دروسُ من كربلاء.. “1” استشعار وتحمُّلُ المسؤولية
موقع أنصار الله ||مقالات ||لؤي زيد الموشكي
سنتطرق في الحديث في هذا المنشور عن درس من دروس وفوائد مستوحاة من واقعة كربلاء وسنربطها بأحداث حدثت مع حسين العصر “سلام الله عليه” في اليمن، يجب علينا الاستفادة منها وأخذ الدروس والعبر منها، ونكمل باقي الدروس والفوائد والعبر في أجزاء أُخرى.
لأن الله يريد لنا أن نأخذ دروساً وعبراً من هذه الحادثة..؛ لأَنَّه من هوان الدنيا على الله أن يقتل ابن بنت رسوله وأحب الناس إليه وأن تُسبى نساؤه إلا لأَنَّه تعالى يريد منها حكمة، يريد أن يصير ما حدث للحسين “عليه السلام” وحدث على أهل بيته دروس وعبر لنا؛ لذلك يجب أن نعتبر من هذه الدروس والعبر ونستلهم منها دروس استشعار المسؤولية والتضحية والوفاء ومواجهه الظالم والنهضة وغيرها.
فعندما نذكر كربلاء نستذكر أكبر مظلومية على مر التاريخ، مظلومية أهل بيت رسول الله “صلوات الله عليه وآله”، مظلومية خير البشرية، مظلومية أحب الناس إلى رسول الله.
لماذا تحَرّك الإمام الحسين “صلوات الله عليه” في مواجهة الطاغوت اليزيدي وهو لا يملك ما يملكه يزيد اللعين من عتاد ونفوذ، ولا وجه للمقارنة بذلك؟؟
عندما زاد الظلم والاضطهاد والفجور في عهد يزيد، وعانت البلدان الإسلامية من ظلم وجور يزيد والانحراف عن المبادئ الإسلامية التي جاءت بها الرسالة المحمدية، رأى الإمام الحسين “عليه السلام” أُمَّـة جده تضطهد، استشعر مسؤوليته، استشعر واجباته، استشعر مَا الذي يملي عليه واقعه.
خرج الإمام الحسين واثقاً بالله وأعلن ثورته ضد الباطل، قال مقولته الشهيرة في المعركة (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح لأمة جدي).
لم يقل مَا الذي سأفعله بمفردي؟ لم يقل ليس لدي ما عند عدوي؟
لم يقل حسبنا الله ونعم الوكيل وجلس في بيته؟ لم يقل سيأتي غيري ويقف ضد يزيد؟
تحَرّك ومعه قلة قليلة من المؤمنين، مقابل عشرات الآلاف من الطغاة!
هنا يجب علينا الوقوف وقفة جادة بتمعن، فرغم عدم تكافؤ العدة والعدد بين طرفين متحاربين، فجيش اللعين يزيد بن معاوية تجاوز عشرات الآلاف من المقاتلين وجيش الإمام الحسين “عليه السلام” لا يتجاوز الـ80 فرداً أَو أقل كما روي بعدة روايات من أهل بيته وأصحابه المؤمنين حقاً بالرسالة الإسلامية المحمدية السامية.
فكل ذلك يدل على استشعار الحسين “عليه السلام” المسؤولية التي على عاتقه، لم يفكر في عددهم القليل، لم يفكر في عتادهم القليل والمتواضع؛ كان كُـلّ همه وفكره هو الوقوف ضد الباطل ونصرة الحق، وهو يعرف أنه على الطريق الصحيح وأن الله معه.
هناك واقعة مشابهة لاستشعار الحسين “عليه السلام” وقعت في عصرنا لعلم من أعلام بيت رسول الله “صلوات الله عليه وآله”، للحسين بن بدر الدين “عليه السلام”، عندما استشعر “سلام الله عليه” ما يحدث في أُمَّـة جده من اضطهاد وظلم وضياع وتيه، تحَرّك مثل ما تحَرّك الحسين بن علي بن أبي طالب “سلام الله عليهم جميعاً” هو وعدد قليل من المؤمنين حقاً مقابل عشرات الآلاف من الطغاة المتمثلين بيزيد العصر، لم يقل ماذا عساي أن أفعل؟ مَا الذي سأفعله وحدي مقابل ترسانة تحَرّكها قوى استكبار عالمي؟
تحَرّك واثقاً بالله معتبرًا في تحَرّك الحسين السبط “عليه السلام”، فالحسين السبط استشهد لكنه حافظ على أُمَّـة جده وأخرجهم من الظلمات إلى النور، حافظ على النهج الرسالي القويم.
و حسين العصر استشهد لكنه حافظ على أُمَّـة جده وأخرجهم من الظلمات إلى النور، حافظ على النهج الرسالي القويم.
ما أود الإفادة به في الختام أن نستشعر مسؤولياتنا فرداً فرداً في كُـلّ المواقع والمجالات، أن نعي ونؤمن أن الإمام الحسين لم يستشهد؛ مِن أجل أن نبكي ونلطم أنفسنا دون الأخذ بمبادئه العظيمة والسامية في حياتنا اليومية العامة…
اَلسَّلام على الْحسين وَعَلى عَلي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
السلام على شهيد كربلاء الإمام الحسين.. السلام على الشهيد حسين العصر.. (صلوات الله عليهم جميعاً).