دورُ الجبهة الثقافية في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن

||صحافة||

 

في تمام الساعة الثانية بعد منتصف ليلة 26 من شهر مارس2015م أعلن تحالف العدوان على اليمن من واشنطن، بداية عدوانه الوحشي، وتزامناً مع قصف الطيران لمدينة صنعاء، وارتكابه أول مجزرة بحق المواطنين المدنيين في منطقة بني حوات-شرق مطار صنعاء الدولي، وفي نفس اليوم ألقى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، خطاب التعبئة الشاملة لمواجهة العدوان، وتشكيل الجبهات السياسية والإعلامية والاجتماعية والعسكرية والعلمائية،… إلخ.

واستجابةً لدعوة قائد الثورة واستشعاراً لمسؤولية المثقف والدور المنوط به تجاه وطنه ومجتمعه، وشرف الكلمة والوقوف مع الحق في الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله تداعى الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرون –ثلة منهم- وأعلنوا عن نشأت “الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان” يوم الاثنين، 13 أبريل 2015م في أول وقفة لهم بميدان التحرير-أمام وزارة الثقافة- صنعاء، تحت يافطة “أدباء ومثقفو اليمن”، وتم إصدار البيان الأول، بحضور عدد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، ولأهميته نورده كاملاً:

“نظراً لغياب الدور الهام والوطنيّ الكبير الذي كنّا نؤمله من كيانٍ بحجم اتّحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين؛ ونظراً للنكوص عن واجبه الوطنيّ والأخلاقيّ والإنسانيّ وصمته المريب حتى الآن عن إدانة العدوان الغاشم المتمّثل في تحالف الشرّ بقيادة آل سعود، وما مّثلته من تدمير وحشيّ، وتدخل عدائي سافر ومرفوض يمس وطننا الحبيب، حرصنا نحن مثقفين وأدباءَ وكذا الأعضاء والمنتمين لاتّحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين أن يكون الموقف المعبر عنا أمام هذا العدوان بما يتناسب مع الأحداث والعدوان الذي تمر به بلادنا نصدر هذا البيان والذي نؤكّـد فيه على ما يلي:

– إدانة ورفض هذا العدوان الذي تقوم به مملكة آل سعود ومن معها من قوى الشر والعدوان على بلادنا شعباً وجيشاً ودولة ومؤسّسات قطاع عام وخاص.

– نطالب بالوقف الفوري لهذا الإجرام والعدوان الذي تقوم به قوات تحالف الشر السعوديّ الذي يستهدف بلادنا ووطننا الحبيب أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارة وَاستهداف كافة مقدراته وَمؤسّساته.

– نحيي صمود واستبسال وتصدي قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبيّة في مواجهة هذا العدوان والإرهاب السعوديّ وأتباعه ومن تحالف معه في هذا الإجرام والعدوان السافر وَنشد على أيديهم في ملاحقة كُـلّ من يصطف مع العدوان بأي شكل.

– نحيي صمود واستبسال وتصدي كافة الشعب اليمني أمام هذا الصلف العدواني، ونؤكّـد على أهميّة المزيد والمزيد من التكاتف والتلاحم الوطني الذي يقوم أبناء الشعب في مواجهة هذا العدوان.

– ندعو كافة المثقفين والأدباء والمبدعين والكتاب والصحفيين والفنانين والاتّحادات الثقافية والأدبية والسياسية والمهنية عُمُـومًا ونخص اتّحاد الأدباء العرب وكل القوى الحية وكل الخيرين في العالم وفي مقدمة ذلك العالم العربي والإسلامي إلى اتِّخاذ المواقف الضرورية والجادة قولاً وعملاً أمام هذا العدوان الإجرامي الذي يستهدف بلادنا.

– ندعو كافة المنظمات والهيئات الدولية والجهات التابعة لها إلى رفض وإدانة هذا العدوان السافر وتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب اليمني وما يتعرض له من استهداف وتدمير وعدوان؛ مما يهدّد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

– نشكر كافة الدول والحكومات والبرلمانات والهيئات والمنظمات والمؤسّسات والاتّحادات والنقابات والفعاليات والشخصيات والمكونات التي رفضت وأدانت العدوان وتقف إلى جانب الشعب اليمني فيما يتعرض له من حرب إجرامية وحصار وعدوان سافر جواً وبحراً وبراً.

