السيد القائد: العدو الإسرائيلي استهدف غزة بما يعادل 4 قنابل ذرّية
موقفنا صنع تحولا ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جدا
ألقى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات في فلسطين جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، موضحا أنه للأسبوع التاسع عشر على التوالي يستمر العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة مرتكبا أبشع الجرائم وأفظعها.. مؤكدا أن العدو يتفنن في ارتكاب الجرائم الشنيعة في غزة وقوى الشر تدعمه بأفتك وأحدث وسائل التدمير والقتل.
وأوضح أن القنابل المدمرة والصواريخ المقدمة للعدو الصهيوني هي آخر ما وصلت إليه تقنيات أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الغربية.. لافتا إلى أن القنابل شديدة الانفجار هي لمواجهة جيوش تمتلك قواعد عسكرية وعتاد عسكري ضخم لكنها تُصب على رؤوس الأطفال والنساء والبنى التحتية في غزة.. موضحا أن هذا المستوى الهائل من الدمار واستمرارية الجرائم بوتيرة عالية في غزة يعود إلى الأمريكي لتفوقه على القدرات الصهيونية.. مؤكدا أن الإسرائيلي لم يكن ليُلحق بقطاع غزة كل هذا التدمير الشامل والجرائم الرهيبة لولا الدعم الأمريكي المقدم له لذلك فالأمريكي هو المسؤول الأول عن مستوى الدمار والإجرام في غزة واستمراره كل هذه المدة.
وقال السيد : الأمريكي يقدم تمويلا ضخما للجرائم البشعة وفعّل أحكام الطوارئ لمرتين، وكأن الإسرائيلي جزء من الجيش الأمريكي، كما نقل العدو الإسرائيلي أكثر من 25 ألف طن من القذائف والصواريخ الأمريكية لقتل الأطفال والنساء في غزة وتدمير المساكن فالأمريكي يشارك بشكل مباشر في الطيران، والتجسس والاستطلاع لتقديم المعلومات اللازمة لبناء الخطط والعمليات، كم يشارك الأمريكي بالخبراء وفي اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي لشراكته في العملية والعدوان على غزة، ويقدم الأمريكي الحماية على المستوى الإقليمي لكيان العدو ويضغط ويشجع بعض الدول لاتخاذ مواقف سلبية تجاه أهالي غزة.
وأكد أن الضغوط الأمريكية أجبرت دولا على التخاذل وإضعاف الموقف الإسلامي وتقديم الدعم السري للعدو الصهيوني .. موضحا أن الأمريكي يواجه القوى الحرة التي تساند الشعب الفلسطيني ومن ذلك العدوان على بلدنا فالأمريكي يقدم الدعم السياسي لكيان العدو في مجلس الأمن، ويستخدم الفيتو لنقض أي قرار إنساني لصالح سكان غزة.
ولفت السيد إلى أن إجمالي الغارات الجوية على غزة بلغ أكثر من 46 ألف غارة على نطاق جغرافي محدود مكتظّ بالسكان و كمية المتفجرات التي استهدف بها العدو غزة تعادل 4 قنابل ذرّية من تلك التي ألقتها أمريكا على مدينة هيروشيما اليابانية.. وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا خلال الشهرين الأولين فقط أن العدو الاسرائيلي أسقط 29 ألف قنبلة على غزة وهي أمريكية الصنع.. موضحا أن بعض التقارير تشير إلى تقديم أمريكا 3 آلاف قنبلة تصل وزنها إلى 2000 رطل إضافة إلى أنواع أخرى.. لافتا إلى أن للقنابل الأمريكية قدرة على تدمير أحياء بأكملها، وشظاياها المميتة تمتد إلى 365 مترا في غزة.
وأوضح ان العدو الإسرائيلي يستخدم قنابل الفوسفور الأبيض السامة، بدرجة احتراق تصل إلى 800 درجة مئوية.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوما.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني استخدم مختلف الأسلحة لجعل قطاع غزة غير صالح للحياة وفق تصريحات صهيونية.. مؤكدا أن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي جدا في ظل ظروف صعبة تتهيأ فيها انتشار الأوبئة وتنعدم فيها الأدوية والمياه النظيفة وما تبقى من المستشفيات في غزة محاصر ويصنع العدو فيه مأساة جديدة كما هو حال مجمع ناصر الطبي.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يمارس سرقة منازل المواطنين التي لم يطالها القصف الصهيوني.
