مشروع أمريكي لربط مناطق “قسد” بالتنف وقطع البوابة الحدودية بين سورية والعراق

 

|| صحافة || موقع العهد

 

مع تواصل الانفتاح العربي والإقليمي على سورية كثفت الولايات المتحدة مساعيها الرامية إلى إبقاء الوضع السوري على ما هو عليه بل وتعميق جراح السوريين قدر الإمكان. آخر تلك المساعي مشروع أمريكي جديد تسعى من خلاله الولايات المتحدة إلى وصل قواعدها في الشمال الشرقي مع قاعدتها في التنف وإغلاق البوابة الحدودية التي تربط سورية بالعراق ومن خلفه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

“مناورات عسكرية ودعم متزايد لقسد ومقاتلي التنف”

 

وفي قراءة للمخطط الأمريكي الجديد في سورية، قال المحلل السياسي ابراهيم العلي لموقع “العهد” الإخباري إن الإدارة الأمريكية لم تعد تعمل في الخفاء لتحقيق هذا الهدف بل بات أمرًا معلنًا وواضحًا للعيان وهذا ما أكدته مصادر “قسد” و”المعارضة” من داخل التنف، التي أشارت الى أن المساعي الأمريكية تهدف إلى زيادة التنسيق بين ما يسمى جيش سورية الحرة في التنف وكل من “قسد” وبعض زعماء العشائر العربية وازالة التعقيدات لربط القواعد الأمريكية في المنطقة النفطية شمال شرق سوريا بقاعدة التنف من خلال قضم المنطقة التي تفصل بينهما وبالتالي السيطرة على الحدود السورية – العراقية بالكامل.

 

وأكد العلي أن المخطط الأمريكي لا يتوقف عند هذا الحد بل يهدف إلى اقتطاع كل من السويداء ودرعا في الجنوب وجعلهما ضمن سيطرة قيادات محلية تابعة للولايات المتحدة وبالتالي عزل المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية عن معظم حدودها مع الدول العربية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول رفع معنويات المعارضين التابعين لها من خلال استقدام المزيد من الاسلحة والمناورات العسكرية التي تجريها معهم والحديث الأمريكي المتكرر عن مضاعفة أعداد قوات ما يسمى جيش سورية الحرة وهذا ما أكده قائد هذا الفصيل الإرهابي فريد القاسم في لقائه الأول مع إحدى قنوات المعارضة، حين قال إن قائد القوات الأمريكية في سورية ماثيو ماكفرلن الذي التقى به منذ عدة أيام أكد له ضرورة دعم هذا الفصيل وحمايته من الهجمات بالطائرات المسيّرة التي يتعرض لها فصيله، وكذلك مضاعفة أعداد مقاتليه، وقد أكد القاسم أنه لا توجد ايه عقبات تحول دون التنسيق العسكري بين قسد وفصيله الإرهابي رغم ما وصفه بملاحظاته على قسد وبعض ممارساتها.

 

“جيش سورية الحرة رهان الأمريكيين في الفترة المقبلة”

 

وحول التنظيم الإرهابي الذي يتلقى الدعم العسكري في التنف، أوضح المحلل السياسي خالد عامر لموقع “العهد” الإخباري أن الولايات المتحدة أسست هذا الفصيل في نهاية العام 2015 وحرصت على أن يكون معظم مقاتليه من المنشقين عن الجيش السوري. وأوضح المحلل السياسي أن معظم مقاتلي هذا الفصيل ينحدرون من أرياف محافظتي دير الزور وحمص، وقد قامت أمريكا في تشرين الثاني من العام الماضي بتغيير قائد هذا الفصيل الإرهابي مهند الطلاع وتعيين القائد الحالي فريد القاسم وكذلك تغيير اسم التنظيم من جيش المغاوير إلى جيش سورية الحرة، وحددت الإدارة الأمريكية مهمتهم في السيطرة على المنطقة 55 في التنف وقطع الطريق الذي يربط الداخل السوري بمناطق غرب الفرات التي تسيطر عليها الحكومة السورية عن طريق الاستهدافات المتكررة له وكذلك تحويل التنف إلى قاعدة إمداد خلفية لتنظيم داعش الإرهابي.

 

واعتبر عامر أن الولايات المتحدة تدرك جيداً أهمية هذه المنطقة التي تقع على مثلث الحدود السوري العراقي الأردني والتي تعتبر أيضًا ممرًا دائمًا للطائرات الإسرائيلية في اعتداءاتها المتكررة على سورية، وهذا ما يدفع الإدارة الأمريكية إلى زيادة اعتمادها على هذا الفصيل بل والرهان عليه في تحقيق التواصل البري مع قسد في الشمال. إلا أن المحلل السياسي أكد أن الساحة ليست خالية لأمريكا واتباعها في المنطقة وأن لدى كل من الحكومة السورية وحلفائها أوراقًا لفرملة المشروع الأمريكي واجهاضه في مهده كما فعلوا من قبل في كل المنازلات السابقة.

قد يعجبك ايضا