من أغلق المعبر و فتح الممر؟! من يقتل غزة؟!
يصمت العالم فتبدو المجاعة سلاحا حتى غير محرم ، ويصرخ الفلسطينيون فلا يبدو أن الصوت يصل مسامع الدول وإن وصل لا يبلغ ضمائرهم وإن بلغ لا يزيدها إلا مواتا.
مذابح الطفولة
قال مسؤولون صهاينةُ يوم الثامن من أكتوبر أن من في غزة هم وحوش على هيئة بشر وعليه يقتل العدو الإسرائيلي بكل وسيلة وطريقة وأداة هذه العقلية الصهيونية العنصرية المتجذرة لا ترى في قائمة ضحاياها أهو مدني أو بشر أو بريء بمن فيهم الأطفال ، ويُخطئ من يظن أن الأمريكي يُخالف الإسرائيلي بشيء في هذه النظرة والرؤية وعليه ينفضح الأمريكي هذه المرة كما لم يسبق له أن فعل وهو يؤازر ويشارك ويساند ويدعم الإسرائيلي بكل أنواع الدعم و السلاح.
ذلك الطفل المقتول في مهده جوعاً هو وحش لا بشر في نظرهم وإلا كيف لعقل سوي أن يُقدم على هكذا جريمة، وأولئك الجياع المتجمّعين بالآلاف حول شاحنة مساعدات في شمال غزة هم كذلك وحوش لا بشر يجوعهم العدو ثم يجمعهم ثم يقتلهم دفعةً واحدة !!.
غزة.. لوحدها
لا شيء أقبح من جرم الصهاينة إلا صمت العالم، ولا أفتك من ألم الجوع سوى وجعِ خذلانِ ذوي القربى، ما عاد يا غزة خذلان هذا الذي تلاقيه من أخوة الدم والعقيدة، بل نكران وطغيان وليس تماهياً ولا تواطؤاً بل مشاركةً ومعاضدة وانكشافاً غير مسبوق وإن كان ثمنه الدم لكنه أحد مكاسب طوفان الأقصى وأسس الوعي المتين لمعركة الفتح الموعود والجهادِ المقدس.
وليس هذا الطريق الذي يشقه المتصهينون العرب وسط صحاريهم طريقاً لإمداد العدو عليه من البحر إلى الشام وإنقاذاً له من حصار البحر المفروض ليس إلا بعضًا من عار أمتنا تشقه صاغرة أنظمةٌ عميلة متصهينة أكثر من تصهين اليهود أنفسهم وأشد كفراً ونفاقاً .
هل رأى العُربُ هواناً مثلَه؟!
ثم هل بضع سلات رمتها طائرة عربية وتذهب صناديقُها عباب البحر هل تمحو هذا العار أو تشبع هذه الجوع أو تغفر هذا الذنب؟!
تتبدى الإجابة تساؤلات أخرى : من أغلق المعبر في وجه غزة؟ ومن فتح الممر إلى قلب فلسطين المحتلة؟!.