وتطرق السيد إلى معاناة الأسرى في سجون العدو الصهيوني ، موضحا أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرّضن لانتهاكات مروّعة تمس بالكرامة الإنسانية في سجون العدو.. مضيفا أن من دناءة العدو الإسرائيلي نبش 2000 قبر وسرقة أكثر من 300 جثمان وسرقة أعضاء حيوية منها وتدمير 13 مقبرة في محافظات قطاع غزة ووصل الحال بالجنود والمجندات الإسرائيليين إلى الافتخار والتباهي بقتل الأطفال الفلسطينيين.
وأكد السيد أننا أمام عدو خطر يشكل خطورة على كل المجتمع البشري وعدو متنكّر لكل القيم والأخلاق والحقوق والقوانين ويجب أن تبقى النظرة إلى الصهاينة بأنهم ليسوا مجرد خصوم بل أعداء حاقدون لدرجة لا يتخيلها إنسان.
صمود المجاهدين في غزة
وأوضح السيد أن الإخوة المجاهدون في قطاع غزة يقومون بالتنكيل المستمر بالعدو الإسرائيلي وهناك عمليات جريئة وشجاعة.. مضيفا أن قتلى وجرحى جنود العدو الإسرائيلي في تزايد والروح المعنوية لجنوده محطمة فهناك مئات من الجنود الإسرائيليين أصبحوا مرضى نفسانيين وهناك تهرب للكثير منهم من المشاركة في القتال.
ولفت إلى أن الي العدو الاسرائيلي يسعى من خلال الدمار والإجرام إلى كسر إرادة وتماسك المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد أن العدو الإسرائيلي فشل في استعادة الأسرى ويقتل بعض أسراه نتيجة قصفه الهمجي وتدميره الشامل.. مشيرا إلى أن مؤامرة العدو الإسرائيلي على رفح لن تعوّض فشله وإنما ليرتكب المزيد من الجرائم، مؤكدا وجوب أن يكون هناك تحرك مسموع وقوي من جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ضد المؤامرة في رفح.. كما أن من واجب جمهورية مصر العربية أن تكون في صدارة الموقف فيما يتعلق برفح لأن هذا يهدد أمنها القومي.
وأوضح أن تصريحات قادة وضباط العدو الإسرائيلي تكشف أطماع العدو الإسرائيلي في سيناء وتركيزه عليها فالمؤامرة على رفح تشكل خطرا على الأمن القومي المصري.
وقال السيد : مقابل الدعم الأمريكي لكيان العدو وآخره حزمة 14 مليار دولار أعلن عنها الرئيس الأمريكي، أين هو الدعم العربي لفلسطين؟، دول عربية عندها ميزانيات ضخمة تنفق أموالا هائلة على أمور عبثية وتافهة و كثير يقفون موقف المتخاذل والبعض موقف المتواطئ مع العدو والمساعد للعدو في الخفاء.
الجبهات المساندة لغزة
وأوضح أن الجبهات المساندة لغزة في لبنان والعراق واليمن مستمرة فجبهة حزب الله في لبنان تتصاعد بشكل مستمر وتنكّل بالعدو الإسرائيلي والمجاهدون في العراق لم يرضخوا ولم يتراجعوا رغم الاستهداف الأمريكي و جبهتنا في اليمن مستمرة وفاعلة ومؤثرة بالرغم من العدوان الأمريكي والبريطاني المساند للعدو الإسرائيلي.. موضحا أن العدوان البريطاني الأمريكي عدوان فاشل في تحقيق أهدافه باعتراف الأعداء أنفسهم.
وقال السيد : الأعداء الأمريكيون والبريطانيون معترفون بتأثير جبهة اليمن في إسناد غزة على العدو الإسرائيلي واقتصاده و تأثير جبهة اليمن وصل إلى التأثير على الأمريكي والبريطاني لمّا ورطوا أنفسهم في إسناد العدو الإسرائيلي.. مضيفا أن الأعداء الأمريكيين والبريطانيين أدخلوا أنفسهم في ورطة واعترفوا بفشلهم في فرض استراتيجية ردع.
