أبناؤنا واستغلالُ الإجازة الصيفية
موقع أنصار الله ||مقالات ||محمد صالح حاتم
مع انتهاء العام الدراسي يبدأ معها إجازة طويلة تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر، يقضيها أبناؤنا في فراغ وهو ما يتطلب استثمارها بما يفيد وينفع أبناؤنا الطلاب.
تعد الإجازة الصيفية إحدى المراحل الخطيرة التي تهدّد حياة ومستقبل أبنائنا، وعاملاً مساعداً للضياع والتسكع في الشوارع.، فأوقات الفراغ تؤثر على العامل النفسي للشباب، ويعيشون في ملل وإحباط وحالة من التعصب وخَاصَّة من هم في سن المراهقة.
في وقتنا الحالي أصبح أبناؤنا أكثر عرضة للضياع والانحراف الأخلاقي والديني خَاصَّةً مع التطور التكنولوجي، وتعدد وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي.
فمعظم الأبناء يقضي جل أوقاته أمام شاشات التلفاز والجوالات يتنقل من قناة إلى قناة ومن موقع إلى موقع، وما أسهل الوصول للمواقع الإباحية الانحرافية والتي يضيع معها الأبناء والبنات، وهذه إحدى المخاطر التي تهدّد شبابنا وتجعلهم عرضة للانحراف.
وكذلك مع تعدد الجماعات المتطرفة الإرهابية التي باتت تشكل خطراً كَبيراً على شبابنا، وتستدرجهم تحت مسميات دينية عقائدية، وهي بعيدة كُـلّ البعد عن الدين، وتخدم مخطّطات ومشاريع تدميرية صهيونية، وما أكثر الشباب الذي كانوا ضحايا لهذه الأفكار الضالة الإجرامية الصهيونية.
وأمام كُـلّ هذه الأخطار التي تواجه أبناءنا خلال الإجازة الصيفية، ما هو الحل الأمثل لقضاء أوقات العطلة الصيفية واستثمارها الاستثمار الأمثل؟
في كُـلّ بلدان العالم بعد انتهاء العام الدراسي تبدأ الحكومات بالإعداد للإجازة الصيفية، واستغلالها، وهذا بدأنا نلحظه في الآونة الأخيرة من خلال الإعداد والاهتمام بالعطلة الصيفية والتحشيد لها إعلامياً وثقافيًّا ومجتمعياً والبداية من أعلى هرم السلطة من قبل القيادة الثورية والسياسية.
فالمراكز والدورات الصيفية هي الملجأ الوحيد لقضاء العطلة الصيفية، وتحويلها من خطر يهدّد الأجيال إلى أمن ونجاة ورسم مستقبلهم، فالدفع بالأبناء في هذه المراكز وتعليمهم القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الصحيحة، وتعريفهم بالأفكار الظلامية، واللغة العربية، وكذلك الأنشطة الرياضية والثقافية، والرحلات السياحية وتعريفهم ما تمتلكه اليمن من مقومات سياحية دينية وعلاجية وتاريخية، ومناظر خلابة يعد من الأنشطة ذات الأهميّة القصوى.
كذلك تعد المراكز الصيفية فرصة لاكتشاف المواهب الشعرية، والأدبية، والعلمية والرياضية، والفنية، واستغلال مواهبهم وتنمية قدراتهم، واستثمار ما يمتلكه الأبناء من خبرات وقدرات في الحاسوب والبرمجيات وغيرها الكثير.
فما أجمل أن يتخرج أبناؤنا من هذه المراكز وقد اكتسبوا العلم والمعرفة والثقافة وباتوا شباباً فاعلين ومساهمين في بناء مستقبل الوطن، بدلاً من ضياعهم في الشوارع بين اللعب والهواء والانحراف أَو الانخراط مع الجماعات المتطرفة الإرهابية.