قصةُ الراتب
موقع أنصار الله ||مقالات||حسين العزي*
منذ اليوم الأول في هذا العدوان، تصرّفت صنعاء من منطلق أنها لكل شعبها وليست لفئة أَو حزب، ومضت تحمِلُ همومَ الجميع، بكل حب وصدق ورقي وأخلاق وفروسية، وسجَّلت نقاطاً مضيئةً في جميع جوانب القضية الوطنية العادلة، وهنا سأذكر فقط ما يتعلق بالراتب:
1- بدأ العدوان واستمرت صنعاءُ لعامَينِ كاملَينِ تصرف المرتبات لكل موظف يمني، في عموم أرجاء الوطن، مدنيين وعسكريين، وبالرغم من أن القانون اليمني يتيحُ إعدامَ المرتزِقة وليس فقط وقف مرتباتهم؛ فهم يعملون كأدوات في صفوف عدوان خارجي ضد البلد، كما تعرفون، لكننا لم نفعل وكنا نرسل مرتباتهم ليس مِن أجلِهم كمرتزِقة وإنما لعلمنا أن لديهم نساءً وأطفالًا أبرياء يستفيدون من هذا الراتب، ومن ناحية قيمية وأخلاقية وأخذاً بعين الاعتبار قساوة الحرب التي شملت كُـلَّ نساء وأطفال البلاد، لم نعتبر ارتزاقهم سبباً كافياً لقطع مرتباتهم، وكان سؤال: ما ذنبُ أطفالهم ونسائهم؟ يجلد ضمائرنا ويحفزنا للصرف المُستمرّ.
2- عقب نقل البنك، لجأ الأنذالُ إلى قطع رواتب الموظفين، ومضوا يستحوذون على إجمالي 90 % من ثروات شعبنا ومن دون أي مقابل أَو التزام تجاه أحد؛ فالشعب بنسبة 85 % تحت إدارة صنعاء، والأخيرة هي من تسهر على أمنهم وخدماتهم بجانب مهمة الدفاع المقدَّس، في روح تطوعية مجيدة وصبر تخر له قُدد الجبال وتقشف لا نظير له في كُـلّ التاريخ البشري، فيما استمر المرتزِقةُ لا يقومون بشيء غير الخيانة، حتى المواطنون في المناطق المحتلّة لم يقوموا بأي واجب نحوهم، فهم فقط منهمِكون في تنفيذ أكبر عملية نهب وسرقة لثروات شعب يموت، تحت غطاء وتصفيق أمريكا وبريطانيا وباقي المجتمع الدولي المتواطئ.
3- بَقِيَت صنعاءُ تحمِلُ هَــــمَّ الموظَّف، وتوفر له بين فترة وأُخرى نصفَ راتب من تجميعات شحيحة، وبالتوازي واصلت الكفاحَ والنضالَ، وظلت تتبنى -عبر كُـلّ المحطات- المطالَبةَ برواتب القطاع العام، فيما ظل المرتزِقة ومعهم كُـلّ ذي نفس رخيصة يردّدون أشهَرَ عبارة تعرفونها: (أين الراتب يا حوثي؟).
وعندما كان الخارجُ يتذرَّعُ بأننا نريدُها لأنفسنا، قطع قائدُنا العظيمُ نزاعَ القوم وقال: لا مانعَ كبداية أن يتم البدءُ باستعادة حقوق الموظفين وفقَ كشوف 2014م، ومعروفٌ أن معظمَ الثوار ليسوا ضمن هذه الكشوفات، ولم يكن ذلك مشكلة؛ لأَنَّ من في تلك الكشوف يقيمون في ضمير قائد كُفْءٍ وفي ضمير إخوة تعوَّدوا التقدُّمَ عند اللقاء والتأخُّرَ عند العطاء.
4- في مقابل ذلكَ، انبرى اللئامُ يتمنَّعون ويشترطون منعَ بعض العسكريين والأمنيين القُدامى فقط؛ لأَنَّهم مع وطنهم أَو يقيمون في الجزءِ الطاهر من بلادهم.
هلا والله وكأن ثرواتِ الشعب مخصَّصة لمن يبيعُ البلاد أيها الخارج المعتدي
أيها المرتزِقة الفاسدون، أيها المجتمعُ الدولي المتواطئ، اسمعوها جيِّدًا، واحفظوا ما بين القوسين جيداً: (أموال الشعب تعود للشعب كإجراءٍ عاجل).
ارفعوا أيديَكم سريعاً قبل أن نقول: دفعة واحدة لكل الكشوفات.
* نائب وزير الخارجية