قائد الثورة يكاشفُ الجماهيرَ بتفاصيل المرحلة الراهنة وحقيقة موقف العدو
||صحافة||
جَــدَّدَ قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وضعَ النقاطِ على الحروف وإطلاع الشعب اليمني على الصورة الكاملة للمرحلة الراهنة، وخُصُوصاً فيما يتعلق بالمشاورات الجارية، وموقف تحالف العدوان ورعاته فيها؛ مِن أجل إغلاق الباب أمام أية محاولات للتضليل أَو للالتفاف على الاستحقاقات والمطالب الشعبيّة المشروعة، ولوضع العدوّ مرة أُخرى أمام ضرورة التوقف عن المماطلة لتجنب التداعيات التي ستترتب عليها.
مرحلة خفض للتصعيد
القائد جدد التأكيد على التوصيف الفعلي للمرحلة، مؤكّـداً أنها مرحلة حرب لكن مع “خفض للتصعيد” فقط، وهو ما كان قد أكّـد عليه أَيْـضاً في خطابه السابق؛ حرصاً على إغلاق المجال أمام أية محاولات لاستثمار الهدوء النسبي الراهن لتقديم تصورات مغلوطة وخاطئة تخادع الرأي العام وتتيح للعدو التلاعب به.
وفي إطار هذا التوصيف، أكّـد القائد على أن ما تحقّق حتى الآن هو “انفراجة محدودة على مستوى حركة ميناء الحديدة ومطار صنعاء” وأن المطالب الشعبيّة ما زالت قائمة؛ باعتبارها استحقاقاتٍ لا مجالَ للتنصل عنها من جانب تحالف العدوان.
كما أكّـد أن هذه المرحلةَ تتضمَّنُ أَيْـضاً مواصلةَ العمل على منع نهب الثروة الوطنية النفطية، وهو ما يعزز التأكيد على أن الوضع ما زال مفتوحاً على كُـلّ الاحتمالات، في ظل عدم وجود قرار واضح من جانب تحالف العدوان بالاستجابة لمطالب الشعب اليمني.
تعنُّتٌ أمريكي ونوايا عدوانية
وتأكيداً على محدودية التقدم الذي تم إحرازُه، ولقطع الطريق أمام أي تصورات غير دقيقة قد تنتجُ عن غياب التفاصيل أَو عن محاولات العدوّ لتضليل الرأي العام، سلّط القائد المزيدَ من الضوء على موقف تحالف العدوان ورعاته خلال المرحلة الراهنة، مؤكّـداً أن: “الأمريكي يحاول أن يعرقل المساعي العُمانية، وأدواته الطيعة لا تحمل النوايا الحسَنة، واتّجاهها في الأَسَاس عدواني”، في تلخيص يوضحُ أن المؤشراتِ الإيجابيةَ لا زالت غيرَ كافية وأن سلبية العدوّ قد تعيد إشعال الحرب في أي لحظة، وهو ما كان القائد قد أوضحه في الخطاب السابق أَيْـضاً.
لا مجالَ للتنصل عن التزامات السلام
وفي سياق الحديث عن تفاصيل موقف العدوّ، كشف القائد أن الولاياتِ المتحدة الأمريكية تعملُ في ثلاثة مسارات مترابطة لإعاقة جهود الوسيط العماني، وأن أول هذه المسارات هو محاولة إبعاد دول تحالف العدوان عن أي التزامات تترتب على أي اتّفاق وتحويل المسألة كلها إلى مسألة داخلية، وهو ما يعني أن موقفَ العدوّ حتى الآن يسير في اتّجاه الحصول على اتّفاق شكلي يضمن به مصالحه في ظل حرمان اليمنيين من حقوقهم.
وأكّـد قائد الثورة أن الموقف الوطني تجاه هذا السلوك هو أنه “لا يمكن السماح لتحالف العدوان وقيادته الرسمية المعلنة (النظام السعوديّ) بالتهرب من أية التزامات تترتب على أي اتّفاق أَو تفاهم؛ لأَنَّه هو الطرف المحارب”.
وَأَضَـافَ في رسالة طمأنة للشعب اليمني، وتحذير للعدو في الوقت نفسه، أن الطرف الوطني “ليس غبياً أَو ساذجاً ليعفيَ تحالف العدوان من الاستحقاقات المشروعة للشعب اليمني.
فليعلَمِ الأمريكي والبريطاني وليعرف السعوديّ والإماراتي أن عليهم تحمل التزاماتهم والاستحقاقات المشروعة لشعبنا.
واشنطن تعيقُ تمكين الشعب من ثروته
المسار الثاني الذي أكّـد قائدُ الثورة أن الولاياتِ المتحدة تسعى فيه لعرقلة جهود السلام، هو منعُ صرف المرتبات وتمكين الشعب اليمني من ثرواته الوطنية، علماً بأن هذه نقطة جوهرية لا يمكن إحراز أي تقدم فعلي في أي تفاهم بدونها.
وفي هذا المسار أشار القائد إلى أن الولايات المتحدةَ تسعى لتقديمِ المرتزِقة كطرف رئيسي بدلاً عن دول تحالف العدوان التي تسعى للظهور بمظهر الوسيط، وهي محاولةٌ واضحةٌ لتضييع حقوق الشعب اليمني عن طريق إلقاء المسؤولية على الأدوات التي لا تمتلك أي قرار.
وهنا، يؤكّـد قائد الثورة وبشكل واضح على استحالة “تحويل المسألة إلى مشكلة مع صغار المرتزِقة” منبِّهًا إلى أن “تحالف العدوان هو الذي يتحمل المسؤولية اليوم في أن يتيح لشعبنا الاستفادة من ثروته النفطية مع تعويضه عما حرم منه على مدى 8 سنوات”.