– الاحتفاظ بكامل الحقوق المترتبة على هذا العدوان والجرائم التي قام ويقوم بارتكابها نظام آل سعود وحلفائه والمشاركين معه في مقاضاة السعوديّة وكلّ من شاركها في جرائمها والمطالبة بالمحاكمة العادلة ورفع ومتابعة القضايا لدى الجهات المعنية وعلى كافة المستويات ذات العلاقة.

وختامًا إننا، إذ ندين ونرفض هذا العدوان لنربأ بأَيٍّ من القوى والجهات وأصحاب الكلمة عن الوقوع في ممالأة العدوان والتواطؤ معه والارتهان والخضوع لكلّ ما من شأنه سلب كرامة الإنسان وحريته، مهما كانت التباينات أَو الاختلافات السياسية.

 

المثقفون والأدباء والكتاب اليمنيون-الاثنين13 أبريل 2022م”.

وبعد الفعالية مباشرة، عُقد الاجتماع الأول بحضور 19 من الأدباء والشعراء والكتاب، وحرّر محضر الاجتماع الأول بتوقيعاتهم، واعتمد الحاضرون عدداً من البنود أهمها:

– أن يتم إنشاء مكون ثقافي يسمى “الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان”.

– تكليف الدكتورة ابتسام المتوكل برئاسة الجبهة.

– تكليف الأديب/ عبد الرحمن مراد بصياغة بيان إشهار الجبهة في وقفة الأربعاء 15 أبريل 2015م، أي بعد يومين، وفي مكان الوقفة الأولى، وتم ذلك.

بغرض مأسسة الجبهة؛ تم اعتمادُ الحاضرين، وعددهم 19 “اللجنة التحضيرية للجبهة”، بمقام الهيئة الإدارية، وفي أوقات لاحقة تم توزيع المهام بين أعضاء الهيئة التحضيرية، إضافة إلى المبادرين، وتوزيعهم على لجان متكاملة فيما بينها، منها “لجنة الحشد والتعبئة، اللجنة الثقافية، اللجنة الإدارية والمالية، لجنة التواصل والاتصال… إلخ”، ولوحظ الزخم الذي حظيت به الجبهة من خلال الأنشطة والفعاليات التي نفذتها الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان من جانب، وانضمام المزيد من الأدباء والكتاب والشعراء إلى الجبهة، وهكذا وُلدت الجبهةُ الثقافية لمواجهة العدوان مؤسّسة لمقاومة ثقافية تتصدر المشهد بين الجبهات المختلفة بعد الجبهة العسكرية، معتمدة على جهود أعضائها، بما فيها تمويل الفعاليات والأنشطة وما يتعلق بها من إعداد اليافطات والشعارات وتجهيز القاعات، والتنقل إلى الساحات والمحافظات، وإعداد أوراق العمل والبحوث والدراسات، لا سِـيَّـما في عامها الأول؛ لأَنَّها وضعت أهم أهدافها مواجهة العدوان، وتعريته، لا سِـيَّـما في فضح الشائعات وتفنيدها، والتصدي للحملة الشرسة التي تبناها تحالفُ العدوان ضمن استراتيجيته ممثلة في تفكيك المجتمع وتمزيق النسيج الاجتماعي؛ ولأن المثقف اليمني أدرك خطورة تلك الاستراتيجية العدوانية مبكراً؛ ولهذا صبت الفعاليات والأنشطة بمختلف مسمياتها ومساراتها في التصدي من جانب، والحفاظ على الهُــوِيَّة اليمنية والإيمانية، وتعزيز الروح الوطنية، والترابط بين أبناء المجتمع بمختلف أطيافه وأشكاله، ورفع مستوى الوعي بخطورة العدوان لدى أبناء المجتمع من جانب آخر، ودعم الروح المعنوية للجيش والمرابطين في الجبهات العسكرية، وتعزيز الثبات والصمود من جانب ثالث.

