اليمنُ يحتلُّ الصدارة في قلوب أحرار العالم لمواقفه المناصِرة لغزة

||صحافة||

تتصاعَدُ نبرةُ غضب الشعوب العربية والإسلامية من يومٍ إلى آخر، تجاه صمت الحكام المطبق تجاه ما يحدُثُ من جرائمَ متوحشةٍ للكيان الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة، وهي جرائمُ لا مثيل لها في التاريخ المعاصر.

وأمام صرخات وآهات وأحزان وبكاء سكان قطاع غزة يأتي الموقف اليمني مغايراً للمواقف الخانعة؛ فهو منذ اليوم الأول لعملية “طُـوفان الأقصى” حدّد مساره بوضوح إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وخرجت المسيرات في صنعاء وعموم المحافظات بزخم لا نظير له، وأعلنت القيادة السياسية والثورية وقوفها الكامل مع الأحرار الفلسطينيين في قطاع غزة، ثم ترجمت الأقوال إلى أفعال عن طريق إطلاق القوات المسلحة للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة إلى مدينة “أم الرشراش” المحتلّة، وبعدها تطور الموقف اليمني إلى الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “غالاكسي ليدر” واستهداف سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر، ثم جاء التحذير الأخير للقوات المسلحة بمنع مرور السفن أياً كان جنسيتها إلى الموانئ الإسرائيلية.

وتثلج هذه المواقفُ اليمنية المشرِّفة صدورَ الشعوب العربية والإسلامية، والتي ترى أنها بارقة أمل في سماء المنطقة العربية المظلمة، وأنها ترفعُ رأس كُـلّ عربي ومسلم، وتبعث في نفسه التفاؤل والأمل بأن النخوة العربية لم تمُتْ وأن اليمنيين يحيونها في كُـلّ نفوس الثائرين الأحرار.

وتعليقاً على قرار القوات المسلحة اليمنية منع مرور السفن مهما كانت جنسيتها إلى كيان العدوّ الصهيوني، يقول الناشط الإعلامي والصحفي اللبناني خليل نصر الله: إنّ “صنعاءَ المحاصَرةَ تفرضُ معادلة استراتيجية عبر منع أية سفينة حتى إن كانت غير إسرائيلية تحمل بضائع وتتجه إلى الكيان، حتى فك الحصار عن غزة وإدخَال الغذاء إليها”، مُشيراً إلى أنّ “هذه الخطوة تأتي بعد أن لمست صنعاء محاولةَ التفاف من قبل الكيان وشركائه على قرارها منع السفن الإسرائيلية من العبور عبر البحر الأحمر، بنقل بضائع عبر سفن غير تابعة للكيان”.

ويضيف نصر الله على حسابه في منصة “إكس” أنّ “هذه الخطوة تأتي بعد فيتو واشنطن في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، وتأتي بعد تشديد الحصار على غزة ومنع دخول مساعدات بشكل كافٍ”.

ويرى أنّ “صنعاء تسد أية ثغرة يفكر الإسرائيليون والأمريكيون العبور منها، وأنها تواصل التأثير على صناع القرار في واشنطن وتل أبيب بقوة”، مؤكّـداً أنّ “هذا مؤشرٌ على نباهة صنعاء ودِقَّتِها وعملها الكبير”.

ويقول خليل نصر الله: “من المرجح بعد قرار صنعاء المتعلق بمنع عبور السفن المتوجّـهة إلى الموانئ الإسرائيلية، فَــإنَّ اتصالات من دول إقليمية وربما غير إقليمية ستنهال على صناع القرار في العاصمة اليمنية، وإن عبر وسطاء، لمحاولة تبرئة ساحتهم، وإن أجابوا على الهاتف، سيكون الجواب: أوقفوا العدوان على غزة، وفكوا الحصار عنه، وإن كان الهاتف مغلقاً فالجواب نفسه”.

ويشير إلى أنّ “منع السفن الإسرائيلية من العبور واستهدافها شكل ضغطاً على الاقتصاد الإسرائيلي، وبطريقة غير مباشرة أثر في بعض شركات التأمين، وهي أمور كانت صنعاء قد وضعتها ضمن أهدافها دون أن تخفي ذلك”.

