الجهادُ براءةٌ للذّمة أمام الله والتاريخ
موقع أنصار الله ||مقالات||د. شعفل علي عمير
قال تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى الله أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ)، عندما تكونُ المسؤوليةُ للقيامِ بأي عمل هي مسؤوليةً مرتبطةً بالتوجيهات الإلهية فَــإنَّ القيامَ بها يعد أمراً إلهياً لا يجوزُ بأي حال التفريطُ فيه، ويجبُ أن يشعُرَ الإنسانُ بأن العملَ الذي يعمله إنما هو جزء من واجبه الديني الذي هو مطالَبٌ القيامُ به، لا يبتغي من ورائه غيرَ تنفيذ أوامر الله، ومن ثَمَّ رضا الله -سبحانه وتعالى- عليه، وهذا ما جسّده أنصارُ الله عندما وجَّهت قيادةُ الثورة بضرورة أن يقومَ اليمنُ بما يجبُ على المسلم القيامُ به في نجدةِ إخواننا المجاهدين في غزّة؛ دلالة على استشعار قيادة الثورة والقيادة السياسية لمسؤوليتهم الدينية بالدرجة الأولى والإنسانية والأخلاقية التي أصبح القيام بها أمراً إلهياً، لا يجوز التنصّل عنه أَو البحث عن أي مبرّر يبعدُهم عن القيام بما أمر الله تبارك وتعالى به.
هناك من الدول العربية والإسلامية مع الأسف من يجدُ في وقوفهم مع حركات المقاومة في فلسطين ما يتعارَضُ مع مصالحهم ويعرِّضُهم لنقمةِ العدوّ، وهناك من الدول والكيانات والشخصيات من يخافون من أعداء الله، ولا يخافون من الله إلى الحد الذي وصل بهم إلى التعاطف مع الكيان الصهيوني، والدعوة إلى أن ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من قتل يومي للأطفال والاستهداف المتكرّر للمستشفيات والدعم المباشر لقتل المدنيين لا يعنيهم، حاملين شعار “فلسطين ليست قضيتنا”.
كُـلُّ هذه الجرائم لم تَرْقَ إلى مُجَـرّد التعاطف مع الضحية، بل العكس من ذلك، فهناك من يقدم المساعدات إلى الكيان الصهيوني، وهناك من يشارك، وهناك من يقمع أي تحَرّك شعبي؛ للتعبير عن التضامن والتأييد مع المقاومة في فلسطين، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل وصل حال هؤلاء إلى منع أي مسلم يدعو لإخواننا في فلسطين مُجَـرّد دعاء؛ وهو ما يؤكّـد أن هذه الأنظمةَ مؤيِّدةٌ للعدو الصهيوني ومشارِكةٌ معه في القتل.
رأينا الكثيرَ من الشعوب والشخصيات الأجنبية في تلك الدول التي تدعمُ أنظمتُها الكيانَ الصهيوني من خرجوا في مظاهرات كبيرة تندّدُ بالجرائم التي يرتكبُها العدوُّ الصهيوني وتصفُها بالإرهاب؛ ما يدُلُّ على الوعيِ العالمي لخطرِ هذا الكيان على مستوى العالم برمته، بينما الكثيرُ من شعوبِنا العربيةِ والإسلاميةِ لم تتحَرّك أَو تعبِّر عن غضبها، فهل أصبحت المجتمعاتُ غيرُ المسلمة أكثرَ جُرأةً من المسلمين؟! أم أن الضميرَ الإسلامي أصبح في إجازةٍ مفتوحة؟!