 

الفعالياتُ والأنشطة:

في سبيل تحقيق الأهداف التي رسمتها الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان اعتمدت عدداً من الأساليب والأدوات، أهمها العمل بروح الفريق الواحد، الهيئة التحضيرية تحديداً، واعتماد روح المبادرة، ووضع برامج عمل تقر في الاجتماعات المنعقدة كُـلّ ثلاثة أَو أربعة أَيَّـام، وتنفيذ فعاليات وأنشطة تتطلبها اللحظة في بعض الأحيان ومن خلال بانوراما مختارة للأنشطة والفعاليات التي نفذتها الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان ترتسم للقارئ صورة مصغرة للدور الذي لعبته الجبهة الثقافية في مواجهة العدوان، تطرح على النحو التالي:

ويلاحظ أن الفعاليات والأنشطة توزعت ما بين وقفات وصباحيات شعرية وقصصية، وندوات وزيارات، ولقاءات، ومسيرات، وحملات ميدانية، ومؤتمرات، وإصدار بيانات، وبعث رسائل وخطابات، وإعداد الكثير من الهتافات والشعارات التي تردّد في الوقفات، وفي وسوم التواصل الاجتماعي، وتنشر على صفحات “الفيسبوك والواتس أب وتويتر” وإصدار بروشورات، وإصدار ديوان الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان الأول -فليقصفوا، كبداية لمشروع لم يكتمل… إلخ، كلها تصب في مسار تحقيق الأهداف المذكورة آنفاً، ونوجز أهمها كما يلي:

فعالياتٌ تعزز الحفاظ على الهُــوِيَّة والنسيج الاجتماعي: أقامت الجبهة عدداً من الفعاليات والأنشطة منها:

زيارة جرحى مجزرة “يريم”، مركز الحروق بالمستشفى الجمهوري، بتاريخ 28 أبريل 2015م، وتوزيع هدايا رمزية للجرحى الذين احترقوا جراء قصف العدوان لهم بمواد فسفورية.

زيارة إلى بنك الدم، وزيارة الجرحى في المستشفى الجمهوري، تمت بتاريخ 7 مايو 2015م، وتم التبرع بالدم من قبل أعضاء الجبهة، ثم زيارة الجرحى جراء القصف العدواني، ومنحهم مساعدة رمزية (6000) ريال لكل جريح.

ندوة بعنوان “مواجهة العدوان والاقتتال الداخلي”، 27 أبريل 2015م، قدمت فيها أربعة أوراق بحثية، وسبقها وقفة احتجاجية بميدان التحرير، وإصدار بيان ضد العدوان ودعمه الاقتتال الداخلي.

ندوة بعنوان “النسيج الاجتماعي يهزم العدوان”، 4 مايو 2015م، قدم فيها ورقتا عمل ناقشت التنوع في اليمن والتعايش بين هذا التنوع الجغرافي والفكري والمذهبي… إلخ.

تأسيس فرع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان في محافظة ذمار، انتقل 15 عضواً من أعضاء الجبهة إلى محافظة ذمار، يوم الاثنين 25 مايو 2015م وأقامت الجبهة فعالية ضد العدوان، وأعلنت تأسيس فرع الجبهة في محافظة ذمار ضمن مشروع يشمل المحافظات الحرة.

فعالية تضامنية مع محافظة صعدة، الأربعاء 27 مايو 2015م، تم اختيار محافظة صعدة لتعرضها لعمليات قصف شديدة واستخدام الأسلحة الفتاكة ومنها ما يعتبر من الأسلحة المحرَّمة –حسب تعبير المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والاتّفاقات والبيانات الدولية-؛ ولأن تحالف العدوان أعلنها منطقة عسكرية لكي يبرّر جرائمه ومجازره للمواطنين في المحافظة، وفي الفعالية ألقى الشاعر الأديب/ عباس الديلمي قصيدة معبرة عن الموقف، وألقى رئيس المجلس المحلي بالمحافظة شهادة عن الوضع في المحافظة، وقدمت الجبهة عرضاً موجزاً لجرائم العدوان التي يرتكبها في المحافظة، ثم بيان الجبهة، وتضمن الإدانة لتحالف العدوان، والدعوة لمواجهته، والصبر والثبات ودعم الجبهات.

صباحية شعرية-قصصية، بعنوان “الطفولة قصيدة مذبوحة”، أحياها أعضاء الجبهة بتاريخ13أغسطُس2015م، التضامن مع أطفال اليمن الذين تقصفهم طائرات العدوان، وبالتركيز على الطفل/ زياد الذهب، المذبوح في رداع محافظة البيضاء، حَيثُ تواجد عناصر القاعدة.

