اليمن يعلن الجهوزية .. التصعيد  الأمريكي سيُقابل بتصعيد أكبر

 

منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على قطاع غزة تَحَرَّكَ الشعب اليمني بكل قوة لنصرة الشعب الفلسطيني من منطلق المسؤولية الإيمانية، والدينية، والأخلاقية، وسطّر اليمن مواقف مشرفة، فتَحَرَّك ليتخذ الموقف الصحيح على كل المستويات، وأعلن تقديم كل أشكال الدعم الممكنة والمستطاعة، وكان البارز في مواقف اليمن هو التحرك العسكري بإعلان الحرب على العدو الصهيوني اليهودي الإسرائيلي، والمسارعة في تحريك  القوة الصاروخية والمسيَّرة، وبدأ على الفور في تنفيذ عمليات  الاستهداف للعدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، بالصواريخ البالستية والمجنحة، والطائرات المسيَّرة.

كما قدم اليمن طلباً واضحاً ومعلناً للدول التي تفصل جغرافياً بينه وبين فلسطين المحتلة، لتفتح منافذ مرورٍ وعبورٍ برية، ليتحرك مئات الآلاف من أبناء اليمن للجهاد في فلسطين، ولكن تلك الدول لم تجرؤ على اتاحة الفرصة.

وحينما لم برتدع العدو الصهيوني تحرك اليمن على مستوى البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي؛ ليمنع فيها تحرُّك السفن الإسرائيلية، والسفن المرتبطة بإسرائيل، التي تتحرك إلى موانئ فلسطين المحتلة.

وهذا الموقف هو موقف طبيعي فإذا كان الأمريكي والأوروبي أتى من آخر الدنيا، ليتعاونوا مع الإسرائيلي الظالم، في جرائمه، فإن لليمن كل الحق في التحرك الفاعل لنصرة الشعب الفلسطيني وبكل ما يستطيع.

وبعون الله نفذ اليمن إلي اليوم 7 عمليات بحرية أدت إلى الاستيلاءُ على سفينةٍ إسرائيليةٍ واقتيادُها إلى الساحلِ اليمنيِّ واستهداف سفينتينِ إسرائيليتينِ في بابِ المندب وهما سفينة “يونِتي إكسبلورر” وسفينة ” نمبر ناين”.

كما استهدفت عمليات اليمن 7 سفن تجارية لها علاقة بالكيان الإسرائيلي حيث كانت متجهة إلى موانئه و السفن المستهدفة: ( سفينةِ “استريندا” تابعةٍ للنرويج، سفينة الحاويات “ميرسيك جبرلاتر”،  السفينة إم إس سي ألانيا ، السفينة إم إس سي بالاتيوم ، السفينة “سوان اتلانتك” ، السفينة  “إم إس سي كلارا” ،السفينة MSC يونايتد) .

 

التحالف الأمريكي

تحرك الأمريكي منذ بداية العدوان على غزة لحماية السفن الإسرائيلية  فكانت البوارج الأمريكية ترافق السفن الإسرائيلية، ولكن في الأيام الأخيرة سعى الأمريكي لتشكيل تحالف بحري حتى يورط الآخرين معه ، وجعل من حماية الملاحة البحرية ذريعة لإنشاء التحالف.

من العجيب أن يعلن الأمريكي حماية الملاحة البحرية وهو أكبر خطر عليها، وفي ذات الوقت فلا خطر على الملاحة الدولية فكل السفن تمر من باب المندب بكل أمان عدا السفن الإسرائيلية، وما يشكل خطورة على الملاحة هو التحرك الأمريكي الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر، و باب المندب، و خليج عدن، ويسعى لتحويل البحر إلى ساحة حرب، و ميدان قلق ومضطرب، فالذي يهدد الملاحة البحرية لكل الدول والبلدان هو الأمريكي، من أجل العدو الإسرائيلي.

 

البوارج الأمريكية في مرمى النيران

إثر الإعلان الأمريكي عن تحالفه المشؤوم أعلن اليمن النفير العام رسمياً وشعبياً وأكد أن أي عدوان على اليمن سيشعل المنطقة وستكون المصالح الأمريكية أولى  أهداف الأسلحة اليمنية.

قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أعلن في خطاب له في الـ20 من ديسمبر الجاري أن الأمريكي إذا كان لديه توجه أن يُصَعِّد أكثر، وأن يُوَرِّط نفسه أكثر، أو أن يرتكب حماقة، بالاستهداف لبلدنا، أو بالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنستهدفه ، وسنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيرة، وعملياتنا العسكرية.

وأكد السيد أننا لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، فنحن شعب نأبى الضيم، ونتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، و لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي، وإذا أراد الأمريكي أن يدخل في حربٍ مباشرة، وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا، فلسنا ممن يتراجع عن مواقفه لأجل ذلك، ولسنا ممن يخنع، أو يخضع، أو يستسلم .

كما نصح السيد  الدول الأوروبية، التي تخاطر وتجازف على مصالحها من أجل إسرائيل، مؤكدا انه ليس على سفن الدول الأوروبية أي خطورة، ويمكنها العبور بكل أمان، لكن إذا ورطت الدول الأوروبية نفسها  مع الأمريكي، خدمة للإسرائيلي، فإنها تخاطر بمصالحها  ومصالح شعوبها بكل ما تعنيه الكلمة.

 

القيادة العسكرية تعلن الجهوزية لتنفيذ تهديدات السيد القائد

 

ليس مستغربا أن يحس اليمن بأصالةٍ أن الوثبة اليمنية من أجل فلسطين تداوي جراح الأمة وتستنهض غضبها لأجل أكثر من واحد وعشرين ألف شهيد وأكثر من خمسة وخمسين ألف جريح بغارات وقصف العدو الصهيوني..

وفي الـ27 من ديسمبر ومن على ضفةِ البحرِ الأحمر أكدت القواتُ المسلحةُ اليمنية في اجتماعٍ استثنائي أنها ستردعُ  كلَّ من يحاولُ ثنيَها عن موقفِها المبدئيِ والأخلاقيِ في دعمِ صمودِ الشعبِ الفلسطيني، فالمرحلةُ حساسةٌ ومفصلية،، وعلى كيانٍ مؤقتٍ يأكلُ بعضُه بعضًا أن يستعدَ للرحيل، فأيامُه باتت معدودة، وخصومُه اليوم ليسوا أصحابَ بيانات،، بل رجال قضيةٍ وصواريخَ ومُسيرات.

ولأن لليمن أفعال قبل الأقوال، فالتهديدات التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي         ـ يحفظه الله ـ لم تكن للاستعراض والمزايدة، بل خطة استراتيجية أعددنا لها عدتها فأي تحرك أمريكي عدواني تجاه الشعب اليمني سيقابله طوفان يماني يجتاح البوارج والقواعد الأمريكية في المنطقة، ولتحقيق هذه الاستراتيجية عقدت القوات المسلحة والأمن اجتماعا استثنائيا، للوقوف على آخر التطورات والمستجدات على صعيد المنطقة والساحة الإقليمية وتطورات العدوان الأمريكي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

الاجتماع الاستثنائي الذي عُقِدَ على ضفة البحر الأحمر بالمنطقة العسكرية الخامسة ضمّ نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الاقتصادية وزير المالية الدكتور رشيد أبو لحوم، ووزيري الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي، والداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي، ورئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء الركن عبدالحكيم الخيواني، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد الغماري، وقائد القوات البحرية اللواء ركن بحري محمد عبدالنبي، وقائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء عبدالخالق الحوثي، وقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء يوسف المداني، ونائب وزير الداخلية اللواء عبدالمجيد المرتضى، والمفتش العام لوزارة الداخلية اللواء عبدالله الهادي، ورئيس مصلحة خفر السواحل اللواء شاهر القحوم، وكل هذه الأسماء يعرف الأمريكيين جيداً بماذا يمكن أن يسفر عنه اجتماعهم فهم اليد التي يبطش بها اليمن أعداءه، وهم من مرغوا أنف تحالف العدوان وأفقدوه كبرياءه وعنجهيته وآن الأوان للأمريكي أن يذوق الذل أكثر، فما ذاقه خلال الأيام القليلة ليس إلا نقطة في بحر المفاجآت.

جاهزون لتنفيذ توجيهات القائد

 

اجتماع القائدة أعلن عن جهوزية القوات المسلحة والأمن لتنفيذ توجيهات قائد الثورة في خطابه الأخير وردع كل من يفكر في ثني الجمهورية اليمنية عن موقفها الثابت والمبدئي تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني.