وأكد أن عملياتنا في البحر وصل تأثيرها إلى منع حركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وتكاد تصل إلى نقطة الصفر.. مضيفا أن عملياتنا في البحر تحوّل استراتيجي في واقع المنطقة ولها تأثيرها الكبير على النفوذ الأمريكي والبريطاني
كما أكد السيد أن معادلة أن يهدد الأمريكي والكل يتفرج انتهت فاليوم هناك من لا يخنع لأمريكا ولا يخضع لتهديداتها ويقف بجد وبصدق ليساند أبناء أمته والشعب الفلسطيني.. مضيفا أن ما يجري تحول استراتيجي ومعادلات جديدة طرأت على الساحة لصالح كل أمتنا الإسلامية.
وعبر السيد عن أمله بأن تتشجع بلدان أخرى للتوجه الحر الذي تحتاج إليه أمتنا وشعوبنا بعد أن حقق الأمريكي في الماضي فوق ما يحلم به.. لافتا إلى أن موقف بلدنا أسقط أهداف الأمريكي وصنع تحولا ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جدا.. موضحا أن عملياتنا في البحر أوقفت على العدو الإسرائيلي حركته في باب المندب والبحر الأحمر بينما كان في مصاف أكبر المستفيدين.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي كان من أكبر المستفيدين من الحركة التجارية ضمن البحر الأحمر فالواردات الإسرائيلية والصادرات وفق إحصائيات العدو للعام 2020 تصل إلى نحو 133 مليار دولار عبر باب المندب ومنذ إعلان صنعاء قرار منع مرور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي تضاعفت خسائر اقتصاد العدو الإسرائيلي وباعتراف العدو الإسرائيلي أدّت عمليات قواتنا المسلحة إلى إغلاق شبه كامل لميناء أم الرشراش الذي كان يستقبل نحو 7 ملايين طن من السلع والمنتجات ومنه أيضا تصدر كميات كبيرة من الصادرات.. مؤكدا توقف كافة سلاسل الإمدادات الغذائية للعدو التي كانت تمر من البحر الأحمر وباب المندب بنسبة 70% .
وقال السيد: ارتفعت أسعار السلع في أسواق العدو بنسبة 30-50% بعد اضطراره لتحويل مسار إمداداته عبر الرجاء الصالح واعترفت وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية بأن عمليات البحر الأحمر أضرّت بعلاقاتها التجارية مع 14 دولة.. مضيفا أن عمليات البحر أدّت إلى تراجع إجمالي واردات الكيان من المنتجات بنسبة 25% خلال الأشهر الماضية.
وأضاف: العدو الإسرائيلي اعترف بأنه فقد القدرة التنافسية لصادراته وهذا تراجع كبير في اقتصاده، كما عزفت الشركات الملاحية الدولية عن التعامل مع العدو الإسرائيلي ولم يعودوا يستجيبون له في نقل بضائعه و شركات التأمين على السفن الدولية فقد رفضت التأمين على السفن المتجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة.. كذلك تشترط شركات التأمين على السفن الإسرائيلية والأمريكية دفع مبالغ إضافية تصل إلى 50% وهو ما يصل إلى نسبة من قيمة السفينة نفسها.
وتابع قائلا: تصنيف قوة اقتصاد العدو الإسرائيلي انخفض بعد أن كانت واحدة من ضمن أكبر 15 اقتصاد قوي في العالم و تراجع التصنيف لاقتصاد العدو إثر عدوانه على غزة وعمليات البحر الأحمر نجاح مهم وانتصار حقيقي.. مضيفا أن اتحاد تجار التجزئة الأمريكي اشتكى من تفاقم المشكلة في البحر الأحمر وتسبّبها بتأخير الشحنات وزيادة الكلفة.. مؤكدا أن تأثير العمليات على البريطانيين بلغ إلى درجة أن يؤثر حتى على مستوى النقص في بعض أنواع الشاي.
وأكد السيد فشل الأمريكي والبريطاني على الصعيد العسكري بشكل تام عن حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي.. مضيفا أن إصرار الأعداء على الاستمرار في الفشل يكبدهم تكاليف باهظة دون نجاح أو تأثير للحد من عملياتنا العسكرية.
