استمرار إجلاء الرعايا الأجانب في السودان
موقع أنصار الله – متابعات – 3 شوال 1444هـ
في ظل المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، بدأ عددٌ من الدول إجراء عمليات لإجلاء رعاياها من الخرطوم.
وذكر محلل الميادين للشؤون العربية والإقليمية، عبد الرحمن نصار، إنّ “عمليات الإجلاء وإخلاء السفارات يمهّد لدخول السودان في عمل عسكري واسع المدى وتعمّق الأزمة الإنسانية”.
وأشار نصار إلى أنّ المعارك في الخرطوم لم تتوسع بعد إلى كامل الجغرافيا السودانية بل لا تزال معارك محدودة، لافتاً إلى وجود علامات استفهام حول عدم تدخل المجتمع الدولي منذ البداية لحل الأزمة.
وأقلعت، اليوم الأحد، أربع طائرات من سلاح الجو الملكي من مطار ماركا العسكري متجهةً إلى جمهورية السودان، وذلك لإجلاء 260 شخصاً من الجالية الأردنية بالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم بدء إجراءات إجلاء عدد من المواطنيين المصريين من المناطق الآمنة في السودان، بالتنسيق مع السلطات السودانية.
كذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أنّ الجيش البريطاني قام بإجلاء موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم من السودان في وقت تتواصل المعارك منذ أكثر من أسبوع.
وقال سوناك في تغريدة على “تويتر” إنّ “القوات العسكرية البريطانية أنهت عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة”.
وأخلت الولايات المتحدة سفارتها في الخرطوم، بينما أعلنت فرنسا بدء عملية إجلاء بدورها لمواطنيها ورعايا آخرين.
ووصلت، أمس السبت، دفعة أولى من السعوديين ورعايا دول أخرى، إلى مدينة جدة السعودية، بعد إجلائهم من السودان.
وخُرقت الهدنة الثالثة في السودان بعد أقلّ من ساعة على سريانها، وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت الخرطوم في الأيام الأخيرة، ليل الجمعة السبت، لساعات، بعد إعلان الطرفين قبول هدنة لمناسبة عيد الفطر، لكن إطلاق النار والانفجارات استؤنفت صباح السبت.
ورغم إعلان هدنة لمدة 3 أيام منذ الجمعة، فإن هناك اشتباكات متفرقة بين الجانبين، وسط مطالبات دولية وإقليمية بوقف إطلاق النار واللجوء إلى الحوار لإنهاء الأزمة التي يشهدها السودان، ويقودها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يتولى قيادة الجيش، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يتولى قيادة قوات “الدعم السريع”.
وتصعب كثيراً معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، في حين يؤكد كل من الطرفين تقدمه، لكن لا يمكن معرفة من يسيطر على العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون، وباتت من دون كهرباء في أجواء من الحرّ الشديد، بينما يغامر البعض بالخروج من أجل الحصول على مواد غذائية على نحو عاجل، أو من أجل الفرار من المدينة.