إن الحياة في ظل هيمنة الجائرين ليست إلا شقاءً

 

 

تحرك الإمام الحسين عليه السلام يدرك في المقابل سوء آثار هيمنة الجائرين والضالين والمفسدين والطغاة والمستكبرين على الأمة وما سيلحقونه من أضرار بالأمة بقيمها وأخلاقها ومبادئها وفي واقع حياتها الذي سيملؤونه ظلماً وعدوانا وطغياناً مع إفقاد الأمة لنعمة العدل وكرامة القيم والأخلاق ولذلك قال عليه السلام وهو يعبر عن الحقيقة التي كان قد وصل إليها لكن الناس أنه قد نزل من الأمر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جداً فلم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون أن الحق لا يعمل به .. وأن الباطل لا يتناهى عنه ..

بهذه الحيثية هذا المفهوم المهم أن نستوعبه جميعاً حينما يغيب الحق والعدل عن واوقع الحياة .. تسوء الحياة تمتلئ ظلماًُ لا أمن يبقى للناس لا سعادة يظلم الناس على كل المستويات اقتصادياً وأمنياً يفقدون السعادة والخير في واقعهم الحياتي فالمسألة هي تلامس حياة الناس وواقع الناس في أمنهم في معيشتهم في استقرارهم في سعادتهم في تماسك نسيجهم الاجتماعي …ولذلك يقول ألا ترون  أن الحق لا يعمل به .. وأن الباطل لا يتناهى عنه ..في مثل هذه الظروف يصبح الجوء متغيراً يصبح التمسُك بالحق جريمةً يدان عليها الإنسان , يستنكر عليه ويلام عليه ويحارب عليه، لكنها الظروف التي يجب أن يكون الإنسان فيها أكثر اصراراً وأعظم عزماً على التمسك بالحق ، ولذلك يقول عليه السلام فيرغب المؤمن في لقاء الله محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما ..

الحياة تحت هيمنة الظالمين وتحت سيطرة الجائرين ليست إلا شقاء ونكداً لا خير فيه أبداً .

الإمام الحسين عليه السلام قدم للأمة أعظم الدروس التي تحتاج إليها خصوصاً في صراعها مع الأعداء وخصوصاً إذا كان هذا الصراع صراعاً كبيراً يستدعي تقديم التضحيات ويستدعي أيضاًَ الصبر الكبير ومواجهة التحديات الكبيرة والأخطار الكبيرة أولاً في ترسيخ قيم العزة التي هي من أهم القيم في الإسلام ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

ذكرى عاشوراء 1436 هـ

قد يعجبك ايضا