وعن “الجيش الذي لا يُقهر” كانت المقاوَمةُ حاضرةً
موقع أنصار الله ||مقالات||مرتضى الجرموزي
بقوته العسكرية المهولة وجحافله المدججة بأحدث وأفتك الأسلحة والمدرعة بالدروع الوقائية، والتخطيط القتالي الفائق للتخيلات ومراقبته لجغرافيا غزة بالأقمار الصناعية وبالطيران التجسُّسي وأسلحته المحرمة وقنابله الفتاكة استطاع العدوّ الصهيوني تدمير غزة وتسويتها بالأرض، دمّـر الأحياء السكنية وهدّم المقار الحكومية والمؤسّسات العامة والخَاصَّة المدنية والعسكرية وفجر المساجد والمدارس والكنائس ونسف المشافي والمراكز والوحدات الصحية وأحرق الشجر وجرف الأرض.
ورغم ما يمتلكه من عدة وعتاد وتأييد دولي عالمي وإقليمي، وحتى أنظمة وشعوب محسوبة على العروبة إلّا أنه فشل وانهزم في مواجهة شعب ومقاومة ومجاهدي غزة، وعجز عن تحقيق أهداف عدوانه وهجمته الشرسة ضد القطاع.
ولعل أبرز أهدافه المُفصح عنها:
استعادة الأسرى لدى حركات الجهاد والمقاومة.
سحق حركة حماس والحركات والفصائل المجاهدة في غزة.
تدمير البُنية العسكرية لفصائل الجهاد والمقاومة.
إنهاء سيطرة المقاومة على كامل قطاع غزة.
لم يتحقّق له أي هدف منها!!
فقد عجز من هزيمة المقاومة رغم الاجتياح البري ووصول قواته إلى وسط القطاع وتوغل في كثيرٍ من المدن والأحياء السكنية وغيرها.
استخدم سياسة الأحزمة النارية بعدوانه على غزة، حَيثُ كان ينتهج الأُسلُـوب القذر بالتدمير الممنهج لقطاعات وأحياء سكنية مكتظة بالسكان؛ بهَدفِ التدمير وبث روح الهزيمة في الوسط الشعبي الغزاوي ومن خلالها يصطاد عدة عصافير لا عصفورين بحجر واحدة، وهي التدمير الكلي وقتل أكبر عدد ممكن مع التركيز على تجمعات النساء والأطفال واستغلال وقت تواجدهم في المنازل ليحقّق إبادة جماعية وليعدم بذلك الجيل القادم، ومن سياسته القذرة بعدوانه على غزة يسعى وبكل وقاحة للتهجير القسري وتحت القصف لشعب غزة وفصلهم عن المجاهدين ومساكنهم في القطاع ليحظى بنصر معنوي على أقل تقدير يكسر من خلاله معنويات المجاهدين ولتردع الشعوب الأُخرى خَاصَّة شعوب محور المقاومة خوفاً من المصير الذي ينتظرهم في حال وقفوا مع أبناء ومجاهدي غزة.
كان ولا يزال يحظى بدعم عالمي أمريكي غربي وعربي، ومع كُـلّ جريمة يرتكبها كانت قوى الاستكبار وأدواتهم في الخليج والمنطقة يتعمدون التجاهل تارة، وتارةً أُخرى باستحياء يطالبونه بعدم استهداف الأحياء المدنية، لكنه ورغم إسرافه في القتل وهمجية عدوانه وتسويته غزة بالأرض إلّا أنه عجز كليًّا عن النيل من عزيمة الإنسان في غزة، من عزيمة الرجال المجاهدة والمواطنين نساؤهم، رجالهم وحتى أطفالهم، فلا تزال وستظل معنوياتهم عالية بسمو ورفعة الجهاد والمقاومة.
فلا تزال حماس وحركات الجهاد والمقاومة في وسط غزة توجّـه له الضربات والرشقات الصاروخية إلى عمق الأراضي المحتلّة وفي الميدان ومحاور القتال والتوغل، تلتحم بجيشه ومدرعاته من نقطة الصفر قتلاً وتنكيلاً وحرقاً وإعطاباً لآلياته حتى أصبحت غزة مقبرة المدرعات ومقبرة للغزاة، ومُني جيشه بهزائم مذلة وتنكيل وهو “الجيش الذي لا يُقهر”، لكنه اليوم ورغم التدمير الهائل لأحياء غزة تحول ذلك الركام إلى كمائن يتم اصطياده من قبل رجال ومجاهدي المقاومة الذين أشعلوا غزة وكامل جغرافيا التوغل الصهيوني جحيماً أحرق العدة والعتاد الصهيوني.
وكانت المقاومة حاضرة في كُـلّ مترٍ حاول العدوّ التقدم من خلاله، فكانت كُـلّ الأرض تلقف ما حشد وما صنع وما أعد؛ ما أرغمه للقبول بهدنة مؤقتة ما كان ليقبل بها لو لم يتعرض لهزيمة مذلة وإحباط دب بأوساط جيشه الهش والضعيف والجبان.