وفي اجتماع قادة القوات المسلحة والأمن، تم مناقشة الخيارات المطروحة إزاء التوترات التي يعمد الأمريكي لافتعالها في البحر الأحمر لحماية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حيث حذر القادة أمريكا وشركاءها من مغبة عسكرة البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن والإضرار بأمن الملاحة الدولية خدمة للكيان الإسرائيلي المحتل.

كما استعرض القادة الجهوزية القتالية لمختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي والصاروخية والأمنية ومجمل المهام المناطة بها في ظل المرحلة الحساسة والمفصلية، وهو ما يؤكد أن الرد على الحماقات الأمريكية المتحملة سيكون على كافة الأصعدة.

خيارات استراتيجية

وزير الدفاع اللواء محمد العاطفي، كشف في كلمته أن القوات المسلحة اليمنية على جهوزية عالية في كافة وحداتها وتشكيلاتها العسكرية لتلقين الأعداء أقسى الضربات الموجعة والقوية إذا ما استمرت جرائمهم وحصارهم على الشعب الفلسطيني أو فكروا بالمساس بأمن وسيادة الجمهورية اليمنية.

وأوضح أن الجمهورية اليمنية لديها العديد من الخيارات الاستراتيجية التي لن تتوانى في اتخاذها متى اضطرت لذلك.. مشدداً على أن الموقف اليمني لوقف جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ورفع الحصار الخانق عنه موقف ديني وأخلاقي يتوافق مع كل القوانين الإنسانية والدولية.

أما الجهوزية على المستوى الأمني فقد أكد وزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي، أن جميع القوات الأمنية في حالة استنفار عام وجهوزية عالية واستعداد تام للقيام بواجبها بالتعاون والتنسيق المشترك مع القوات المسلحة لتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

وهنا نشير إلى بعض المفاجآت التي تحضرها القوات المسلحة اليمنية لتأديب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدا ذلك واضحا من الصورة المرفوعة في قاعة اجتماع القادة العسكريين والتي تضمنت صوراً للقواعد الأمريكية في المنطقة، وهي رسالة بالغة التأثير التقطها الأمريكي على وجه السرعة وأخذ في تحليلها بشكل كبير، فقد وقعت على الأمريكي كالصاعقة كونه يعلم جيداً أنما يميّز اليمن عن غيره هو المصداقية واليد الخفيفة على الزناد خاصة عندما يكون الخصوم أمريكا أو ” إسرائيل”.

جاهزية عالية لكل الخيارات

 

قائد القوات البحرية، اللواء الركن بحري محمد فضل عبدالنبي، كان قد استعرض في كلمة أمام المشاركين في المؤتمر التحليلي لقادة ورؤساء الأركان وضباط القوات البحرية والدفاع الساحلي للعام التدريبي والقتالي والعملياتي 2023م، النجاحات التي حقّقتها القوات البحرية في تنفيذ الأعمال القتالية ضد السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى “إسرائيل” تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة؛ مِن أجل نصرة ومساندة الأهل والأشقاء في غزة، مؤكّـداً أن لدى منتسبي القوات البحرية الاستعداد والجهوزية والإرادَة الكاملة في توسيع المعارك البحرية في حال صدرت الأوامر بذلك.

وأشَارَ إلى أن منتسبي القوات البحرية اكتسبوا خبرات وطوروا مهاراتهم وقدراتهم القتالية في أعماق البحار.

بدوره أكّـد قائد لواء الدفاع الساحلي، مدير الكلية البحرية، اللواء الركن بحري محمد القادري، الجهوزية الكاملة لمنتسبي الدفاع الساحلي لمواجهة وردع الكيان الصهيوني وكلّ من تسوّل له نفسه المساس بالمياه الإقليمية اليمنية، مجدّدًا التأكيد على أنهم ثابتون ومُستمرّون في أعمالهم الموكلة إليهم بكفاءة عالية واقتدار مهما حشد الأعداء من تحالفات، منوِّهًا إلى أن اليمن وقواته المسلحة الباسلة لن تخذل القضية الفلسطينية، وسنواصل حتى إيقاف العدوان وإدخَال الغذاء والدواء إلى غزة.

