أسناد أمريكي غربي للكيان الإسرائيلي وخذلان عربي غير مسبوق للشعب الفلسطيني

 

 

تفاجأ العالم ولعل البعض اقشعرت أجسادهم لهول التخاذل العربي تجاه الشعب الفلسطيني وبالذات تجاه غزة التي يتم مسحها من على وجه الأرض وحصار من تبقى فيها من الماء والغذاء والكهرباء في مقابل الدعم والأسناد الغربي الأمريكي للصهاينة.

 

التوحش الصهيوني وأسبابه:

عنصر المفاجأة في عملية طوفان الأقصى ونجاحها الكبير والعدد الكبير من القتلى الصهاينة ولأول مرة منذ ستينيات القرن الماضي قد هز الكيان الصهيوني وأحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ومخابراتيا عنيفا داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية إضافة إلى حالة الرعب التي اجتاحت المجتمع الصهيوني دفع الملايين منهم للهروب خارج الكيان.

هذه العملية زادت من حقد قادة الكيان الذين صبو جام غضبهم حمماً بل أطنانا من القنابل التي امطرت غزة المحاصرة عبر الطيران الحربي الصهيوني، إن هذا التدمير النازي الذي انتهجه الصهاينة ومحاولاتهم مسح غزة وفرض الحصار وقطع الماء والكهرباء عن القطاع ما كان ليحدث لولا أن هناك أنظمة عربية تدعم وتساند العملية الصهيونية الإجرامية ضد قطاع غزة وضد الفلسطينيين بالكامل، ذلك أن الأنظمة العربية الخائنة كانت على وشك الدخول إلى القفص الذهبي مع الصهاينة وتحلم بليالي دافئة مع نتانياهو بعد تقدم عملية التطبيع باتجاه تصفية القضية الفلسطينية ولولا يقظة المقاومة الفلسطينية واستباقها للمؤامرة الصهيونية التي أصبحت أنظمة التطبيع جزء منها لكان الشعب الفلسطيني المقاوم في خبر كان..

حقد الأنظمة العربية الخائنة وبالذات الإماراتي والسعودي ظهرت على السنة الأبواق الإعلامية التي تسبح بحمدهم والذين هاجموا بقوة حركات المقاومة الفلسطينية واتهموها بأنها اجهضت المساعي السعودي لحل القضية الفسطينية والحقيقة أنه لم يكن هناك مساع سعودية لحل القضية الفلسطينية بل كان هناك اتفاقية أمريكية سعودية إسرائيلية تقوم على تطبيع سعودي كامل مع الصهاينة مقابل دعم عسكري وحماية أمنية للكيان السعودي في مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية، فالنظام السعودي أول المتآمرين عليها منذ نشأ ولا أحد يستطيع أن ينكر الدور البارز لعبد العزيز آل سعود مؤسس النظام السعودي في تمكين اليهود من فلسطين.

 

لماذا التخاذل العربي؟

من أسباب التراجع العربي في دعم القضية الفلسطينية بروز الدور السعودي على حساب الدور المصري والعراقي والسوري فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أو لنقل المؤامرة الصهيونية أنحسر الدور العربي تجاه القضية الفلسطينية بسبب المخاوف من العقوبات الأمريكية ومع هذا تعرض العراق لاحتلال امريكي ثم جاء الربيع العربي واستغلته أمريكا والصهاينة لتدمير ليبيا واليمن وسوريا وسلمت مصر زمام المبادرة للنظام السعودي الذي استغل إمكاناته المالية لتجيير الملفات العربية لصالح اجندات أمريكية وصهيونية وتحولت الجامعة العربية إلى وكر مخابراتي لأمريكا و”إسرائيل” وسعت أمريكا إلى افقار الدول العربية وجعلها رهينة للبنك الدولي وهو ما قاد هذه الأنظمة الى مربع الخضوع والتبعية للصهاينة وصولاً إلى الموافقة على التطبيع مع الكيان الغاصب وحمايته أمنيا والمساهمة معه مخابراتيا وماليا في قمع حركات المقاومة.

