صنعاء تحتضنُ جولةً جديدةً من لقاءات السلام تحتَ سقف المطالب العادلة

||صحافة||

تواصَلَ تصاعُدُ الحراك الدبلوماسي، في إطار الجهود المبذولة للدفع نحو السلام في اليمن، حَيثُ وصل، السبت، إلى العاصمة صنعاء وفدٌ عمانيٌّ رفيع المستوى، برِفقةِ الوفدِ الوطني المفاوِض؛ لمناقشة ترتيباتِ الحَلِّ ومعالجةِ القضايا الإنسانية، وسط تأكيداتٍ حاسمةٍ من جانبِ صنعاءَ على التمسك بالمحدّدات الرئيسية للسلام الفعلي، وعلى ضرورة التنفيذ العملي لكافة المتطلبات، وعدمِ التعويلِ على التسريبات الإعلامية.

وجاء وصولُ الوفد العُماني إلى صنعاءَ، عقب يومٍ من تأكيد رئيس الوفد الوطني، محمد عبد السلام، على استمرار الجهود التفاوضية لتحقيقِ مطالِبِ كافة الشعب اليمني والوصول إلى حَـلٍّ شامل.

وقال عبد السلام، السبت، في تصريحاتٍ من مطار صنعاء الدولي: إن الزيارة الجديدة للوفد العماني تأتي “استمراراً للجهود المبذولة في إطار مسار مُستمرٍّ لتحقيق السلام العادل”.

وأكّـد رئيسُ الوفد الوطني على “ثبات الموقف الوطني المتمسك بالقضية العادلة للشعب اليمني، كما أكّـد عليها السيد القائد في أكثر من خطاب وموقف”.

وكان قائد الثورة قد أكّـد بشكل واضح في خطابه بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للصمود، على التمسك بمحدّدات السلام العادل المعلنة واستحالة التراجع أَو التنازل عنها.

وفي هذا السياق، ذكّر عبد السلام بأن المطالِبَ العادلة التي تتمسك بها صنعاء هي: “وقف العدوان، ورفع الحصار بشكل كامل وتام، وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز، إلى جانب خروج القوات الأجنبية من اليمن، ودفع التعويضات وإعادة الإعمار”.

وَأَضَـافَ: “متمسكون بهذه المطالب العادلة”، مُشيراً إلى أن الوفدَ العماني سيجري نقاشاتٍ مع القيادة الوطنية في هذه الجولة تحت سقف هذه المطالب.

ويحملُ هذا التأكيدُ رسالةً واضحةً تفيد بإغلاق المجال بشكل كامل أمام أية محاولات للالتفاف على هذه المحدّدات أَو تجزئتها أَو تحويلها إلى أوراقٍ للمساومة، وهو المسار الذي حاول تحالف العدوان ورعاته فرضه خلال الفترات الماضية بدون جدوى.

وحول فرص تحقّق تقدم إيجابي من خلال اللقاءات الجديدة، عبّر عبد السلام عن أمل الجانب الوطني بتحقّق المطالب العادلة للشعب اليمني، مؤكّـداً أنها “في مجملها مطالب إنسانية”، في إشارةٍ أُخرى إلى استحالة التنازل عنها أَو المساومة عليها.

وأوضح رئيسُ الوفد الوطني أن صنعاءَ ستعملُ على متابعة مِلَفِّ الأسرى “حتى لا تقفَ أمامه العراقيلُ، كما حصل مؤخراً”، في إشارةٍ إلى ما أعلنه رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في وقتٍ سابق حول تأجيل موعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الأخيرة؛ بسَببِ عدم جاهزية مرتزِقة حزب الإصلاح في مأرب؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على التعنت، ومحاولة عرقلة جهود الحل.

وأكّـد عبد السلام أن “هناك وعودًا أن تتم عمليةُ تبادل الأسرى في الشهر الكريم”.

ويُعتبَرُ مِلَفُّ الأسرى ضمن الملفات الإنسانية ذات الأولوية التي تتمسك القيادة الوطنية بضرورة معالجتها للتوجّـه نحو السلام الفعلي.

وتطرق رئيس الوفد الوطني إلى التسريبات السعوديّة الأخيرة بشأن جهود السلام، مؤكّـداً أن “التسريباتِ لا تهم، وما يهم هو ما يتحقّق على أرض الواقع”، وأضاف: “سنترك الأمور للنهايات”.

وكانت تسريباتٌ إعلامية سعوديّة قد زعمت، خلال الأيّام الماضية، أن الرياض تبذُلُ جهودًا لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتّفاق سلام “بين اليمنيين”، في محاولةٍ فاضحة لانتحال دور “الوسيط” وتكريس كذبة الحرب الأهلية التي يحاول الأعداء استخدامها للتنصل عن التزامات السلام الفعلي، وقد تحدثت التسريبات أَيْـضاً عن موافقة على فتح الموانئ والمطارات ودفع المرتبات وتوحيد العملة، وهو ما مثل اعترافاً واضحًا بصوابية موقف صنعاء ومحدّدات السلام التي أعلنتها القيادة الوطنية.

ويترجمُ تصريحُ عبد السلام، بخصوصِ أهميّة الخطوات العملية على أرض الواقع، إدراك صنعاء لطبيعة مَيْلِ الأعداء نحو المراوغة وتضليل الرأي العام، وحرصها على ضبط المشهد وفقاً للمحدّدات العملية الملموسة للسلام، وذلك لقطع الطريق أمام أية محاولات للالتفاف على المطالب العادلة.

وكان عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، قد ألمح في وقتٍ سابق إلى تجدد فرص تحقيق السلام العادل في حال أثبت الأعداء جديتهم، حَيثُ كتب في تغريدةٍ على تويتر أن: “سحابة سلام تظلل سماء المنطقة ونرجو من الله أن تمطر استقراراً ونماءً ينهي شقاق الإخوة الأعداء ويصوب بوصلة الصراع نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة، وألا تكون سحابة صيف تبرق ولا تمطر”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا