اليمن … كيف أصبح البلد المنسي قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها
تقرير
مرت عقود طويلة واليمن غارقاً في اتون مشاكل وحروب وأزمات داخلية وثارات وتحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، أثرت على استقراره على كافة المستويات بلد كان يتجه نحو المجهول، أزمات ومؤامرات تأتي من خارج حدوده تعصف به، بلد تعتصره المشاكل من كل جانب، بلد ظل يعاني من نظام فاسد ومتحالف مع الأجنبي، وأصبح مسرحا للحروب والمؤامرات والتدخلات.
بلد تحول إلى رمز للمعاناة والجوع والمرض والفقر، وأصبح موضوعا للمنظمات الإنسانية التي تطلب المساعدة من العالم لإنقاذ اليمنيين من الكارثة. وبالرغم من المميزات التي يتمتع بها كبلد يتربع على موقع هام، وثروات طبيعية هائلة في البر والبحر، ويمتلك تاريخ حضاري لا مثيل له، بلد خاضع للهيمنة الخارجية ووصل العبث بأمنه واستقراره وسيادته إلى أن سفير سعودي أو أمريكي يلقي الأوامر ويوجه ويمنع ويرفع من يشأ من العملاء والخونة ليبقى اليمن راكعاً لا يستطيع أن ينهض ليقف على قدميه كما تقف شعوب العالم الأخرى.. فكيف بات اليوم قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها؟
هذا ما سنجيب عليه في هذا التقرير..
المشروع القرآني يستنقذ اليمن
شاءت الأقدار أن هيأ الله لهذا البلد رجلاً صادقا وعظيما وإنسانا يكاد أن يبخع نفسه من شدة تألمه على الوضع الذي بات يعيشه الشعب اليمني، إنسان مخلص انطلق من بين ثنايا القرآن الكريم يستنهض شعبه وأمته ولكن هيهات لم تكن العين الأمريكية بغافلة عما يجري في أقصى شمال اليمن في جبل مران، بل حاولت بكل قوة وسلطة أن تسكت ذلك النداء القرآني الذي ينادي شباب اليمن وينبههم بالمؤامرات الرهيبة التي تحاك ضدهم وضد أمتهم ويبصرهم السبيل الصحيح الذي يمكنّهم من الخلاص من هذا الوضع المزري، ولما أدركت أمريكا قوة المنطق والحجج القرآنية البراهين الدامغة وهي تتدفق من لسان ذلك الرجل المؤمن حليف القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي حركت أدواتها لشن حرب عدوانية على الشهيد القائد وأنصاره وما هي إلا أيام معدودة حتى ارتقى شهيدا مجيداً وتبادل الخونة التهاني مع اسيادهم معتقدين أن حسين ومشرعه انتهى ولكن ذلك لم تكن سوى البداية إذ قيظ الله رجلاً آخر لهذه الأمة هو السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي سار على منوال أخيه في إيقاظ شباب الأمة وبث الروحية الجهادية في نفوسهم.
وما إن التف حوله من تبقى من أنصار أخيه حتى شرعت أمريكا وعبر أدواتها المعروفة بشن الحرب تلو الأخرى في سبيل القضاء على المشروع القرآني وفي كل حرب تزيد أمريكا من قوة بطشها وتحشد أكثر وتدعم أكثر ولكن المشروع القرآني لا يزداد إلا قوة ومتانة وانتشارا ولأكثر من عشرين عام لم تتوقف الحرب بل واصلت أمريكا إصرارها على وأد هذا المشروع التحرري الاستقلالي القرآني الذي يستنهض الأمة ويحصنها من الداخل ويعرفها بأعدائها ويوجهها وفق الرؤية القرآنية وزاد التفاف الناس حوله وتطورت الأحداث وجاء ما يسمى الربيع العربي وكان المشروع القرآني في مقدمة الثائرين على أدوات أمريكا وتمكن ـ بفضل من اسقاطهم جميعا لتقوم أمريكا بترتيب عدوان إجرامي دولي على اليمن.
