنا اليمني الذي كان عاجزاً عن صناعة الذخيرة يصنع اليوم كُـلّ أنواع الذخائر وُصُـولاً إلى الصواريخ والطيران المسيَّر، ويتحَرّك للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في هذا الصدد وفي المجال الزراعي وغيره.
وفي المحور الرابع الذي قدمه الدكتور حمود الأهنومي رئيس مركز شهارة للبحوث والدراسات الاستراتيجية قال: “إن المشروع القرآني جاء في ظل وضع استطاع المستعمر الخارجي استبدال نفسه بمستبد داخلي، وكان يراد للأُمَّـة بكاملها السيطرة الأمريكية المباشرة وتمكين أعدائها منها ومن شعبنا اليمني”.
وقال الأهنومي: إن المشروع القرآني انقذ الشعب اليمني من مخطّطات أمريكا وأدواتها واستطاع تقديم نموذجاً قوياً ونوعياً غلب أقوى الدول الاستعمارية، واستنهض أبناء الشعوب وأحيا قيمهم ومبادئهم الإيمَـانية.
وَأَضَـافَ أن الشهيد القائد انطلق بهذا المشروع على أَسَاس إيماني يهدي للتي هي أقوم، وبروحية إيمانية مضحية مدافعة عن الأُمَّــة بروح المسؤولية، وبفكر شامل تجاوز كُـلّ المذاهب والتقسيمات للأُمَّـة.
وأشَارَ الأهنومي إلى أن الشهيد القائد قدم دين الله بالشكل الصحيح في مرحلة خطرة جِـدًّا جداً واستغل كُـلّ المتغيرات والشواهد والتجليات العملية الناتجة عن الصراع مع قوى الضلال لربط الناس بالله والثقة به.
صحيفة المسيرة