فعاليات اليوم المفتوح بعنوان “ليس منا أبدًا!”، أقامتها الجبهة بتاريخ 25 أغسطُس 2015م، صباحاً ومساءً، شارك فيها الشعراء والأدباء بالشعر والقصص، وأوراق بحثية تنبذ الكراهية والمناطقية، واستهداف النسيج الاجتماعي من قبل تحالف العدوان وأدواته، وتم اختيار العنوان بدقة لشطر بيت شعري من قصيدة غناها الفنان/ أيوب طارش، كرَدِّ فعل على جرائم الذبح والسحل في مدينة تعز، وبالتحديد المناطق التي تحت سيطرة مرتزِقة تحالف العدوان!

وقفة احتجاجية في حارة الفليحي –صنعاء القديمة- ندوة في بيت التراث اليمني صنعاء القديمة، نفّذت بتاريخ 27 أُكتوبر2015م؛ بسَببِ استهداف القصف لصنعاء التاريخية للمرة الثانية وتم قراءة بيان الإدانة، وعقدت ندوة عن صنعاء التاريخية، قدم فيها كاتب هذه الورقة دراسة علمية بعنوان: “صنعاء مدينة مدنية من منظور ثقافي”، وقدمت الأُستاذة/ أُمَّـة الرزاق جحاف مداخلة، وألقت المنشدة/ دعاء الواسعي مداخلة وأنشودة (رب بالسبع المثاني) باللغتين العربية والتركية.

فعاليات وأنشطة تعزز الحشد والتعبئة، ودعم الجيش والمجاهدين: يمكن اختيار النماذج الآتية:

وقفة في فج عطان، بعد قصفه بقنابل محرمة، نفذتها الجبهة الثقافية بتاريخ 23 أبريل 2015م، وتم رفع شعارات الإدانة للعدوان، ودعوة المجتمع الدولي للقيام بواجباته القانونية والإنسانية، والسرعة في الضغط على تحالف العدوان بوقف عدوانه على اليمن، وقراءة بيان الإدانة والثبات والصمود في وجه تحالف العدوان.

مسيرة تضامنية مع الجيش، نفذها أعضاء الجبهة بتاريخ 21 مايو 2015م، انطلاقاً من ميدان التحرير إلى بوابة وزارة الدفاع، رافعين اليافطات، ومردّدين الهُتافات المؤيدة للجيش واللجان الشعبيّة، وتقدير تضحياتهم التي يبذلونها في سبيل اليمن، وهناك تم قراءة البيان التضامني.

 

المشاركةُ مع مكونات أُخرى

الحملات الميدانية: اعتمدت الجبهة الثقافية الحملاتِ التوعوية الميدانية إحدى الأدوات والأساليب الناجعة في إيصال الرسالة إلى المجتمع، لا سِـيَّـما إذَا كانت الفئات الاجتماعية المستهدفة واسعة مثل المرأة والعاملين في حقل التربية والتعليم، وغيرها، ونفذت عدداً من الفعاليات ضمن مشروع ممتد، ولنضرب مثلاً بالحملة التربوية: أعد برنامج الحملة التربوية وتم الاجتماع الموسع بين قيادة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وقيادة التربية والتعليم، بتاريخ 7 نوفمبر2015م، والاتّفاق على التنسيق والتعاون لتنفيذ الحملة التربوية بالنزول الميداني إلى المدارس، وإقامة الفعاليات الهادفة إلى غرس قيم التسامح والإيثار، ونبذ التطرف والطائفية، وتعميق مبادئ الوطنية والوحدة، وإحياء دور المدرسة في الوعي المجتمعي، من خلال البرامج الثقافية المتنوعة التي تعدها وتنفذها الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، ودعماً للتربويين والأساتذة لا سِـيَّـما الذين انقطعوا عن التدريس نتيجة لقصف العدوان العشوائي واستهداف بعض المدارس، تم مقابلة نائب وزير التربية والتعليم، وأصدر التعميم إلى مكاتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، بالنزول الميداني لفريق الجبهة الثقافية، وتم اختيار “مدرسة خولة” بأمانة العاصمة لعدة اعتبارات موضوعية، وفي صباح يوم الثلاثاء، 17 نوفمبر2015م نزل فريق الجبهة الثقافية إلى المدرسة المذكورة، وفي طابور الصباح تم إلقاء الكلمات من أعضاء الجبهة وطمأنة الطلبة/ والطالبات، وحثهم على مواصلة التعليم، وحث زملائهم بالعودة إلى المدارس، وترسيخ قيم المحبة والتعاون فيما بينهم، وأن لا صحة لما يبثه إعلام العدوان من تفرقة بين اليمنيين، وأنهم أبناء بلد واحد وإخوة… إلخ، إضافة إلى كلمات الفخر والاعتزاز باستمرارهم في مواصلة التعليم رغم القصف والحصار، وغيرها من الكلمات التي تضمنتها رسالة الجبهة المطبوعة والموزعة للجميع، وتم توزيع بروشور ملون تحت عنوان رئيسي “سنتعلم”، وأصبح عنواناً للحملات التربوية، تضمن، رسائل إلى الطلاب والطالبات، ورسالة إلى المعلمين –الأساتذة- وعدد من العبارات التي تخاطب الطلبة بمختلف أعمارهم، ونبذة موجزة عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، رافق ذلك النزول حضور وسائل الإعلام التي غطت الفعالية وبثتها عبر شاشات التلفزيون لتصل الرسالة إلى أبعد مدى على المستوى المحلي والخارجي، وتحت عنوان “سنتعلم” أعدت الجبهة الثقافية “فلاشات قصيرة” تضمنت جرائم العدوان في قصف المدارس وإصرار الطلاب على مواصلة تعليمهم، رغم القصف والحصار، وتم النزول إلى مكتب التربية والتعليم محافظة صنعاء بتاريخ 22 نوفمبر 2015م، وتم الاتّفاق بالنزول الميداني إلى المدارس وتنفيذ البرنامج الثقافي المعد من الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان!

 

فعاليات وأنشطة تعزز من تماسك أعضاء الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان:

يعتبر الوسط الأدبي-الثقافي من أهم المكونات لعدد من الأسباب أهمها نفسية الأديب المثقف وحساسيته، ومشاعره التي تجعله يعتقد بأنه مسؤول على إحداث التغيير، وأن نتاجه الأدبي يمثل الحل للمشكلات… إلخ، وأن على الآخرين الاستماع إليه وتنفيذ ما يراه؛ ولهذا يحتاج إلى نظرة تقديرية، ما لم سينعزل، وربما يغترب في وسط مجتمعه، وبين أهله؛ وإدراكاً من هيئة الجبهة الثقافية لكل ذلك حاولت جاهدة الحفاظ على تماسك أعضاء الجبهة، وإشعارهم بالانتماء إلى هذا المكون الجمعي، ونفّذت عدداً من الفعاليات والأنشطة التي تعزز شعورهم بوجودهم ودورهم الملموس في المجتمع، لا سِـيَّـما في العام الأول لتكوينها، التي تبوأت فيها مرتبة متقدمة بين الجبهات الأُخرى، ومن تلك الأنشطة والفعاليات الآتي:

 

فعاليات وأنشطة متنوعة:

أقيمت في أوقات مختلفة بحضور القنوات الفضائية المواجهة للعدوان، صباحية شعرية بعنوان: “الشعر في مواجهة العدوان”، شارك فيها تسعة من الشعراء بتاريخ 3 يونيو 2015م، فعالية إبداعية بعنوان “كلما حاصرنا الموت احترفنا الحياة”، شعر وقصة وفن تشكيلي، وغناء ملتزم، نفذت بتاريخ 11 يونيو 2015م في صالة وزارة الاتصالات.

 

زيارات ولقاءات جماعية لأدباء ومثقفين يمنيين:

بدأت بزيارة الدكتور الأديب/ عبد العزيز المقالح، إلى مكتبه بمركز الدراسات والبحوث بتاريخ 19 أبريل 2015م، وقال كلمته المشهورة “لو نزلت الملائكة لتحارب وطني فسأكون ضدها”؛ واعتبارها قبولاً بالانضمام إلى الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، واتخذتها الجبهة أيقونة لعدد من أنشطتها.