وكشف السيد أن عملياتنا استهدفت هذا الأسبوع سفنا مرتبطة بالأمريكي وسفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي .. مؤكدا أن الأعداء في خسران حقيقي وورطة حقيقية وهجماتهم لا جدوى منها وإنما لها تبعات وآثار سلبية عليهم.. موضحا أن غارات الأعداء على بلدنا خلال هذا الأسبوع وصلت إلى 40 غارة معظمها على محافظة الحديدة والبعض على محافظة صعدة
وأكد أن الإنجاز العملاق لغارات العدو في صعدة استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب بلاستيكية وهذا فشل كبير.. مضيفا أن الأعداء لن يصلوا إلى نتيجة في عدوانهم على بلدنا والحل الوحيد هو وقف العدوان وإيصال الغذاء والدواء لسكان غزة
وأشار إلى أن الإسناد الأمريكي والبريطاني للعدو الإسرائيلي يهدف لاستمرار الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة في غزة ف.. موضحا أن أمريكا تحاول أن تورّط بقية الدول معها من أجل خدمة العدو الإسرائيلي وعلى الدول الأوروبية الحذر.
وأوضح أن عملياتنا في البحر تهدف إلى الضغط لإدخال المواد الغذائية والطبية وإيصال الدواء والاحتياجات الإنسانية لغزة .. مضيفا أن مطلبنا إنساني ومحق ولا يتعاماه ولا يتجاهله إلا من لم يبق في قلبه مثقال ذرة من المشاعر الإنسانية..
وأضاف : ينبغي للدول الأوروبية ألا تصغي للأمريكي ولا للبريطاني وألا تورط نفسها فيما لا يعنيها ولا يؤثر عليها و نقول لكل الدول اتركوا البريطاني التابع الذليل للأمريكي لوحده واتركوا الأمريكي لوحده.
وأشاد السيد بالدول المطلة على البحر الأحمر التي لم تتورط مع الأمريكي في عدوانه على اليمن لإسناد “إسرائيل”.. كما أشاد بكل الدول في العالم التي لها صوت واضح يشهد بأن عمليات البحر الأحمر مرتبطة بالوضع في غزة.
ولفت السيد إلى أن أمريكا تعتمد استراتيجية توريط الآخرين وابتزازهم لتخف عليها كلفة وتبعات مواقفها العدوانية السيئة.
كما أشاد السيد بكل الدول التي لم تخضع للأمريكي ولخطواته الشيطانية وفي المقدمة الدول المطلة على البحر الأحمر، وأشاد أيضا بالدول التي رفضت استخدام الأمريكي لأراضيها للاعتداء على الشعب اليمني.
ووجه السيد التحية للرئيس الجيبوتي الذي رفض استخدام بلده لشن غارات على اليمن وأعلن موقفه الصريح في دعم مظلومية الشعب الفلسطيني و أنَّ الحل هو وقف العدوان على غزة، وإيصال وإدخال الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، ووقف الجرائم بحق أهالي غزة.. موضحا أن كل الدول التي ترعى حرمة الجوار، وتعترف بمظلومية غزة، وتتفاعل مع هذه المظلومية بشكلٍ أو بآخر، مواقفها جيدة.
ولفت السيد إلى أن عندما رأى أنه فشل حتى في استراتيجية توريط الآخرين، فهذا سيكون أيضاً جزءاً مهما من فشله، لأن الأمريكي يفشل في اتجاهات متعددة، يفشل في توريط الناس معه، وهذه المرة يستخدمها لصالح العدو الإسرائيلي في الإجرام ، فالأمريكي يسعى لتوريط العرب والمسلمين، في دعم الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني! ويسعى لتوريط بقية الدول.
وأكد أن عملياتنا العسكرية مستمرة طالما استمر العدوان الإسرائيلي والحصار الإسرائيلي على غزة، وكذلك كل الأنشطة في بلدنا ستستمر، فالتعبئة والتدريب العسكري، والتأهيل العسكري… وبقية الفعاليات والأنشطة والمظاهرات، والخروج المليوني الأسبوعي لشعبنا العزيز، الذي سجَّل لشعبنا العزيز صفحةً بيضاء في تاريخه، وفي سجله الإنساني ورصيده العظيم، من المواقف المشرِّفة.
