هم العدوّ
موقع أنصار الله ||مقالات||محمد فايع
أثبتت كُـلّ وقائع التاريخ التي مرت بها الأمم والشعوب أن المنافقين والخونة هم مصدر كُـلّ مصيبة وفُرقة وهزيمة حصلت للأمم والشعوب.
إنهم يمثلون رأسَ حربة الأعداء من ينفذون مخطّطاتهم، وينشرون تنفيذها داخل الأمم والشعوب، وخَاصَّة حينما يكونون أنظمة وحكامًا وحكومات فَــإنَّهم من يشعلون نارَ الفتن والحروب والتدمير في أممهم وحتى داخل بلدانهم خدمة للأعداء.
إن أغلب أزمات الأُمَّــة الإسلامية ومصائبها وما وَصلت إليه اليوم من واقع يسيطر عليه أعدائها، وما لحقها من هزائم وفرقة، وما يستهدف به خيارها وقواها وشعوبها الحرة من ورائه أولاً قبل العدوّ كيانات وأنظمة وحكام وحكومات النفاق والعمالة والخيانة.
إن أمتنا الإسلامية لا يمكنها أن تتوحد على مسار الانتصار لقضاياها المصيرية والمحورية إلا بعد أن تطهر ساحتها على المستوى الرسمي والشعبي من كُـلّ قوى وأنظمة وحكام وحكومات النفاق الجاثمة على بلدان الأُمَّــة وشعوبها.
إن مصيبة الأُمَّــة وفشلها -على مسار تقرير مصيرها وعلى مسار الانتصار لقضيتها المركزية والمحورية المتمثلة بالقضية الفلسطينية أرضاً وإنساناً ومقدسات- هم أنظمة النفاق والخيانة التي تحكم العديد من بلدان الأُمَّــة.
إن أنظمة وحكومات وحكام النفاق في منطقتنا العربية هم من يعملون على إبقاء الأُمَّــة عاجزة وذليلة ومهزومة، حَيثُ تقف عاجزة عن الاستجابة لنداءات واستغاثات أبناء الشعب الفلسطيني الذين يبادون اليوم كباراً وصغاراً أطفالاً ونساءً وعجزةً ومرضى، حَيثُ تدمّـر كُـلّ مقومات حياتهم على مرأى ومسمع من العالم على يد الكيان اليهودي السرطاني ومن ورائه قوى وأنظمة الكفر والاستكبار بقيادة الشيطان الأكبر المتمثل بأمريكا.
إن عجز الأُمَّــة وما يحصل من صَدٍّ واستهداف لقوى الجهاد والمقاومة يحصل من قبل العدوّ، على يد كيانات وحكومات وحكام النفاق والخيانة في منطقتنا من المصري إلى السعوديّ إلى الأردني إلى المغربي إلى التركي إلى دويلات وكنتونات ومحميات النفاق الخليجية من الإماراتي إلى البحريني إلى القطري، إن كُـلّ تلك الأنظمة تسخر كُـلّ ما تحت يديها من مقومات وإمْكَانات الأُمَّــة لضرب الأُمَّــة في وحدتها وهُــوِيَّتها خدمةً للأمريكي والصهيوني.
لقد وصل الأمر بهذه الأنظمة إلى حَــدّ التخندق والمشاركة المباشرة وغير المباشرة للعدو الصهيوأمريكي في عدوانه الوحشي على غزة، وفي كُـلّ ما يرتكبه من عمليات الإبادة الجماعية ومن عمليات التدمير بحق أبناء الشعب الفلسطيني عامةً وأبناء قطاع غزة خَاصَّة.
إن أنظمة النفاق والخيانة الأعرابية القائمة اليوم يساهمون بشكل مباشر وغير مباشر مع كيان العدوّ في ذبح الطفولة وإزهاق النفوس البريئة وسفك الدماء الطاهرة وفي كُـلّ ما يرتكبه من مجاز جماعية طالت المرضى والعجزة وكبار السن داخل المستشفيات وفي مراكز الإيواء وفي منازلهم حتى في الشوارع والطرقات.
إن النظامين المصري والأردني على وجه الخصوص يشاركان العدو الصهيوأمريكي فيما يفرضه من حصار مطبق على أبناء قطاع غزة، حَيثُ يمنع عنهم الغذاء والدواء والماء وكلّ أسباب البقاء على قيد الحياة، إن شعوب الأُمَّــة وعلى رأسها القوى الحرة في هذه الأُمَّــة وعلى مستوى العالم مدعوة اليوم إلى التحَرّك الموحد لتطهير ساحتها وأمتها ومواقع إدارة شؤونها وقياداتها من أنظمة وكيانات محميات النفاق والخيانة والتطبيع الأعرابية.
إن شعوب الأُمَّــة وفي مقدمتها قوى الجهاد والمقاومة والتحرّر مدعوة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى إلى تهيئة ساحة الأُمَّــة لتمكين خيارها من قادة الإيمَـان والجهاد في سبيل الله الذين يحملون همها ويعملون؛ مِن أجل تحريرها من قيود الجمود والعمى والتبعية.
إنها دعوة إلى الالتفاف حول القيادات الجهادية الإيمَـانية الذين ينتصرون لقضاياها المصيرية والحريصين بكل أمانة على توجّـهها وتفعيل كُـلّ ما خصَّ الله هذه الأُمَّــة وما أنعم عليها من إمْكَانات ومقومات بالشكل الذي يؤهلها على مسار العمل بمنهجية الله القرآنية الجهادية، التي تهدي للتي هي أقوم في كُـلّ شؤون ومجالات الحياة، وبما يمكنها في النتيجة من القيام بمسؤوليتها على مسار إصلاح واقعها خَاصَّة وعلى مسار مسؤوليتها الريادية تجاه البشرية جمعاء، حينها فَــإنَّ هذه الأُمَّــة ستكون جديرة بأن يحقّق على يديها على مسار المواجهة مع قوى الاستكبار اليهودية الشيطانية وعده الحتمي الذي أسماه جلّ شأنه في سورة الإسراء بوعد الآخرة.