 

القوات المسلحة للأمريكي : لن نتردد في اتخاذ ما يلزم للدفاع عن بلدنا

في إطار الجهوزية العالية لقواتنا المسلحة للتصدي للمخطط الأمريكي الرامي للنيل من البلد، جراء العمليات النوعية للقوات البحرية ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، والتي نفذتها نصرة للشعب الفلسطيني، وفي ظل تزايد التحركات الأمريكية المشبوهة، أصدرت القوات المسلحة يوم أمس 29 ديسمبر بياناً قوي اللهجة، أكدت فيه الجهوزية القصوى للتصدي للعدوان الأمريكي إذا تورط في العدوان على البلد.

وحذرت القوات المسلحة في بيانها العدو الأمريكي من مغبة الإقدام على أي تصعيد ضد بلدنا وشعبنا، كما حذرت كافة الدول التي يسعى الأمريكي إلى الزج بها أو توريطها معه في حماية سفن العدو الصهيوني.. مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ كل ما يلزم في سبيل الدفاع والتصدي لأي عدوان ضمن واجباتها ومسؤولياتها الدينية والوطنية.

القوات المسلحة أوضحت أن موقفنا في اليمن تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مظلومية الشعب الفلسطيني ثابت ومبدئي ولن يتغير أو يتبدل مهما كانت التطورات ومهما بلغت التحديات.

وجددت القوات المسلحة التأكيد على جهوزيتها العسكرية لتنفيذ توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” في أي لحظة لمواجهة أي عدوان على بلدنا وشعبنا.. مؤكدة أن على العدو الأمريكي أن يأخذ تحذيرات السيد القائد ـ يحفظه الله ـ الواردة في خطابه الأخير بعين الاعتبار فهو رجل الفعل والقول ويعتمد على الله القوي العزيز ويسنده شعب مجاهد حر عزيز وهو ما يتجسد بشكل دائم ومستمر في التظاهرات الشعبية الحاشدة في كل الساحات والميادين والتي كان آخرها تظاهرات اليوم.

وأهابت القوات المسلحة بكافة شعوب أمتنا بالخروج نصرة لفلسطين ورفضاً للعدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة وعلى كافة الشعوب والبلدان التي تقف إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني.

 

جهوزية شعبية لمواجهة التحالف الأمريكي

وعلى المستوى الشعبي، فقد عبر الشعب اليمني في مسيرات مليونية يوم أمس في أكثر من 20 ساحة وميدان، في مسيرات بعنوان ” معكم حتى النصر، والأمريكي لن يوقفنا”. أكد خلاله الشعب اليمني أن التحرك اليمني لنصرة الأشقاء في فلسطين يأتي انطلاقا من هويته الايمانية ومبادئه القرآنية وتعاليم الإسلام السامية معتمدا على الله ومتوكلا عليه، ونصرة المستضعفين في الأرض.

وأعلنت الحشود استعداد الشعب اليمني للمواجهة المباشرة مع اللوبي الصهيوني المتمثل في قوى الاستكبار الأمريكي والاسرائيلي والغربي وأنظمة العمالة والتطبيع والخيانة، وتجاوز كل العقبات لتحقيق الدعم والنصرة للأشقاء في فلسطين المحتلة.

وشدد المشاركون في على ثبات وصلابة موقف الشعب اليمني واستمرار أنشطته السياسية والإعلامية والعسكرية والثقافية والتعبوية والجماهيرية إيمانا وثقة بالله، ولن يخيفه أو يوقفه العدو الأمريكي.

وجددوا التفويض المطلق لقائد الثورة لاتخاذ كل القرارات والخيارات الاستراتيجية في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، حتى إيقاف حصاره وعدوانه الاجرامي على غزة والشعب الفلسطيني.

ورفع المشاركون، أسلحتهم معلنين النفير والجهوزية التامة لخوض معركة الجهاد لتحرير المقدسات الإسلامية والأراضي الفلسطينية المحتلة ودحر العدو الصهيوني المجرم.

وبارك الشعب اليمني العمليات البطولية للقوات المسلحة اليمنية في القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية، والتي أثلجت صدور كل الأحرار في العالم، وبددت المستحيل في نظر الشعوب.

قد يعجبك ايضا