أمريكا عَدُوُّ السلامِ اللدوْدُ
موقع أنصار الله ||مقالات ||افتتاحية الثورة
يدرك العالم كله أن الحرب على اليمن حرب أمريكية، ارتُكبت فيها مذابح مروعة بأسلحة وقاذفات وإحداثيات أمريكية، ويدرك بأن الحصار والتجويع المميت هو أحد أوجه هذه الحرب البغيضة، وأن الإدارة الأمريكية هي من تشرف وتخطط وتفصل قرارات وإجراءات هذا الوجه الإجرامي من الحرب على اليمن، ويدرك بأن الحصار الذي يعتصر شعباً كاملاً فيه أكثر من 36 مليون إنسان يعانون الجوع والأمراض بدعوى منع وصول السلاح، تقوم به البحرية الأمريكية بشكل أساسي إلى جانب البحرية السعودية، حيث تنصب نقاط تفتيش عرض البحر تتقطع لشحنات الوقود والغذاء، ويدرك بأن أمريكا التي أحدثت في اليمن أسوأ المجاعات التاريخية، قد كسبت من وراء أسوأ المجاعات وأشدها مليارات الدولارات من مبيعات السلاح والخدمات العسكرية التي تقدمها للحرب الإجرامية، واستمرار الحرب والحصار يعني مزيداً من المليارات إلى خزائن وبنوك أمريكا، وذلك على حساب موت المزيد من اليمنيين الذين يعانون ويموتون ويجوعون لتربح أمريكا ومجمع الصناعات العسكرية التابع لها.
اليوم ومع قناعة الأطراف الإقليمية السعودية بشكل أساسي على ضرورة توقف الحرب وإنهاء الحصار، لما لذلك من مخاطر عليها، ومع توق اليمنيين للسلام المنشود، تدفع الإدارة الأمريكية الأمور على نحو معاكس، فهي من جانب تضغط على السعودية التي تعتبر الأداة التنفيذية للحرب على اليمن إلى الاستمرار فيها، ومن جانب آخر تتصدى لكل الجهود التي تبذلها عمان وغيرها بهدف وقف العدوان ورفع الحصار، وتعتبر صرف المرتبات ورفع المعاناة أمراً مستحيلاً وغير مقبول، والمقبول لديها هو أن تستمر مليارات الدولارات من مبيعات السلاح متدفقة إلى بنوكها!
سياسياً تعد أمريكا هي المسؤولة عن الحرب العدوانية فهي من قامت بتمرير القرارات العدوانية التي صدرت من مجلس الأمن كغطاء سياسي للحرب العدوانية، وعسكرياً قامت بتوفير الأسلحة والدعم المعلوماتي، ولو فتشنا في كل المذابح التي لحقت باليمنيين لوجدناها بسلاح أمريكي، وتقاضت أمريكا من وراء ذلك مئات المليارات من الدولارات، على حساب شعب كامل يموت ويُقتل وتُدمر حياته.
منذ فترة أوباما في السنوات الأولى للحرب، وحتى فترة ترامب ، ثم في عهد بايدن، ما تزال أمريكا هي المجرم الأول الذي يتولى كبر المسؤولية في هذه الحرب العدوانية البشعة، غير أن فترة بايدن تميزت بما تبدع فيه أمريكا من دجل وتضليل ومغالطة، فبايدن الذي تعهد بالعمل على وقف الحرب على اليمن، يعمل بشكل مكثف على ألا تتوقف الحرب العدوانية وعلى أن تبقى مستمرة وبلا هوادة، وبقدر ما كانت تصريحات بايدن تلك إيجابية وقتها، إلا أنها فاضحة بما فعلته إدارته بعدها، فهي لم تغير شيئاً بل عملت على نقيض ذلك، وهذا ليندر كينغ الذي يأتي ويذهب باستمرار يعمل على أن تستمر الحرب والحصار ولا تتوقف.
اليوم كل الأطراف تبحث عن حل، الجهود من الأشقاء في عمان تنصب بشكل مكثف باتجاه السلام، غير أن الإدارة الأمريكية التي تتصرف كتاجر الحرب تريد للحرب أن تستمر لأنها تنظر إليها كسوق واسع لمبيعاتها من السلاح، وكمصدر يوفر الكثير من الأموال، ولا تريد أن يتحقق السلام ولا أن يُرفع الحصار، ولا أن تُصرف المرتبات، ولا أن يحل السلام والأمان للجميع.
لا الوعود التي أطلقتها الإدارة الأمريكية بإنهاء الحرب على اليمن تحققت، ولا الجهود التي تبذلها السلطنة عمان تكللت بالنجاح، ولا حتى رغبة السعوديين في الخروج من الحرب أدت لنتيجة، ذلك أن الإدارة الأمريكية تريد أن تبيع المزيد من الأسلحة، وأن يموت المزيد من اليمنيين، وأن يجوع الملايين من السكان المحرومين من رواتبهم ومعائشهم، ففي ظل الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب اليمني من انقطاع الرواتب وغياب الخدمات الأساسية والكارثة الإنسانية التي صنفت أنها الأسوأ في العالم، الجميع يبحث عن الحل لتخفيف حدة ذلك، إلا أمريكا التي تبحث عن مزيد من المليارات ومزيد من الضحايا والموتى والقتلى والخسائر.
السلام في اليمن بعيد المنال لأن أمريكا تريد للحرب والحصار أن يستمر، السلام بعيد المنال لأن الحرب التي تُشن على اليمن هي حرب أمريكية بالوكالة تنفذها السعودية وأقرانها من الأدوات الإقليمية، هذه الأدوات طيعة سيئة بيد الأمريكيين في حروبهم، وهي تسعى إلى توريطهم أكثر وتدفيعهم الأثمان بشكل أكبر..والله من ورائهم محيط.