العدوان على غزة في يومه الـ42: القصف الصهيوني لا يتوقّف ومجمع الشفاء أصبح محتلًا
موقع أنصار الله – متابعات – 5 جمادى الأولى 1445هـ
في اليوم الـ42 للعدوان الصهيوني على غزة، كثّف العدو الصهيوني غاراته على مناطق متفرقة من القطاع أسفرت عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن “أعداد الشهداء والإصابات تزداد بالمئات في كل يوم، حتى أن دوائر الإحصاء لم تتمكن من الانتهاء من وضع إحصائية نهائية ودقيقة للخسائر فيما يتعلق بأعداد الشهداء والإصابات والخسائر المختلفة الناجمة عن العدوان تجاه المقدرات المختلفة من مدارس ومؤسسات ومساجد ومقار حكومية وبنى تحتية غيرها من المقدرات التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية”.
انتشال جثث شهداء
وانتشلت الطواقم الطبية 11 شهيدًا مع تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض جراء قصف طائرات إسرائيلية الليلة الماضية مربّعًا سكنيًا في جباليا شمالي قطاع غزة.
واستشهد عدد من المواطنين واصيب اخرين في قصف إسرائيلي استهدف مقر إذاعة نماء في منطقة جباليا البلد شمالي القطاع.
كما نفّذت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات وأحزمة نارية في محيط المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع.
واستشهد 3 مواطنين واصيب اخرين بينهم حالات حرجة في قصف إسرائيلي استهدف شارع الجلاء وسط مدينة غزة.
حصار طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني
وفي غزة، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه ما تزال مُحاصرة في مستشفى الأهلي المعمداني ويسمعون دوي انفجارات في المنطقة بالاضافة الى اطلاق كثيف للنار .
واضاف هناك عدد من الشهداء والجرحى في ساحة المستشفى على بعد حوالي 30 مترا تعجز طواقمنا عن الوصول إليهم.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلا يأوي نازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وفي خانيونس، استشهد 10 مواطنين في غارة اسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة القرارة.
وفي رفح ، استشهد 7 مواطنين في قصف اسرائيلي استهدف مزرعة دواجن شرقي المدينة.
الطواقم الطبية ما تزال أهدافًا لطائرات العدو
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه منذ بدء الحرب العدوانية على قطاع غزة كانت ومازالت المستشفيات والطواقم الطبية في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي حيث أخرج جيش الاحتلال 25 مستشفىً و56 مركزًا صحيًا عن الخدمة تمامًا.
وأضاف “حُرم أكثر من 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة من تلقى الخدمة الصحية الاعتيادية”.
وأوضح أن الاحتلال ارتكب مجزرة في المستشفى المعمداني راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد وجريح، إضافة إلى جريمة اقتحام مستشفيات الصحة النفسية والرنتيسي والنصر للأطفال وحرم آلاف الأطفال المصابين بمرض السرطان والأمراض المزمنة من العلاج وألقى بهم في الشوارع.
وتابع “ارتكب الاحتلال انتهاكًا صارخًا عندما استهدف بشكل مباشر سواء كان بالقصف من الطائرات الحربية أو بالرصاص المباشر أو من القذائف المستشفى الاندونيسي والمستشفى التركي ومستشفى القدس وهدد حياة أكثر من 40,000 من النازحين والمرضى والطواقم الطبية التي كانت تتواجد في هذه المستشفيات، وحرم من خلال هذه الاعتداءات مئات المرضى المصابين بمرض السرطان من تلقي العلاج والزج بهم في الشوارع بدون علاجات مما يعرضهم إلى الموت الحتمي نتيجة عدم تلقي جرعات العلاج الكيماوي وغيره”.
العدو الصهيوني مجمع الشفاء بالكامل
وأردف “احتلّ الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي بالكامل، في جريمة تاريخية يندى لها جبين الإنسانية ودون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً بل كان شاهداً ومشاركاً فاعلاً في هذه الجريمة، حيث عاث جيش الاحتلال الفساد والدمار والهدم والتجريف داخل مجمع الشفاء، وهذه إطلالة سريعة على أبرز ما ارتكبه جيش الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي خلال الساعات الماضية”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن الاحتلال جمع جثامين عشرات الشهداء الملقاة في ساحات مستشفى الشفاء وأخذها إلى جهة مجهولة”.
وأضاف “وصلت عدد الوفيات داخل مستشفى الشفاء منذ بضع أيام حتى الآن 48 حالة وفاة ما بين أطفال خدّج ومرضى عناية مركزة ومرضى كلى وهؤلاء منع الاحتلال منحهم التيار الكهربائي في جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد”.
