حرب غزّة تستنزف اقتصاد الكيان الصهيوني

موقع أنصار الله – متابعات – 2 جمادى الأولى 1445هـ

سيعتمد التأثير المباشر لحرب غزّة على الاقتصاد الصهيوني على مدّة الصراع، لكن قضايا مستقبلية محتملة، مثل الاحتلال الإسرائيلي المطول لغزة واستئناف ما تُسمى الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، يمكن أن تزيد من عرقلة النمو الاقتصادي في المدى المتوسط إلى الطويل، بحسب موقع “ستراتفور” الأميركي (Strator).

ولفت “ستراتفور” إلى أنّ هجوم حركة حماس على الكيان الصهيوني الغاصب في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أجبر “تل أبيب” على سحب 300 ألف جندي احتياطي من أماكن العمل، وتجفيف السياحة، ووقف العديد من الصفقات والمشاريع التجارية.

وقدّرت وزارة المالية أن الحرب تكلّف “إسرائيل” 260 مليون دولار يوميًا، وتعهد البنك المركزي بدعم الشيكل بنحو 45 مليار دولار، أو 20% من احتياطيات العملة في البلاد (200 مليار دولار).

وأضاف “ستراتفور” أنه “كان متوقعًا أن ينمو الاقتصاد بنسبة 3% العام الجاري، ولكن يكاد يكون من المؤكد أنه سيعاني من انكماش حاد في الربع الرابع من العام”.

ديون حكومية

ودخلت “إسرائيل” حرب غزة مع نسبة ديون حكومية إلى الناتج المحلي الإجمالي تبلغ 60%، كما لفت “ستراتفور”.

وقال “ستراتفور”إنه “بالإضافة إلى الانخفاض الحاد المتوقع في النشاط الاقتصادي في الربع الرابع من العام الجاري، فإن زيادة الإنفاق الحكومي ستؤدي أيضًا إلى اتساع العجز المالي في “إسرائيل” بشكل كبير وزيادة مستويات الدين الحكومي في الأشهر المقبلة”.

وأشار إلى أنه “من المرجح أن تزود واشنطن “إسرائيل” بالمساعدة العسكرية اللازمة لتجديد ترساناتها ودعم العمليات “القتالية” المستقبلية، مما يزيد من تخفيف التداعيات الاقتصادية للحرب” وفق زعمه.

نفقات دفاعية

لكن من المرجح، وفقًا لـ”ستراتفور”، أن “تظهر مخاطر الاقتصاد الكلي على المدى الطويل، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن صراع طويل الأمد في غزة أو المنطقة، وانقطاع المساعدات الأميركية لـ”إسرائيل”، واستئناف الاحتجاجات على الإصلاحات القضائية التي تتبناها الحكومة”.

وتابع “حتى لو انتهت العمليات “القتالية” الكبرى في غزة وعادت غالبية جنود الاحتياط بحلول أوائل عام 2024، فستكون هناك نفقات “دفاعية” كبيرة لإعادة احتلال غزة، حيث سيبقى عدد كبير من القوات في المنطقة حتى تجد “إسرائيل” حلًا لمشكلة حكم القطاع بعد القضاء على “حماس”” حسب تعبيره وزعمه.

واستطرد: كما أنه “يمكن نشر البعض الآخر من الجنود في الضفة الغربية و/أو إعادة نشرهم في لبنان والحدود السورية، إذا استمر القتال بين “إسرائيل” والفلسطينيين وحزب الله وغيره من “الوكلاء المدعومين” من إيران”، كما زاد “ستراتفور”.

وأفاد أن “النشر المستمر للدفاعات الجوية الإسرائيلية وأنظمة الأسلحة الهجومية لردع المزيد من الهجمات والرد عليها، سيؤدي أيضًا إلى زيادة الضغط على الميزانية العسكرية للبلاد”.

كما لفت إلى أنه “من المرجح أن يستمر الصراع في خفض عوائد السياحة أيضًا، مما يحرم “إسرائيل” من مصدر رئيسي للعملة الأجنبية، خاصة إذا استمر القتال في موسم عطلة عيد الفصح، والذي عادة ما يتدفق فيه السائحون على “إسرائيل””.

وشدّد على أنّه “إذا استمر هذا الاتجاه فسيؤدي إلى استئناف الاحتجاجات التي أصابت بالشلّل جميع أنحاء “إسرائيل” خلال ربيع وصيف عام 2023؛ مما يشكل المزيد من المخاطر الاقتصادية على “إسرائيل””.

ولليوم الـ40، يواصل “جيش” العدو الصهيوني شن حرب مدمّرة على غزة، خلّفت 11 ألفًا و320 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 4650 طفلًا و3145 امرأة، فضلًا عن 29 ألف و200 مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء.

قد يعجبك ايضا