وكلنا يذكر الدور السعودي في حرب تموز 2006م حيث انحاز النظام السعودي بشكل علني وبدون خجل إلى جانب الصهاينة وأسس بذلك مرحلة من الخنوع العربي .. كما نجح الصهاينة عبر النظام السعودي نفسه وبأمواله إلى تحريف بوصلة العداء باتجاه إيران ونشأت العشرات من القنوات العربية الممولة خليجيا وكلها كرست لترسيخ حالة العداء لإيران بدلاً عن”إسرائيل ” في الرأي العام العربي ومع ذلك بقيت حالة العداء للكيان الصهيوني كامنة لدى الشعوب العربية ولولا القمع والاستبداد والقيود والسجون والقتل والاغتيالات التي مارستها الأنظمة العربية ضد المخالفين لها لما تجرأت إسرائيل أن تمارس كل هذا الإجرام بحق الشعب الفلسطيني .

 

التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة لصالح الكيان

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر هيمنت الآلة العسكرية الأمريكية على المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام وأسست أمريكا منذ ما بعد سقوط البرجين العشرات من القواعد العسكرية في أهم المناطق الاستراتيجية في المنطقة في القرن الأفريقي وفي الخليج العربي وفي مضيق هرمز وفي الأردن والعراق وتمكنت من خلال هذه القواعد مواصلة هدفها في خدمة الصهاينة وتدمير ما تبقى من الدول العربية فقد دمرت العراق واليمن وسوريا وليبيا وأخضعت مصر إلى جانب تحكمها بالموارد النفطية في الخليج العربي وتوجيه عوائدها لدعم تفتيت الدول العربية.

هذا النشاط الأمريكي خدم الصهاينة ومكنهم من ضرب الأمة الإسلامية وبالذات الشعوب العربية قيميا وأخلاقيا وصولاً لتهيئة بيئة عربية تتقبل الكيان الصهيوني وترحب بالعلاقات معه وتحارب المقاومة الفلسطينية وتتهمها بالإرهاب و بذلك أصبح توقيع اتفاقيات التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني أمر طبيعي بل البعض يراه استراتيجي وبات قيام ناتو شرق أوسطي بقيادة إسرائيل ضرورة تهم الكثير من الأنظمة العربية..

وهذا ما كان ليحدث لولا التآمر الأمريكي وتكريس كل الجهود السياسية والعسكرية والمخابراتية ونشاط عدائي شمل مختلف المجالات حتى المناهج ووسائل الإعلام وتغييب للقرآن الكريم وكل ما يشكل تهديدا على الكيان الصهيوني، ووصل الأمر بأمريكا أن استطاعت توظيف الأنظمة العربية بكل ما تحتها من إمكانيات عسكرية لخدمة أهدافها وهي بالذات أهداف تخدم الكيان الصهيوني.

وقد رأينا كيف جيشت أمريكا الجيش اليمني تحت قيادة النظام السابق لمواجهة تحرك الشهيد القائد رضوان الله عليه والحرب عليه وما تلى ذلك من حروب دامية نكاية بمن يهتف بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل.. بل وصل الأمر بالكثير من قيادات النظام السابق إلى أن قاتلوا اليمنيين إلى جانب أمريكا وأدواتها في المنطقة..

التواجد الأمريكي في المنطقة هو لخدمة اليهود وتمكين “إسرائيل ” من الهيمنة على المنطقة وما يحدث في فلسطين من مواجهات بين حركات المقاومة والكيان الصهيوني المجرم إلا شواهد على الاستفراد الصهيوني بالشعب الفلسطيني والنكاية به.

إن الشعب الفلسطيني رغم الخذلان العربي والإسلامي ورغم آلة القتل والتوحش اليهودي الاسناد والدعم الغربي الغير محدود للكيان الصهيوني قادر على أن ينتزع حقوقه ففي النهاية لايزال هناك من هو أقوى من أمريكا ومن الغرب ومن آلة القتل والدمار التي يلقونها على التجمعات السكانية الفلسطينية في غزة هو أرحم الراحمين ملك السماوات والأرض القادر على أن يهيئ لهذا الشعب المظلوم ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وهو القادر على نصرهم ورد كيد أعدائهم.. وهو القائل جل شأنه {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39 صدق الله العظيم

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com