وعبر جارة السوء انطلقت ما تسمى عاصفة الحزم بمعية 17 دولة ضد شعب يعاني اقتصاديا وشحيح الإمكانيات وتم تجريد جيشه من السلاح وشراء الكثير من الذمم الرخيصة ولكنه بفضل الله وبفضل المشروع القرآني كان قد استعاد الكثير من قيمه وكرامته ووقف بإمكانياته البسيطة في وجه اعتى عدوان عالمي في القرن الواحد والعشرين.
وتصدى بكل بسالة وبصمود أدهش العالم ولم يستطع الغزاة تحقيق أي إنجاز يذكر واستمرت الحرب سنة تلو أخرى حتى بلغت السنة الثامنة قصف يومي بمختلف الأسلحة ومن مختلف الطائرات ومن الجو والبحر وبرصيد أكثر من ربع مليون وأكثر من 5 ألف مجزرة.
ومع هذا خرج اليمن أقوى وفي ظل الحرب طور اليمنيون قدراتهم بفعل الحاجة واستطاعوا صناعة الطائرات المسيرة وتطوير الصواريخ وصولاً لإنتاج صواريخ بالستية ومجنحة وصواريخ بحرية ودفاع جوي وفي ذات الوقت استطاع توجيه ضربات نوعية وغير مسبوقة ولا كانت متوقعة على صناعة الطاقة ومصافي النفط في السعودية التي تتدفق عائداتها إلى جيوب الأمريكان والصهاينة..
وإلى أن دخل اليمن التاريخ بموقفه البطولي في نصرة الشعب الفلسطيني وأعلن بكل جراءة وشجاعة عن دخوله الحرب ضد العدو الصهيوني وإلى جانب المقاومة الفلسطينية.
ونفذ الجيش اليمني عشرات العملية العسكرية قصفا بالصواريخ والطائرات المسيرة التي طالت أهدافا صهيونية عدة في عمق الأراضي المحتلة.
كما أقدم اليمن على اغلاق باب المندب أمام السفن الصهيونية واستولى الجيش اليمني على سفينة صهيونية وقصفوا سفينة أخرى.. فما سر هذا العنفوان اليمني؟؟
ما سر النهضة اليمنية؟
السؤال الذي يتردد في الأذهان وفي أقبية المخابرات في الشوارع والحارات وفي مواقع الإنترنت هو كيف استطاع اليمن ضرب العدو الصهيوني ومن أين أتى هذا البلد المنسي؟
وللإجابة على هذا السؤال فإن الشعب معروف تاريخيا بالبسالة والبأس وذكرهم الله في القرآن الكريم بأولي البأس الشديد ووصفهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بأهل الإيمان والحكمة ولهم مواقف تاريخية مشرفة في نصرة المظلومين ويتميزون بالإباء والنخوة والشهامة والشجاعة.
وجاء من يوظف هذه القيم التوظيف الصحيح وفق منهجية إلهية دقيقة فكان أن جعل من الشعب اليمني المظلوم معجزة، شعب نهض من بين الركام بعنفوانه وإباءه وإيمانه ليسجل ملحمة تاريخية لن ينساها التاريخ.
شعب عظيم وقيادة حكيمة تقود هذا الشعب وفق مرتكزات قرآنية وبحكمة يمانية، وصنعت من الثقافة القرآني ما نراه اليوم من شموخ وكرامة وعزة ونجدة ..
لقد كان سر هذا النهوض يمكن في ثلاث مرتكزات تتمثل في المنهج وهو القرآن العظيم والقيادة وهي المنحة الربانية التي وهبها الله لهذا الشعب والمتمثلة في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي والأمة والمتمثلة بالشعب اليمني وبهذه المرتكزات تكون هذا العنفوان الإسلامي القادم من جنوب الجزيرة العربية ليمثل كرامة الأمة وليدافع عن عزتها ومقدساتها ويستنهض قيمها ليصنع منها كما قال الله خير أمة.
ولكن المعهود أن الشعب اليمني كان غارق في الحروب والثارات ويعاني من خطابات طائفية وثقافة تدجينية كبيرة فكيف تمكن شاب كالسيد عبد الملك على أن يجعل من هذا الشعب في مقدمة شعوب الأمة نصرة لقضاياها ودفاعا عن مقدساتها؟؟
سر القيادة
لقد تمكن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن يجعل من الشعب اليمني في مقدمة شعوب الأمة نصرة لقضاياها ودفاعا عن مقدساتها في وقت كان الشعب اليمني شعب لا يذكر إلا بثاراته وعاداته السيئة وهذا النجاح عائد إلى أسباب كثيرة أهمها أن الشعب اليمني شعب محافظ وما زلت بركة نصرته لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ولأهل بيته قائمة في سلوكه الإيماني.