ويضيف أنه “بالتزامن مع تشديد الحصار على قطاع غزة، دفع بصناع القرار في العاصمة اليمنية إلى رفع منسوب أعمالهم عبر الإعلان عن مواصلة منع السفن الإسرائيلية من العبور، وكذلك السفن غير الإسرائيلية التي تحمل بضائع إسرائيلية، في خطوةٍ تؤشر إلى قرار بتعطيل ميناء إيلات من جهة، ومن جهةٍ أُخرى الرد على الخطوات الأمريكية برفع منسوب التهديد الجدي”.

ويرى أنّ “الخطوة التي أعلنها العميد يحيى سريع، في بيان صادر عن القوات المسلحة تعد نقلة نوعية أُخرى، ستلقي بظلالها على صناع القرار في تل أبيب وواشنطن، خُصُوصاً أنّ الخطوة وضعت حيز التنفيذ من لحظة إعلان البيان، ويمكن تفاديها برفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان فقط”، موضحًا أنّ “هذه الخطوة تؤكّـد صنعاء على قدراتها العالية، إن لجهة القرار، أَو فهم طبيعة المسارات للسفن ووجهاتها، بل وما تحويه في كثير من الأحيان”.

ويستنتج نصر الله أنّ ما أعلنت صنعاء وضعه حيز التنفيذ هو مُجَـرّد خطوة أُخرى ستترجم عمليًّا فيما لا يزال في جعبتها الكثير مما قد يشكل بعضه مفاجأة، ويبقى الأهم هو جرأة اتِّخاذ القرار ومواجهة التهديد الأمريكي أولاً بخطوة أكثر صلابة من سابقاتها.

 

قرارٌ جديدٌ في سُلَّم حصار “إسرائيل:

من جهته يقول المحامي والناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني صالح أبو عزة: إنّ “اليمن لا يتخذ قراراً قبل التأكّـد بأنّه قادر على تنفيذه حرفياً وزيادة، وإنّ الانسجام التام بين قرار منع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والتنفيذ الناجز والمُبرَم”.

ويضيف أبو عزة أنّ “اليمن يسير في مسار تصاعدي للضغط على “إسرائيل” دون حرق للخطوات والمراحل، متبعاً نحن الآن أمام قرار جديد في سُلَّم حصار “إسرائيل””، ومردفاً “كونوا مطمئنين للجهوزية العالية اليمنية”.

ويشيد بالموقف اليمني القوي، مؤكّـداً “أنّ اليمن ينتقل من مرحلة منع السفن الإسرائيلية من استخدام البحر الأحمر، إلى مرحلة منع أية سفينة مهما كانت جنسيتها إذَا ما كانت وُجهتُها “إسرائيل”، معتبرًا هذه الخطوة تُحكِم الحصار بشكل كامل على عمق “إسرائيل” الجنوبي.

ويواصل أبو عزة قائلاً: “يا ليت لدينا قوات مسلحة يمنية في البحر المتوسط؛ حتى تكون قادرة على منع السفن التركية من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية، فما زال نظام أردوغان يُرسِلُ البضائع والنفط إلى “إسرائيل” بمعدل 8 سفن يوميًّا، مردفاً “كم أنت منافق ودجال يا أردوغان”.

ويقول: “حينما نجد الأنظمة العربية تقاسمت الردود على الفيتو الأمريكي، بين شجب واستنكار، وآخرون لم يجرؤوا على ذكر أمريكا من الأَسَاس، نجد اليمن في وادٍ آخر يُغرّد خارج السرب، وينأى بنفسه عن خطايا العرب، وينحاز بالقول والفعل لفلسطين، ويقول لأمريكا: سترون ما يسوؤكم في بحرنا”.

أما الناشط الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور محمد البحيصي فيقول: “شكراً صنعاء وشكراً علم الهدى حليف الكتاب والسيف؛ من أطفال غزة المفجوعين ومن الثكالى واليتامى والمقهورين ومن الدم المطول، من الأشلاء، من الركام، من الشجر المقصوف، من الأرض المحروقة، من الماء المعدوم، من الدواء الممنوع، من الخبز المفقود”، متبعاً “شكراً رجال الله وقائدهم ونصركم الله كما نصرتم غزة”.

