وأصروا واستكبروا استكبارا
موقع أنصار الله ||مقالات ||علي عبد الرحمن الموشكي
هكذا هم الظالمون والمتكبرون, يصرون ويتمادون في غيهم وكبرهم وغطرستهم وجبروتهم بدافع الحقد والأنانية والأطماع البشرية التي منبعها الشيطان, هذه السلوكيات التي اكتسبها أعوان الشر والضلال لكي يستعبدوا ويذلوا ويقتلوا ويجرموا بحق البشرية, هم يلقون بأنفسهم إلى ظلمات الدنيا ويزدادون بكل إجرام وهناً وذلاً وخسارة؛ لأَنَّهم ارتضوا بأن يكونوا عبيداً لأمانيهم ورغباتهم الشيطانية, وهم متمثلون اليوم بأمريكا وإسرائيل وعملائهم من العرب على رأسهم مملكة العهر والإفساد ما يسمى السعوديّة ودويلة الإمارات.
الاستكبارُ العالمي الذي يحصل تجاه قضايا الأُمَّــة العربية الإسلامية من اللوبي الصهيوني الذي لا يريد للأُمَّـة الإسلامية العربية أن تتحد وأن تستقر؛ لأَنَّ ذلك يهدّد أمنه واستقراره، بل لا يريدُ اللوبي الصهيوني أن تستقر البشرية؛ لأَنَّهم نصبوا أنفسهم الشيطان الرجيم الذي يسعى بكل إمْكَانياته وأتباعه لإغواء البشرية، فالفساد الأخلاقي منبعه اليهود والفساد الاقتصادي منبعه اليهود والفساد المالي منبعه اليهود والفساد الاجتماعي منبعه اليهود, من الذي صنع داعش والقاعدة وصنع الإسلام البديل اللوبي الصهيوني العالمي, من الذين يسعون لإحراق القرآن الكريم واستفزاز الأُمَّــة الإسلامية, اللوبي الصهيوني العالمي, أن اليهود حرفوا الرسالات الإلهية ويتحَرّكون اليوم ليحرفوا مسار البشرية من التوجه الصحيح الذي أراده الله للأُمَّـة وللبشرية جمعاء, وهم يصرون على ذلك ويستكبرون على البشرية ويدوسون الإنسانية والكرامة والعزة والحرية البشرية تحت أقدامهم, من خلال التفجيرات والمفخخات والغارات الجوية والعدوانية التي يشنها اللوبي الصهيوني عبر استراتيجيات وخطط وبرامج عميقة تستهدف واقع الأُمَّــة العربية, من خلال إشعال فتيل الثورات العربية في البلدان المستقرة واستمرار حالة الشغب والضياع للشعوب ونشر داعش في الدول العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية التي عانت ولا زالت تعاني إلى اليوم, من إجرام شياطين العالم أمريكا وإسرائيل.
إن استمرار حالة الحصار والعدوان الأمريكي الصهيوني السعوديّ والإماراتي على اليمن هي حالة استكبار وإصرار على الظلم والطغيان, فهم يماطلون في إيقاف العدوان وفك الحصار؛ لأَنَّهم يفتقدون للإنسانية وشيطانيون في التصرفات العبثية، واستمرارهم في الحشد والتجنيد للمرتزِقة دليل قاطع بأنهم لا يريدون أن يوقفوا عدوانهم، ولا يسعون بنوايا الحوار فهم لا يفهمون حوار الطاولات, فالمتكبر والمصر على حالة إذلال وقتل البشرية هو فاقد للتوفيق في الحفاظ على ماء وجهه هذا إن بقي لديهم ذرة من حياء, فإصرارهم واستكبارهم سيكون عاقبته خيراً وعزة وكرامة للشعب اليمني المظلوم والمعتدى عليه بعدوان ظالم.
وكما هي عادات الشياطين لا يتوقفون، لا يهدؤون من الأعمال الشيطانية، فالصهاينة أعوان إبليس يسعون في فلسطين فساداً, بعد أن اغتصبوا الأرض وقتلوا ودمّـروا, أمام مرأى ومسمع من العالم، الشعب الفلسطيني الذي فقد عزته وكرامته وحريته, والعربان ينظرون إليه وكأنه فلم سينمائي غير واقعي, لم تحَرّكهم صرخات النساء المهانة والمسجونة والمغتصبة ولا صرخات وجثث الأطفال، ولا نداءات الاستغاثة ونداء الأخوة العربية والنخوة, ليقول لسان الحال, بأن العروبة مفقودة لدى العرب ولدى قادة العرب من سلموا فلسطين لليهود وكانوا هم الدرع الحصين والغطاء لتحَرّكات اليهود واستيطانهم في أراضي عربية من تحت الطاولة, وأصبح الآن جليًّا أمام مرأى ومسمع جميع شعوب الدول العربية والإسلامية تطبيع السلام مع إسرائيل دون أن يحرك هذا التطبيع ضمير أي مواطن عربي من دول التطبيع, حالة خزي وذل في الدنيا, ما بالك في الآخرة, سيساقون إلى جهنم كالأنعام.
لم يعد هنالك أدنى ضمير إنساني, لم يعد هنالك أجواء لسلام, ولن نرتضي بالسلام, فنحن مظلومون مقتلون ومحاصرون, لن نبيع دماء الشهداء بثمن الذل والهوان، ونسترخص أنفسنا لأعوان شيطان العصر أمريكا وإسرائيل, هذا الذي لا يكون ولن يكون, من ينظر إلى واقع الأُمَّــة العربية الإسلامية اليوم واقعاً سيئاً، واقع الذليل الذي تنهش جسده الذئاب البشرية, الذين لو اجتمعت كلمة للأُمَّـة العربية الإسلامية, لذاب وانكمش الكيان الصهيوني من تلقاء نفسه, فهم في الواقع هم مشتتون متفرقون, لا يجتمعون على كلمة, من يرَهم ظنهم متحدين، لكن الواقع غير ذلك, هم أوهن من بيت العنكبوت.
إننا نعتز بإسلامنا وديننا ونحتكم إلى دستورنا ومنهجنا القرآن الكريم, ولن نساوم في شرع الله ومنهاجه, هذا الذي نضحي؛ مِن أجلِه وسائرون إلى الله؛ فالحياة الدنيا قليلة فانية, لن نبيع الآخرة بالدنيا, كما يفعل من يحبون الدنيا بتطبيعهم وتقبلهم السياسات الأمريكية والإسرائيلية ويكونون بأيديهم يتحكمون بهم في كُـلّ شيء.
إننا نحمل على عاتقنا قضايا مصير أُمَّـة عربية وإسلامية, فنحن لدينا تجارب من بعد رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- إلى اليوم, قيادتنا قرآنية ربانية ملهمة, فهو يعرف كيف يتعامل مع كافة الأطراف كباراً وصغاراً, خارجيين ومحليين, جماعات دينية ومذاهب, ونحمد الله على ذلك, إنها مسيرة الله ولن تتوقف ما دمنا أحياء وما بقيت في عروقنا دماء, نسقط في ساحات الجهاد شهداء أعزاء، أو ننتصر لقضيا الأُمَّــة أعزاء.