صنعاءُ عاصمةُ القرار
موقع أنصار الله ||مقالات ||منصور البكالي
صنعاءُ الأبية هي العاصمة الوحيدة للقرار اليمني، وليس هناك أية عاصمة أَو دولة أَو جهة أُخرى غيرها على وجه الأرض تملك حق القرار؛ لتحقيق السلام في المنطقة، وفيها القيادة الوحيدة القادرة على إحداث التغيير الحقيقي للواقع العربي، وتقديم الحلول الواقعية للأُمَّـة الإسلامية وقضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإنهاء العدوان على اليمن؛ لأَنَّها تملك القرار الحقيقي والمشروعَ الشامل المتجه لحماية الأُمَّــة بكل أقطارها من اختراق الأعداء، ومواجهة وإفشال مخطّطاتهم، منطلقةً من المشروع القرآني القادر على إنقاذ وإصلاح الأُمَّــة بكل مكوناتها، وتطهيرها من مظاهر الفرقة والانقسامات وإخراجها من بؤرة الصراع إلى ساحة الوَحدة والقوة والاقتدار؛ لمواجهة العدوّ المشترك والأوحد والأبدي والتاريخي لها.
صنعاءُ 21 سبتمبر غيرُ صنعاء ما قبل 21 سبتمبر 2014م، وهي من تمثل كُـلّ مواطن يمني في أية محافظة وعلى أي ذرة تراب تقف قدماه من الأرضي والجزر والمياه اليمنية، وليست أدَاة وظيفية لدولة هنا أَو هناك تفاوض باسمها وتستثمر في تضحيات شعبها، وصنعاء التي تحسب حساب مصالح كُـلّ أبناء الشعب المتطلعين للحرية والاستقلال من كُـلّ أشكال التبعية والوصاية والاستعمار الأجنبي، تمتلك المشروعَ الوطني القائم على العدل والقسط، ولا يحق لأية دولة أَو أي نظام سياسي أيًّا كان موقعه أَو قدر العلاقات والروابط المشتركة معه التدخُّلُ في شؤون شعبها أَو الإنابة عنه أَو التنازل عن ذرة من مصالحه وترابه الوطني..
ومن هذا المنطلق نقول بالفم الملآن: إننا بعون الله تعالى، والتأييد الشعبي قادرون على مواصلة الصمود، وخوض معركة التحرير الشاملة لكل التراب الوطني من أطماع الغزاة والمحتلّين، وإنهاء تواجدهم المؤقت على بعض الجزر والمحافظات اليمنية.
صنعاء حاضرة ومنذ الساعات الأولى لنجاح ثورتها التي قدمت أمام العالم اتّفاقَ السلم والشراكة لكل الفرقاء السياسيين، ولكل الدول المتطلعة؛ لبناء علاقات ندية معها، مبنية على تطلعات شعوب الأُمَّــة، ووفق المنهجية القرآنية الجامعة التي قدمها المشروع القرآني بما فيه من العدل والرحمة للبشرية جمعاء، باستثناء فتحِ أيةِ علاقات مع كيان العدوّ الصهيوني الغاصب، وأية دولة تستمر في التدخل في شؤون اليمن الداخلية.
وإذا كانت 8 أعوام من الصمود والتضحية لشعبنا اليمني ولقيادتنا السياسية والثورية لم تثبت للسعوديّة والإمارات ومن ورائهما أمريكا وكيان العدوّ الصهيوني، عجزَهم عن إخضاع هذا الشعب، وإرغامه على الصمت عَمَّا لحق به من الجرائم البشعة والتدمير الممنهج، وعن تعرض السيادة اليمنية للاحتلال من قبل القواعد العسكرية الأمريكية البريطانية والصهيونية في بعض المحافظات والجزر؛ فصنعاء وشعبها وقيادتها مُستمرّون في المواجهة، ويعتبرون أن التبعية لأي طرف كان خروجًا عن القيم الوطنية والدينية والإنسانية، بل وخروجًا عن الحق وزيغاً عن الهدى وخيانةً للأُمَّـة ولدماء الشهداء وتضحياتهم.
من يُرِدْ تحقيقَ الاستقرار، والأمان لبلده وشعبه فعليه مراجعة حساباته، وتغليب مصالح الآخرين المشروعة على أطماعه ومشاريع أسياده غير المشروعة، وما على النظام السعوديّ اليوم غير تحمُّل المسؤولية التاريخية، والنزول من الشجرة الأمريكية الصهيونية وأطماعها في المنطقة على امتداد الخارطة العربية والإسلامية، والتحاور مع القيادة اليمنية في صنعاء وتنفيذ شروطها؛ لتهيئة الأرضية المناسبة لإعادة وترميم العلاقات، وإمْكَانية توحيد الجهود وفتح صفحات جديدة تضمّد الجراح وتوحد القوام؛ للثبات أمام المحتلّ الصهيوني ومن معه من القوى الغربية، وتطهير المنطقة برُمَّتِها من أية قوة أجنبية أيًّا كانت ذرائعُها ومسوغاتها المضللة.
ولذلك فَـإنَّ صنعاءَ وشعبَها تراقِبُ عن كَثَبٍ التحَرّكاتِ الدبلوماسيةَ السعوديّةَ ومقاصدَها في الآونة الأخيرة، بنوع من الترحيب والتطلع والترقب لما سينتج عنها خلال الأيّام القادمة، ولما سيعود به فريقُ لجنة الأسرى كمؤشر أولي، ولما ستعلنُه قيادةُ دول العدوان والحصار من رفع لعدوانها وحصارها ودفع التعويضات؛ ما لم فهي في ذات الوقت متمسكةٌ بميثاق الشهداء وتضحياتهم، ومعاناة الشعب وصموده، وكلُّها إيمَـانٌ بالنصر والثبات على الموقف الحق والقضية العادلة، وجهتُها الأولَى هي وِجهةُ الشعب، المتمثلة في رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر أَو عدول قيادة دول العدوان عن مشروعها الطامع في مقدرات وثروات الشعب اليمني وموقعه الجيوسياسي.