بدورها تؤكّـد الصحفية والناشطة الإعلامية الفلسطينية ميس القناوي، أنّ “الدور اليمني في “طُـوفان الأقصى” هو الأخطر، وتأثيره يصل إلى عمق النشاط الاستراتيجي لإسرائيل وحلفائها”، مضيفةً أنّ “منع القوات المسلحة السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، تنتقل الآن إلى منع كُـلّ السفن المتجهة إلى الكيان من أية جنسية كانت، وأنها بهذا تكون فرضت معادلة جديدة لردع العدو”.

وتقول القناوي: “بينما يكرّس اليمن إمْكَانياته لإجبار العدوّ الإسرائيلي بإيقاف العدوان على غزة، نواطير النفط في دويلة الإمارات يحتفلون بعيد الأنوار (الحانوكا)، وهو طقس استعماري صهيوني”، متبعةً “تخيلوا أنّ ديباجة الحرب على اليمن كانت لإعادته إلى الحضن العربي؛ وتخيلوا لو كان اليمن في حضن المستعربيْن أبناء زايد وسلمان”.

 

اليمنُ الجريحُ يقودُ الأُمَّــة:

من جهته يشير الصحفي الفلسطيني كمال خلف، إلى “أنّ القوات المسلحة اليمنية تعلن عن منع مرورِ السفن المتجهة إلى الكيانِ الصهيونيِ من أية جنسيةٍ كانتْ، إذَا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواء وستصبح هدفاً مشروعًا لقواتِنا المسلحة”، معتبرًا أنّ هذه التحذيرات هي المطلوبة من كُـلّ الحكومات العربية لكن الانبطاح هو السائد.

ويضيف الصحفي خلف أنّ “اليمن وحده وبمفرده، يفرض حصاراً بحرياً على إسرائيل فعندما تملك القرار، وعندما تكون حراً لا عبداً وعندما تكون عربياً أصيلاً، وعندما تكون كامل الكرامة، وعندما تكون موفور الشجاعة والرجولة والشهامة، فلن ترتجف وأنت تقف مع المظلوم ضد الظالم القاتل، ولو وقف العالم كله ضدك”.

ويقول: “إنّ اليمن الجريح يقود الأُمَّــة وإنّ المشروعية مصدرها الشعوب فقط لا غير، وإنّ الشعوب مع فلسطين وأهل غزة، وإنّ غزة الآن هي فسطاط الحق والباطل”.

أما الناشط اللبناني حسين شعبان فيشير بقوله: “ماذا يعني أن يمنع اليمن السفن أياً كانت جنسيتها من الوصول إلى إسرائيل؟” ويواصل حديثه: “يعني أنه يشهر سلاحه في مواجهة الدنيا كلها ويضع نفسه في مواجهة العالم بكل جنسياته دفاعاً عن غزة، وأن على من يسأل عن قدرة اليمن على تحقيق هذا الهدف أن يدرك أننا أمام قيادة يمنية تفعل ثم تقول وكلّ آت قريب”.

ويضيف شعبان بعدة تساؤلات قائلاً: “ماذا لو أغلقت مصر قناة السويس؟ وماذا لو قطع العرب عن العالم إمدَادات النفط لمدة ٢٤ ساعة؟ وماذا لو قطعت الدول العربية كُـلّ علاقاتها مع كيان العدو؟ وماذا لو علقوا علاقاتهم مع أميركا رداً على فيتوهات تغطية الجرائم بحق غزة؟ ماذا لو كان العرب كلهم يمن؟ والقادة كلهم السيد عبد الملك الحوثي؟”.

أما الناشط الإعلامي اللبناني جواد قاسم، فيصف بيان القوات المسلحة اليمنية الذي جاء على لسان العميد يحيى سريع بالبيان الهام، متبعاً القول: “كأنّما الوقت انتفض، أفاق مذهولًا لهول ما رأى، رجال اليمن، تلمسون الغد شوقًا للانتصار، ردّكم السريع يُرسي المعادلات، تؤدّبون به الأعداء الظالمين”.