ويضيف أنه “لا يمكن أن يتحول دور من قدّم نفسَه منذ بداية العدوان بصفة قائد للحرب ومنفذ للعمليات الهجومية على بلدنا إلى مُجَـرّد وسيط” مذكِّراً بأن “النظامَ السعوديّ قَدَّمَ نفسَه كقائدٍ لتحالف العدوان وعلى المستوى التنفيذي هو فعلاً القائد المباشر فيما الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لهم الدور الإشرافي”.
هذه التأكيداتُ تحملُ رسائلَ مباشرةً بأن صنعاءَ لن تقبل أبداً بفتح المجال أمام العدوّ للتلاعب بمبدأ التفاوض، وأطرافه الحقيقية، وأن هذا المسار له نهاية مسدودة، وبالتالي فَـإنَّه لا بديلَ عن تلبية مطالب الشعب اليمني بالكيفية الصحيحة إلا العودة إلى نقطة الصفر.
مساعٍ أمريكيةٌ لإطالة أمد الاحتلال
القائدُ أكّـد أَيْـضاً أن الولاياتِ المتحدةَ على مسار ثالث لإعاقة جهود السلام، وهو مسار تأجيل خطوة انسحاب القوات الأجنبية “إلى أجل مسمى”؛ مِن أجل إبقاء البلد محتلًّا، وهي نقطة جدد قائد الثورة التأكيد على أنها “جوهرية” بالنسبة للطرف الوطني، وهو ما يعني أَيْـضاً استحالة إحراز أي تقدم حقيقي في مسار السلام بدون معالجة هذه النقطة.
هذا أَيْـضاً ما أوضحه القائد من خلال التأكيد على أنه “لا يمكن أن يكون هناك حَـلّ للمشاكل الداخلية في البلد في ظل وجود حالة الحرب والحصار والاحتلال”، وَ”لا يمكن القبول بأية حلول سياسية في ظل وجود قوات أجنبية غازية محتلّة في أية محافظة أَو جزيرة” وأن “البحث عن حلول سياسية في ظل وجود احتلال أجنبي يشكل ابتزازاً وتعزيزاً لسيطرة المحتلّ الأجنبي وتدخلا مباشرا منه في شؤون بلدنا”.
“ارْحلوا عن أرضنا ومياهنا وجزرنا”
ورَدًّا على موقف العدوّ فيما يخص الاحتلال، أطلق قائد الثورة جملةَ تأكيدات تحمل ملامحَ مسار مهم من مسارات المرحلة القادمة، وهو مسار العمل على طرد القوات الأجنبية، حَيثُ أكّـد القائد أن صنعاء ستسعى “لدحر العدوان سواء في الجزر أَو في البر أَو في البحر ومن كُـلّ ما يمثل انتهاكاً لاستقلال وسيادة سيادة لبلدنا جوا وبرا وبحرا”.
ووجه القائد خطابه مباشرة للقوات الأمريكية والبريطانية والسعوديّة والإماراتي المتواجدة في اليمن قائلا: “ارحلوا من كُـلّ محافظاتنا ومن مياهنا الإقليمية” مؤكّـداً أن إنشاء القواعد العسكرية الأمريكية في المهرة أَو حضرموت أَو إرسال أية قوة بريطانية يعتبر احتلالاً ومشاركة مباشرة في العدوان وأن لصنعاء “الحق في التعامل معه على هذا الأَسَاس”.
تحذيرٌ إضافي للعدو
التأكيداتُ والتحذيراتُ التي وردت في خطاب القائد فيما يتعلق بالمرحلة الراهنة شكلت صورة كاملة عن الوضع، يمكن تلخيصها بالقول إن: تحالفَ العدوان ورعاته لا يزالون يتمسكون بآمالهم ومطامعِهم القديمة التي لا يمكن الجمع بينها وبين حالة السلام، وهي حالةٌ تستلزمُ وضعَهم مرةً أُخرى في مواجهة المخاطر والتداعيات التي تترتب على هذا الموقف.
وقد أوضح قائدُ الثورة هذه الرسالة من خلال دعوته للخروج الجماهيري تحت عناوينَ محدّدة تضمنت “تحذير تحالف العدوان” من الإصرار على التعنت والمماطلة؛ لأَنَّ الخروجَ تحت هذا العنوان سيمثل تفويضًا شعبيًّا صريحًا للقيادة باتِّخاذ كافة الإجراءات المناسبة لردع العدوّ والتعامل مع حالة المماطلة التي يرفض مغادرتها، وهو ما أكّـدت صنعاء في وقت سابق أنها جاهزة للتعامل معه عسكريًّا.
ويذكِّرُ هذا التحذيرُ بتحذيرٍ سابقٍ كان قائدُ الثورة وجّهه وبتفويض شعبي واسع، الأمر الذي أجبر تحالُفَ العدوان على إرسال الوسطاء إلى صنعاء بعدها بأيام قليلة.
ويعزِّزُ هذا التحذيرُ تأكيدَ قائد الثورة في خطابه السابق على أن “الوقتَ سينفد وخفض التصعيد لن يستمرَّ إلى الأبد”، وهو التأكيدُ بوضوح الذي يبدو أن القائدَ حريصٌ على جعله ملموسًا بشكل أكبر لدى تحالف العدوان؛ مِن أجل إتمام الحُجَّـة قبل اتِّخاذ أية “خيارات ضاغطة”.
صحيفة المسيرة