وتابع “هدم الاحتلال بعض الجدران والبوابات في مجمع الشفاء الطبي وقام بتحطيم السيارات وأحدث دماراً هائلاً في حرم المستشفى دون أن يراعي حرمته أو قدسية الرسالة الصحية والطبية”.
واستطرد “نفّذ جيش الاحتلال عمليات حفر وتفتيش وأحدث تفجيرات داخل بعض المباني في مجمع الشفاء الطبي ولم نتمكن من معرفة نوع الجريمة التي يرتكبها في هذه الأثناء فيما يتعلق بهذا الانتهاك”.
وقال “منذ أيام ومازال الاحتلال يمنع إدخال الطعام والماء والعلاج وحليب الأطفال والمياه المعقمة إلى الأطفال الخدج وإلى المرضى وإلى الجرحى وإلى النازحين والطواقم الطبية بشكل متعمد في رسالة واضحة منه بأن مجمع الشفاء أصبح عبارة عن سجن كبير يعتقل فيه أكثر من 7000 شخص، وكذلك أصبح مقبرة جماعية لكل من قضى نحبه بداخله، وهذه بحد ذاتها جريمة حرب مكتملة الأركان والأفظع من ذلك هو صمت المجتمع الدولي الذي وافق على هذه الجريمة المتواصل بحق المجمع الطبي وغيره من المستشفيات”.
وتابع “قام جيش الاحتلال بتحويل مجمع الشفاء الطبي إلى ثكنة عسكرية مغلقة، ويطلق النار ويقتل كل من يحاول الدخول أو الخروج منه، حتى أنه قتل قرابة 30 شهيداً حاولوا الخروج من مجمع الشفاء خلال حصاره”.
وأشار إلى وجود العديد من جثث الشهداء لازالت داخل الأقسام في مجمع الشفاء الطبي ولم يتمكن أي أحد من إخراج هذه الجثامين ودفنها بسبب تهديد الاحتلال بالقتل وإطلاق النار المباشر على كل من يتحرك.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي من وقوع كارثة صحية داخل المستشفى، وقال “قبل ساعات العصر كان هناك مرضى من مرضى الفشل الكلوي في النزاع الأخير ويلتقطون أنفساهم الأخيرة بسبب منع الاحتلال إدخال المياه المعقمة وحرمان هؤلاء المرضى من غسيل الكلى، ومن المتوقع أن يستشهد جميع مرضى الكلى على وجه الخصوص في مجمع الشفاء لهذا السبب”.
وطالب دول العالم بالضغط على أعلى المستويات من أجل تحرير مستشفى الشفاء من الجيش الإسرائيلي وإخراج الجنود والدبابات والطائرات من حرم المستشفى وإمداده فوراً وبشكل عاجل بالوقود هو وجميع المستشفيات لكي تتمكن هذه المستشفيات من العودة إلى أداء مهمتها الإنسانية والطبية والصحية.
وحمل العدو الصهيوني والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب المنظّمة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المستشفيات وضد المدنيين والأطفال والنساء، كما ودان التواطؤ الدولي مع الاحتلال ومساندته على كل المستويات ومنحه الضوء الأخضر لاستهداف المستشفيات واستهداف المنازل الآمنة بالطائرات والصواريخ.
وطالب وبشكل عاجل وفوري فتح معبر رفح وبشكل دائم لكي يكون ممرًا آمنًا تتدفق من خلاله المساعدات والإمدادات الطبية للمستشفيات والمراكز الإغاثية المختلفة.
انقطاع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة
وقال “كنا قد حذرنا في الأيام الماضية من خطورة انقطاع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، وقلنا أننا على أعتاب جريمة جديدة، واليوم وقع ما حذرنا منه، حيث انقطعت الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة بعد الساعة الثالثة من عصر امس الخميس دون أن يحرك أحدا ساكناً”.
وكرر المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من التداعيات الخطيرة والعواقب الوخيمة المترتبة على قطع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، حيث أن ذلك سيعمل على إخفاء جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق المستشفيات والمنازل الآمنة وبحق 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، وستعمل على تعميق الأزمة والكارثة الإنسانية.
وقال بذلك لن يتمكن الناس من الاتصال والتواصل مع فرق النجدة والطوارئ والإغاثة والإسعافات والدفاع المدني والبلديات وجميع المؤسسات المختلفة وهذا يُعدُّ انتهاكاً لأبسط الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الأعراف الدولية.