 

معادلةٌ يمنيةٌ جديدة:

ويضيف قاسم “أنتم أسياد الكلام، أُتلُ البيان، أثلج به صدور قومٍ مؤمنين؛ فكلُّ حرفٍ يغادر ثغرك باسم أنصار الله، كصاعقة بلاءٍ تدكّ عروش الظالمين، كقائدك تنهل منه العظمة والقوة، أدامك الله بكلّ بأسٍ يزلزل عروش الخونة المتآمرين، ويؤلم أسيادهم الطغاة الإسرائيليين”.

كما يقول الناشط الإعلامي الفلسطيني علي كنعان: “إنّ اليمن العظيم يعلن حصار الصهاينة بحرياً، وإن هذا هو معنى أن تكون عربياً مسلماً وإن هذا معنى أن يكون اليمن يمن الحكمة والإيمَـان والشجاعة، كذلك معنى هذا أن تأتمر بأوامر الله لا بأوامر شياطين القوانين الدولية والاستكبار العالمي”.

ويقول: “إنّ هذا الإعلان لن ينساه الصهاينة وسيحاولون تدفيع أنصار الله ثمنه غالياً، مُشيراً إلى أننا أمام نوع جديد من المواجهة وتسخين قد يفجر المنطقة برمتها، وقد يعيد فتح الصراع في اليمن على مصراعيه، ولكن الأكيد أنّ اليمن اليوم هو ليس يمن ٢٠١٥م، والخاسر الأول في هذا الاشتباك هم صهاينة العرب وأذناب أمريكا في المنطقة وكلّ المطبعين والمتخاذلين ودعاة الانبطاح والسلام المسموم”.

ويواصل كنعان قائلاً: “إنّ إعلان اليمن بإغلاق مضيق باب المندب أمام الصهاينة هو أول حصار من نوعه في تاريخ الصراع، وإنّ هذا الإعلان بالمعنى السياسي والعسكري أكثر من إعلان حرب وقد يُحدِث تصادم مباشر مع أمريكا وقد تكون شرارة ‎ الحرب الكبرى”.

ومن ضمن ردود الأفعال العربية التي رصدنا بعضاً منها أَيْـضاً الناشط الإعلامي في الحشد الشعبي العراقي حسين علاء الأبيض، والذي كتب أنّ اليمن يتخذ خطوات أقوى وأكبر من مفاهيم “طُـوفان الأقصى” بدأت محاصرة الكيان الغاصب من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب.

ويضيف أنّ “كُلَّ السفن التي تتوجّـه إلى فلسطين لدعم الصهاينة أصبحت تحت مرمى نيران القوات المسلحة اليمنية، حتى البوارج الحربية التي تحمي سفن العدوّ أَيْـضاً تندرج ضمن الاستهداف”.

ويواصل الأبيض قائلاً: “بينما حكام الخليج الخونة والدول التي تدعي الإسلام تساعد الكيان الصهيوني بإبادة وسحق الأبرياء في غزة، فاليمنيون المحاصرون جواً وبحراً وبراً من قبل تحالف العدوان، وبقوتهم التي صنعوها من الصفر يحاولون فك الحصار عن قطاع غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني رغم جراحهم التي ما زالت في أطفال اليمن”.

بينما يقول الناشط الإعلامي اللبناني حسين مرتضى: “معادلة يمنية جديدة، أية عملية التفاف لإدخَال بضاعة إلى كيان الاحتلال ممنوعة، وأية سفينة تحاول المراوغة تحت أي مسمى هي هدف بالنسبة للقوات المسلحة اليمنية، طالما هناك حصار على غزة ممنوع أن تمر أية سفينة، طالما هناك عدوان على غزة ممنوع إدخَال أية بضاعة إلى كيان الاحتلال”.

ويضيف مرتضى أنّ “الأهم في هذه الرسالة أن محاولات المساعدة من قبل بعض دول المنطقة للتعويض على كيان الاحتلال الإسرائيلي سيتم التعامل معها ضمن ما تراه القوات المسلحة اليمنية وضمن المعادلات الجديدة”.

كما يعلق النائب البرلماني السابق والناشط الحقوقي الكويتي عبد الحميد دشتي قائلاً: “اليمن يتحدى الزمن والكبار ويفزع لإخوته في العروبة والدين حين تخلى عنهم الجميع”.