نفّذ أعضاء الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان زياراتٍ منتظمةً لرموز ثقافية معتبرة من مختلف المحافظات والتوجّـهات والمشارب، إلى منازلهم خلال القترة 3- 7 أُكتوبر2015م، شملت كلاً من: “أ/ عبد السلام الوجيه، أ/ علي عبد الرحمن جحاف، أ/ حسن الشرفي، أ/ فؤاد المحنبي، أ/ سلطان الصريمي، أ/ عبد الكريم قاسم، د/ عبد العزيز المقالح، أ/ حسن اللوزي، أ/ أحمد الحبيشي، أ/ عبد الوهَّـاب جحاف، أ/ عبدالباري طاهر، أ/ عبد الجبار سعد، أ/ محفوظ سالم. أ/ عبد الرحمن العلفي، أ/ عباس الديلمي”.

استضافة الكثير من أعضاء الجبهة في القنوات الفضائية والإذاعات والصحف، ولا يتسع المجال لذكرها.

المشاركة في الفعاليات والوقفات مع تكوينات أُخرى، كما حدث أمام مكتب الأمم المتحدة –صنعاء أكثر من مرة، وإصدار البيانات وتسليمها للمثل في اليمن، كذلك في مستشفى السبعين مع عدد من المكونات الحقوقية لإدانة جرائم العدوان المرتكبة بحق أطفال اليمن… إلخ.

أما أهم الأنشطة التي عززت من دور المثقفين ورفعت مستوى أدائهم، بروح معنوية عالية، وعززت من مكانتهم وَتقدم مرتبة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان؛ فتمكن الإشارة إلى ثلاثة أنشطة لم تتكرّر، وهي:

 

فعاليةُ تكريم الإعلام المواجِه للعدوان:

بمناسبة ذكرى ثورة 21 سبتمبر2015م، وصمود الإعلام المواجه للعدوان، أعدت الجبهة الثقافية ضمن برامجها ومشروعاتها، تكريم الإعلام مؤسّسات وأفراداً، تم الإعداد والتجهيز لفعالية التكريم، وأنفذتها يوم الخميس 17 سبتمبر 2015م، في قاعة بيت الثقافة، وألقيت الكلمات، وتكريم 25 جهة إعلامية مواجهة للعدوان، ومنحهم درع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، وشهادات التكريم، وإصدار بيان الشكر والدعم والمساندة، وأكّـد على الآتي:

1- الاعتزاز بالدور الإعلامي الرائد في مواجهة العدوان السعو أمريكي وحلفائه، وهو الدور الذي لفت الأنظار إليه، محلياً، وعربياً، ودوليًّا، والتقدير العالي لأهميته وخطورته.

2- التأكيد على أن هذا الدور البطولي الخالد، قد كتب نفسه بحروف من نور، في صفحة الخلود والانتماء.

3- الإكبار للشجاعة الإعلامية وصمودها، في هذه اللحظة الفارقة، التي تتحدى الطائرات ونيرانها، ولا تتوقف أمام التهديد، والتشويش، والإغلاق، والانتحال وأخيراً النسف.

4- الإشادة بالمصداقية العالية التي تميز بها الإعلام، بوثائقه وبالصوت والصورة، فاضحاً كُـلّ زيف العدوان وتبريراته.

5- الإدانة والاستهجان للاعتداءات المتكرّرة على وسائل الإعلام؛ مما جعل دول العدوان في وضع حرج أمام العالم، ومناشدة المنظمات العالمية المؤيدة لحرية الرأي، وحق التعبير، باتِّخاذ ما يلزم.

6- مساندة الإعلاميين ودعمهم، بكل ما يعزز معلوماتهم، أَو يثري رسائلهم، من خلال التعاون معهم، والتصدي عبرهم لكشف المؤامرة الكبرى على بلادنا.

7- دعوة الجهات المختصة، إلى تكريم الإعلاميين، بما يليق بعطائهم، وخطورة هذا الدور، ودعمهم مادياً ومعنوياً.

 

المجد للحق -النصر للجيش واللجان الشعبيّة -الخلود للشهداء.

عقد اللقاء التشاوري –الأول- الموسع للمثقف اليمني:

