اليمن حقل تجارب لأسلحة دول الاستكبار المحرمة ..صعدة أنموذجاً
موقع أنصار الله || تقارير || خاص|| كثف تحالف العدوان الأمريكي السعودي خلال ما يقارب العامين من الحرب المدمرة التي يشنها على أبناء الشعب اليمني من استخدام مختلف الأسلحة المحرمة دولياً الأمريكية والبريطانية وغيرها في مشهد يكشف عن أن دول الإستكبار العالمي وعلى رأسها العدو الأمريكي والإسرائيلي وبريطانيا ونظام قرن الشيطان جعلت من الجمهورية اليمنية أرضاً وإنساناً خلال أكثر من 21 شهراً حقل تجارب لأسلحتها الحديثة والقديمة غير آبهة بحياة الملايين من ابناء هذا الشعب المظلوم .
إن القنابل العنقودية المحرمة دولياً كانت في مقدمة الأسلحة التي اعتاد العدوان الغاشم أن يقصف بها منازل وقرى ومدارس ومساجد وأسواق ومزارع المواطنين بمختلف مناطق الجمهورية وعلى وجهة الخصوص محافظة صعدة التي حولها تحالف العدوان إلى حقل كبير من الألغام العنقودية .
ولكي يكون ابناء شعبنا العظيم على دراية بهذه القنابل المحرمة ( العنقودية ) فإنها عبارة عن ذخائر عنقودية أي سلاح يحوي أعدادً كبيرة (مئات) من أو القنابل الصغيرة المتفجرة، حيث تلقى تلك القنابل من الجو أو تقذف من الأرض ، وهي مصممة لأن تفتح في الهواء قاذفة ما تحويه من ذُخيرات، والتي قد تغطي مساحات شاسعة قد تبلغ مساحة عدة ملاعب لكرة القدم ، وهي أسلحة يصل تأثيرها بمساحة منطقة أي أن أثرها لا ينحصر في هدف واحد محدد، كضربة دبابة مثلاً. فبدلاً من ذلك، فإن منطقة بالكامل تغطى بالقنابل العنقودية، وفي هذه المنطقة هناك خطر لا يميز بين عسكريين و مدنيين ، وبما أن عدداً كبيراً من القنابل العنقودية لا ينفجر مثل ما هو متوقع له بعد سقوطه، تبقى كميات كبيرة من القنابل العنقودية على الأرض جاهزة للانفجار، حيث تشكل مثل الألغام الأرضية تهديداً مميتاً لأي شخص في المكان ولفترة طويلة بعد انتهاء أي حروب .
إن القنابل العنقودية غير المنفجرة تقتل وتجرح الناس الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم بعد انتهاء الحرب وهي تمنع الناس من استخدام أراضيهم أو من الوصول إلى المدارس و المستشفيات، حيث يمكن أن تبقى تهديداً لعقود من الزمن ، وباختصار هذا هو ما جري على أرض الوقع في محافظة صعدة المنكوبة والمقصوفة بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة وغيرها، حيث يلقي تحالف العدوان الأمريكي السعودي عشرات القنابل العنقودية التي تحتوي على الآلاف القنابل الصغيرة القاتلة على مختلف مناطق صعدة السكنية والزراعية.
مئات المدنيين قتلوا أغلبهم أطفال ونساء منذ بداية العدوان بسبب القنابل المحرمة المتناثرة في السفوح والوديان والحقول والمرتفعات والحضر والبادية وفي كل مكان بمحافظة صعدة الأمر الذي جعل العديد من المنظمات الدولية تخرج عن صمتها كالعفو الدولية التي حذرت من خطر القنابل العنقودية التي ألقاها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على المدنيين في اليمن.. مؤكدة أنها حولت شمال البلاد إلى حقول ألغام.
وقالت المنظمة إن الأطفال والمدنيين يقتلون ويشوهون جراء القنابل العنقودية غير المنفجرة” .. مطالبة تحالف العدوان بوقف استخدام هذه الذخائر، كما طالبت المجتمع الدولي بالمساعدة على تنظيف المناطق التي سقطت فيها.
وأكدت المنظمة أنّ العائلات العائدة إلى منازلها شمال اليمن في خطر شديد من التعرض لإصابات خطرة أو الموت جراء آلاف الذخائر العنقودية غير المنفجرة .. مشيرة إلى أن المنظمة عثرت في مهمتها الأخيرة على قنابل عنقودية مصنعة في أميركا وبريطانيا والبرازيل استخدمتها السعودية في اليمن ، وأنها وثقت عشر حالات منذ يوليو من العام الماضي، قتل فيها 16 مدنيا بينهم تسعة أطفال أو شوهوا بسبب القنابل العنقودية في اليمن.
وفي تقرير نشره مكتب حقوق الإنسان في، الـ 25/أغسطس/2016م، قال فيه إن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي وقعت خلال الفترة ما بين الأول من يوليو 2015م و 30 يونيو عام 2016، شملت الهجمات على المناطق السكنية والأسواق والمرافق الطبية والتعليمية والبنية التحتية العامة والخاصة واستخدام القنابل العنقودية في اليمن.
وتتزايد الاتهامات للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في الضلوع المباشر بقتل اليمنيين من خلال تزويد تحالف العدوان بالذخائر العنقودية والتي تستهدف بشكل مباشر المدنيين اليمنيين.
وذكرت منظمة العفو الدولية ،يوم الاثنين 23 مايو 2016م، إنه جرى استخدام قنابل عنقودية محضورة بريطانية الصنع من قبل التحالف الخليجي في حربه على اليمن، ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق في ما إذا كانت المملكة المتحدة قد انتهكت القانون.
ووجد باحثو منظمة العفو قنابل متفجرة جزئيا من أحد النماذج BL-755، والتي تم تصنيعها من قبل شركة (HE Ltd) البريطانية في السبعينات، وذلك في محافظة حجة اليمنية على بعد ستة أميال من الحدود السعودية.
من جانبها أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا يقدم مؤشرات جديدة على أن المملكة العربية السعودية ظلت تطلق قنابل عنقودية أمريكية الصنع، علماً أنها محظورة بموجب معاهدة دولية، في مناطق مدنية في اليمن، وقال التقرير إن استخدامها قد يمثل أيضا انتهاكاً لقوانين الولايات المتحدة.
وتضمن التقرير الذي، صدر بتاريخ 17 فبراير 2016م، صورا عن اليمن وهي تظهر بقايا لأسلحة عنقودية أمريكية لم تنفجر لكن يمكن أن تكون مميتة، مما يشير إلى أنها لم تتماش مع معايير الموثوقية المطلوبة قانونا.
وبهذا الشكل يتضح وبشكل كبير أن تحالف العدوان على أبناء الشعب اليمني وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الإسرائيلي والذراع المنفذ للجرائم النظام السعودي يعمدون على جعل اليمن بشكل عام ومحافظة صعدة تعاني الموت البطيء حتى لو توقف العدوان في المستقبل فإن حياة مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات مهددة بالموت أو الإعاقة الدائمة بشكل مستمرة .