أما الصحفية والناشطة الإعلامية اللبنانية زهراء ديراني فتقول: “الفيتو بالفيتو.. والحصار بالحصار.. واليمن أقوى”.

فيما يرى الناشط الإعلامي والمحلل السياسي عبدالباري عطوان، أنّ “أمريكا لا تجرؤ على وضع أنصار الله على قائمة الإرهاب أَو الرد على إغلاقها البحر الأحمر في وجه سفن الاحتلال؛ لأَنَّها تدرك حجم العواقب”، مُشيراً إلى أنّ “اليمنيين يتمتعون بالشعبيّة الأعلى في العالمين العربي والإسلامي لوقوفهم المشرف مع فلسطين واستخدام لغة القوة، شكراً لليمن بلد الشهامة والكرامة والعروبة”.

كما يضيف الناشط الإعلامي والحقوقي البحريني باقر درويش، أنّ “اليمن الذي ما زال يعاني من الحصار الظالم الممتد لسنوات وما يتركه ذلك من انتهاكات وتداعيات إنسانية قاسية يستمر في الانتصار لغزة المحاصرة، واليمن الذي (يعاني فيه أكثر من 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ومن بينهم أكثر من 12 مليون شخصٍ على حافة المجاعة) ينتصر لغزة في البحر الأحمر باشتراط دخول الغذاء والدواء”.

ويقول: “إنّ موقف اليمن رغم المعاناة فيه الكثير من دروس الشهامة والحكمة والشجاعة، عندما ينتصر المظلوم لمظلوم، ويعض على جراحه نصرة لمظلوم آخر”، لافتاً إلى أنّ هذا مشهدٌ تستطيع أن تفهم فيه لماذا شن هذا العدوان على اليمن منذ تسع سنوات من قبل قوات التحالف، وأنّ اليمن يقف في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا وحلفائها رغم الحصار والجوع والألم، في ظل استمرار بعض الحكومات التي شاركت بالعدوان عليه بالتطبيع السياسي والاقتصادي علناً وبلا حياء.

أما الصحفي والمحلل السياسي اللبناني علي حسن مراد، فيشير إلى بيانات ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، حول العمليات التي تستهدف كيان العدوّ الصهيوني، ترد عبارة “استجابةً لمطالب شعبنا اليمني العظيم”، وبعد إذاعة بيان القوات المسلحة اليمنية وإعلان منع كُـلّ حركة السفن إلى مرافئ كيان العدوّ حتى إدخَال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نزل اليمنيون إلى الشوارع في مسيرات راجلة بهتاف: “فوّضناك فوّضناك، يا قائدنا فوضّناك”.

ويؤكّـد مراد أنّ “ما يميّز اليمن عن كُـلّ الدول العربية والإسلامية هو أنّ الإرادَة الشعبيّة اليمنية بدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته قولاً وفعلاً عُكست في الموقف الرسمي وكُرِّست إمْكَانات الدولة العسكرية تحقيقاً لهذه الإرادَة، وأنّ هذا يعبّر عن صدق وإخلاص قيادة هذا الشعب الحرّ والأبي، وهو حجّـة على باقي العرب والمسلمين”.

بدورها ترى الناشطة الإعلامية العراقية الدكتورة سعاد القيسي، أنّ “الأجيال القادمة ستقرأ في كتب التاريخ أن اليمن بقيادة السيد عبدالملك الحوثي، تعرض لأقسى وأشد أنواع الظلم والحصار ولكنه لم يحرك ورقة “باب المندب” واستخدمها عندما طلبت “غزة” ذلك”.

أما الداعية الإسلامي السوري الشيخ موسى الخلف، فيقول: “اليمنيون عجيبون يحزنون على سوريا ويبكون على ليبيا ويتألمون على العراق ويخافون على لبنان، أما فلسطين المحتلّة فكأنها قلوبهم يدافعون عنها بأرواحهم، ومع ذلك لا تجد أحدًا يذكرهم ويقف معهم في ظل العدوان الذي استمر 9 سنوات والفقر والمجاعة والتهجير”، متبعاً بقوله: “إنها اليمن يا عرب الضمير الحي، إنها أصل العرب، إنهم أصدق وأشرف الناس؛ صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا)”.

 

صحيفة المسيرة: أيمن قائد

قد يعجبك ايضا