يعتبر من أهم الفعاليات والأنشطة، إذ تم الإعداد الجيد له، واختيار المكان والزمان المناسبين –المركز الثقافي، ولمدة يومين14و 15أُكتوبر2015م، أي التزامن مع ذكرى ثورة14أُكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، واختيار الباحثين مبكراً؛ مما جعلهم يقدمون أبحاثاً ودراسات قيمة، حضر الفعاليات أعضاء من كُـلّ الجبهات المواجهة للعدوان “السياسية والعسكرية والاجتماعية والقانونية، والعلمائية بمجالسها الصوفية والشافعية والزيدية، والأدباء والكتاب، ومن أكثر المحافظات بما فيها المحافظات المحتلّة “عدن، حضرموت، أبين، الضالع،.. وبما لا يقل عن ألف مشارك، وانعقد لمدة يومين، جلستان لكل يوم، وتم توزيع 350 حقيبةً -ملفًّا- تتضمن الأبحاث والدراسات الست المثبتة في البرنامج، إضافة إلى بروشور التعريف بالجبهة وأنشطتها، ومشروع ميثاق شرف المثقف اليمني، وشكلت لجنة لإعادة صياغته وإقراره والتوقيع عليه ومن ثم قراءته ونشره عبر وسائل الإعلام، وتوزيعه، ورسالة الجبهة الثقافية إلى أحرار العالم (عربي-إنجليزي -فرنسي) والرسالة إلى اليونسكو، وشعار نحاسي –شعار الجبهة- لكل الحاضرين، ولقي صدى واسعاً على المستويين الداخلي والخارجي.

 

فعالية تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، وإصدار ديوان الشعر الأول بعنوان: “فليقصفوا”:

أقيمت الفعالية يوم السبت 24 أُكتوبر 2022م، تم تدشين الموقع بعرض بروجكتر، وكلمة الراعي لطباعة الديوان الأُستاذ/ عبدالرحمن الحسني، وكيل وزارة الشباب والرياضة، بعدد 1000 نسخة، وتوقيع الديوان بقراءات لخمسة من الشعراء، المشاركين، وورقة قراءة نقدية للديوان، والتوقيع على “ميثاق شرف المثقف” لمن لم يوقع من قبل، وعلى هامش الفعالية تم بيع 100 نسخة من الديوان بسعر رمزي 200 ريال للنسخة الواحدة، وضم ديوان الشعر قصائد ونصوص شعرية لأكثرَ من 50 شاعراً وشاعرة، من بينهم: المقالح والبردوني والشرفي وجحاف والجنيد وَ… إلخ، سبق تشكيل لجنة جمعت القصائد والنصوص الشعرية، وَرصفتها على الكمبيوتر وراجعتها، ونسقتها، وصممت الغلاف الأمامي والخلفي، حتى أصبح جاهزاً للطباعة، وخرج بذلك الشكل اللافت.

 

فعاليةٌ خطابية فنية بمناسبة ذكرى جلاء المستعمر البريطاني وطرده من جنوب اليمن 30 نوفمبر1967م:

وفي الفعالية التي أقيمت بتاريخ30نوفمبر2015م، ألقيت الكلمات والبيان الصادر عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، وعرض أول أوبريت في مواجهة العدوان بقاعة المركز الثقافي بعنوان “وطن للأحبة مقبرة للغزاة”، من شعر أعضاء الجبهة د. ابتسام المتوكل، محمد الحوثي، نبيلة الشيخ، أداء وتمثيل أعضاء المسرح الوطني.

أضف إلى ذلك فعاليات احتفائية بذكرى استشهاد المناضل الوطني الشهيد/ عبد الكريم الخيواني، وأصبح تقليداً سنوياً تتفرد به الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، كذلك إحياء ذكرى رحيل الشاعر الأديب/ عبد الله البردوني، وإحياء فعالية وندوة علمية في ذكرى مئوية ميلاد الأديب المؤرخ/ محمد عبد القادر بامطرف، عقدت في جامعة الأندلس.

نكتفي بهذا الإيجاز عن نشاط الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، التي تعكس دور الجبهة في مواجهة العدوان، منذ نشأتها حتى نهاية العام2015م، علماً أنها نفذت أنشطة أُخرى يمكن الاطلاع عليها من واقع الجدول المرفق بهذا الإيجاز، ونشير إلى أن أنشطة فردية كثيرة نفذها أعضاء الجبهة، ومنها الإصدارات الشعرية والقصصية، أَو الزامل والشيلات، ولها صدى واسعاً بين المواطنين، لا سِـيَّـما الوسط الشعبي، ويمتد إلى خارج اليمن، كذلك وجدت تكوينات ثقافية أُخرى مثل اتّحاد الشعراء اليمنيين.

 

صحيفة المسيرة – محمد الحوثي: كاتب وباحث سياسي – رئيس التجمع الأكاديمي والتوافق

قد يعجبك ايضا