وأوضح أن ميزة موقف بلدنا هو الثبات على هذا الموقف، لا يؤثر على ذلك لا العدوان الأمريكي والبريطاني، ولا وسائل وأساليب الضغط الأخرى، التي حاولوا أيضاً أن يمارسوها ضد شعبنا العزيز، ومنها مسألة المساعدات الإنسانية، التي جعلوا منها أيضاً وسيلةً أخرى من وسائل العدوان على بلدنا.
وقال السيد: شعبنا مستمرٌ في ثباته على موقفه، العدوان الإسرائيلي طالما هو مستمر، والدم الفلسطيني مسفوك، والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني مستمرة، طالما هو العدو الإسرائيلي يقتل أطفال فلسطين ليلاً ونهاراً، ويجوِّع الشعب الفلسطيني في غزة، ويمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة، فشعبنا مستمرٌ في كل أنشطته، ثابتٌ عليها.
وأوضح أن الثبات والاستمرار ميزة مهمة في الموقف، تعبِّر عن مدى الإيمان، و الوعي، و مستوى الشعور بالمسؤولية، وهي مسألة مهمة جدًّا، تعبِّر عن الضمير الحي، و التحدي للأعداء، الذين حاولوا أن يكسروا إرادة هذا الشعب، وأن يرهبوه، وأن يخيفوه.. وأضاف : حاولوا عبر التهديد، عبر أبواقهم الإعلامية، لكنهم فشلوا؛ ولذلك كل إنسان منا معنيٌ بهذا الثبات، وبالتعبير عن هذا الثبات، من خلال الحضور المليوني، الذي يشهد على هذا الثبات، ويترجم هذا الثبات في موقفٍ عملي.
ولفت السيد إلى أن الخروج في إطار موقف شعبنا المتكامل، من إطلاق الصواريخ، إلى الخروج في المظاهرات… وغير ذلك من الأعمال والأنشطة، هو يعبِّر عن الرجولة والشرف، وعدم الانكسار؛ لأن العدو يريد أن يكسر إرادة هذا الشعب، ليتراجع عن مواقفه،و عن حضوره، و تفاعله، فهو يحسب التراجع عن الحضور، حتى على مستوى المظاهرات، يحسبه انكساراً، وتراجعاً، وضعفاً.
وأكد أن الحضور يعبِّر عن الشعور بالمسؤولية، ويظهر العافية والسلامة الأخلاقية، أننا شعب يتمسك بأخلاقه، وبقيمه، ومشاعره الإنسانية، شعب يتفاعل مع قضايا أمته، مع قضايا دينه مع مسؤولياته الإيمانية والأخلاقية، والحضور المليوني الأسبوعي هو عائق أمام الأعداء تجاه مؤامرات كثيرة، وخطط كثيرة.
وقال السيد : لو لحظ الأعداء أنَّ هناك ضعفاً في التفاعل الشعبي؛ كانوا سيعلِّقون على ذلك بعض الآمال، ويتحرَّكون في بعض الخطط والمؤامرات، لكن الحضور المليوني له أهمية قصوى في إفشال كثير من مؤامرات الأعداء، ومن خططهم.
وأضاف : عندما يكون لهذا الحضور المليوني الأسبوعي هذا التأثير على الأعداء، وهذا الإسناد للموقف في كل مساراته على المستوى العسكري، وعلى مستوى التعبئة العسكرية، وعلى المستوى السياسي، وثقل هذا الموقف؛ لأنه موقف يعبِّر عن الشعب بكل هذا الحضور الكبير الذي يحضر فيه مختلف أبناء هذا الشعب، هذه نعمة، أن يكون حضورك- أخي العزيز- عندما يكون حضورك في الساحة، حضورك في يومٍ في الأسبوع في المظاهرات، له هذه القيمة، هذه الأهمية، هذا التأثير، هو جزءٌ من جهادك في سبيل الله، من مسؤوليتك الإنسانية والإيمانية والأخلاقية، أنت تعبِّر بذلك عن إيمانك، عن وفائك، عن رجولتك، عن شجاعتك.