وثانيا إنه شعب يأبى الضيم ويرفض العبودية ويأنف من الاستكانة والهوان وثالثا إن السيد القائد أنطلق من رؤية قرآنية، بثقافة القرآن الكريم التي تلامس شغاف القلوب القرآن الكريم بهدايته الواسعة والشاملة والراقية..
وقد عمد هذا القائد إلى تذكير الشعب اليمني بتاريخه الناصع ومواقفه التاريخية في نصرة رسول الله ونصرة أهل بيته ويذكرهم بوفائهم ويعيد إحياء روح الهوية الإيمانية وأصالتهم الإيمانية..
وفي نفس الوقت قائد حكيم وشجاع من سلالة بيت النبوة، “قائدٍ روَّض الصعب، وآمن بقوة إرادة الشعب، وأتت عليه من نوازل الدهر ما أتت، وهو في مواجهتها يقارع بالحجة، ويصارع بكل صلابة وقوة، ودون أن يكل، أو يمل، أو يميل، قائدٍ هو في قلب الأحداث، منذ انطلاقة المسيرة القرآنية بهتاف الحرية (عام 2002|م)، في مواجهة الهجمة الأمريكية على المنطقة..
قائدٍ حاصره الخصوم والأعداء معاً، بالمذهبية، والطائفية، والعنصرية، ضيَّقوا عليه بكل باطلٍ، وخاصموه بكل فجور، وجرَّدوه من أي حقٍ مكفولٍ له، كإنسانٍ أولاً، وكمواطنٍ يمنيٍ ثانياً، قيل فيه وفي المشروع الذي يؤمن به كل مثلبةٍ ومنقصةٍ، ما تركوا شيئاً من قاموس الشتائم إلَّا وبحقه وكان مطلوبٌ أن يستسلم، ينكفئ، يغادر الميدان، فما زاده ذلك إلَّا مضياً على اللقم، وصبراً على أشد الألم.
قائد نحت أسم اليمن في الموقع المتفرد مكاناً، والمتميز مكانةً، يستشرف مستقبل هذه الأمة الممتدة تاريخياً وتاريخاً ريادياً إلى فجر الرسالة المحمدية الخالدة.. ولقد وجد أمامه شعب عظيم رأى في هذا القائد الجدارة بأن يمثله فانطوى تحت لوائه ملبيا ومسلماً فكان خير قائد لخير شعب…
سر الشعب
لقد وجد الشعب اليمني في السيد عبد الملك قائداً ملهما يترجم ما يكتنزه من قيم ومبادئ وأصالة وإيمان وإباء وكرامة ونخوة وشجاعة وعزم وإرادة وإصرار، قائد يجسِّد منهجية القران، وسيرة الرسول الأعظم فالتف حوله مترجماً لإيمانه وحكمته وأصالة انتمائه، ومتوليا له توليا صادقا، ووقف معه بكل شموخ، لا يقبل بالذلة والهوان، ولا يرتضي بسلوك الإذعان، قائد قال لأمريكا لسنا ممن يتبع أوامركم فرد عليه الشعب فوضناك يا قائدنا فوضناك
شعب عظيم يمتلك طاقات وقدرات وقيم ومبادئ أهلته للصمود أمام العواصف والمؤامرات، وبمعيه قائده حافظ على حريته واستقلاله وصان كرامته بالاعتماد على الله “سبحانه وتعالى”، وبالاستناد إلى تلك المبادئ والقيم والتاريخ المشرف، فأصبح اليوم بفضل الله حربة في حلوق أعداء الأمة وانتقل اليمن بمعية القائد والشعب من بلد منسيا إلى بلد في مقدمة المدافعين عن قضايا الأمة، حاضرا بمواقفه المشرفة والعظيمة في نصرة قضاياها ومدافعا عن مقدساتها فطوبي لهذا الشعب قائده وطوبى لقائد هذا شعبه..