وتابع قائلا: أنت تخرج في ميدان السبعين، تخرج في أي محافظة من المحافظات، لتتحدى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، تخرج لتعبِّر عن ثباتك، عن استمرارك، عن قوة إرادتك، عن قوة إرادتك، عن إيمانك، عن شعورك بالمسؤولية، عن أخلاقك وقيمك، عن ضميرك الحي، عن مشاعرك الإنسانية، وإحساسك الإنساني، تخرج لتقول أنك لست ممن يصمُّ أذنه، أو يتعامى بعينه عما يحدث في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية، ومجازر وحشية، وجرائم رهيبة، وأضاف قائلا: أنت لست ممن يتجاهل ذلك المشهد المؤلم لدموع الثكالى واليتامى وصرخات وتأوهات وأوجاع أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تحضر إلى الساحة؛ لأنك حي، وضميرك حي، وإيمانك حي، وشعورك حي؛ لأنك لا زلت إنساناً، تحمل المشاعر الإنسانية، وتفيض بهذه المشاعر في وجدانك وفي شعورك، تخرج لهذا السبب، لهذا الاعتبار، ليس خروجاً عادياً.
وأكد السيد أن الخروج في هذه المرحلة التاريخية، في إطار هذا الموقف المهم لشعبنا العزيز، له معنى كبير، و أهمية كبيرة، فهو خروج يعبِّر عن الوفاء، و الإيمان، و القيم، و الشجاعة، و الحرية، و الكرامة، كما أنه هو خروج لنصرة شعبٍ مظلوم، وهو الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، كي لا نسكت مع الساكتين، وكي لا تلحق بنا لعنة الله على المتخاذلين، والذين يخذلون الشعب الفلسطيني ولا يفعلون معه أي شيء، وليس لهم معه أي صوت، ولا أي موقف، ولا أي تحرك بأي مستوى من المستويات.
وأضاف السيد : نخرج لنترجم هويتنا الإيمانية، لنترجم ما يعنيه قول رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))، هذا الخروج المليوني الأسبوعي حتى بين المطر، يعبِّر عن هذا التعبير، هو من مصاديق وشواهد هذا الحديث النبوي، هو استجابةٌ لله، واستجابةٌ لرسول الله، واستجابةٌ لمقتضى الانتماء الإيماني، استجابة للضمير الإنساني، وخروج في غاية الأهمية، وهو متيسِّر، ومتاح، ومقدور، لا ينبغي الملل أمامه
وأوضح السيد أن إخوتنا المجاهدون في غزة يصبرون تحت وابل القصف، من القنابل والصواريخ والقذائف المدمرة والقاتلة، وفي حالةٍ من الجوع والظمأ وكل أشكال المعاناة، أفلا يصبر الإنسان ليخرج في يومٍ من الأسبوع إلى ساحةٍ من الساحات ليعبِّر بحضوره هذا عن تأييده لموقفٍ شاملٍ كامل، من إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى بقية التفاصيل في هذا الموقف الشامل؟! أفلا يخرج ليعرف العالم أجمع أنَّ هناك من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، هناك صوتٌ عالٍ يوم سكتت الكثير من الدول، يوم سكتت الكثير من الشعوب، هناك صوتٌ مسموع، وصوتٌ معه موقف، صوتٌ يحمل السلاح، يحمل البندقية، صوتٌ حاضر للعطاء والموقف بكل مستوياته.
وتوجه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى شعبنا العزيز، قائلا: يا كل يمنيٍ حر، يا كل رجلٍ يمنيٍ يعرف معنى الوفاء: أدعوكم بدعوة الله تعالى، بدعوة الإيمان، بداعي الإنسانية، وأناديكم بنداء الأقصى الشريف، بنداء مظلومية الشعب الفلسطيني، وصرخات أطفاله، ودموع الثكالى واليتامى للخروج المليوني يوم الغد- إن شاء الله- في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، وبحسب الترتيبات المعتمدة، واصلوا، واستمروا، لا تكلوا، ولا تملوا، ولا تفتروا، ولا تهنوا، طالما والعدوان مستمرٌ على الشعب الفلسطيني، خروجكم وموقفكم استجابةً لله، هو جزءٌ من جهادكم في سبيل الله، هو تعبيرٌ عن وفائكم، عن نخوتكم، عن شرفكم، عن قبيلتكم، عن ضميركم الحي.