حمدان: نثمّن ونقدّر عالياً ما يقوم به اليمن من أجل نصرة الشعب الفلسطيني
موقع أنصار الله – متابعات – 10 رمضان 1445هـ
أشاد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان اليوم الأربعاء، بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة اليمنية من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته الباسلة.
وقال حمدان في المؤتمر الصحفي في العاصمة اللبنانية بيروت: “نثمّن ونقدّر عالياً ما يقوم به الإخوة في أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية الشقيقة، والإخوة في حزب الله في لبنان الشقيق، وجهود فصائل المقاومة العراقية في استهداف الكيان الصهيوني من أجل نصرة شعبنا وإسناد مقاومتنا الباسلة، ونثمن سعيهم لمزيد من العمليات التي تخذّل عن شعبنا وتوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضدّهم”.
ووجه رسالة لأهل غزة، جاء فيها: نقول لأهل غزة العظماء وهم يفطرون ويتسحّرون على ما توفّر لديهم من حشائش الأرض، سيذهب ظمؤكم وجوعكم الذي تسبّب فيه هذا الاحتلال، كما سيذهب ظلمه وإجرامه بإذن الله بلا عودة، وستبقى عروقكم تنبض بالعزَّة والكرامة والمقاومة، وسيثبت أجر جهادكم وتضحياتكم وصبركم ورباطكم، ويزهر نصراً مبيناً وتحريراً وعودة، قريباً بإذن الله.
وأضاف حمدان: إنّ حماس تسعى بكل جهد وقوَّة وفعالية لإنهاء هذه الحرب العدوانية على شعبنا، وتكثّف جهودها ومساعيها في كل الاتجاهات من أجل إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية وتضميد جراح أهلنا الصَّابرين المرابطين على أرض غزَّة العزَّة.
ولفت إلى أنّ الحركة تتابع مسار المفاوضات عبر الأخوة الوسطاء في مصر وقطر، وقدّمت تصوّراً شاملاً وفق المبادئ والأسس التي نعتبرها ضرورية للاتفاق، تحقّق أولويات الشعب الفلسطيني والمقاومة في وقف العدوان وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتكثيف إدخال الإغاثة والمساعدات.
وتابع: إنّ الحركة قدَّمت رؤيتها فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى، وأبدت الحركة في ذلك إيجابية ومرونة عالية، حرصاً على تذليل العقبات أمام الاتفاق، ومحاولة لاختصار الزَّمن في سبيل وقف المجازر وحرب الإبادة ضد أبناء شعبنا المدنيين العزَّل.
ولفت إلى أنّ الحركة استجابت لمطالب الوسطاء، وقدمت المرونة التي تفتح الطريق للاتفاق، وأصبحت الكرة في مرمي الاحتلال.. وأنَّ المطلوب منه أمام الوسطاء وأمام العالم وأمام جمهوره وعائلات الأسرى التقاط الفرصة والتوقف عن المراوغة والمماطلة ومحاولة كسب الوقت، وإشاعة الفوضى واستهداف رجال الأمن والشرطة واللجان الشعبية المدنية التي تؤمن وصول المساعدات، والتهديد باجتياح رفح.
وقال حمدان: لقد أكّدنا سابقاً أنَّ الفرصة متاحة من أجل التوصّل لاتفاق من ثلاث مراحل، لكن تعنّت حكومة الاحتلال وغطرسة المجرم نتن ياهو، وهروبه من هذا الاستحقاق، وتصعيد جيشه لحرب الإبادة والمجازر ضد شعبنا، سيكون معول تعطيل وتخريب كل هذه الفرص.
وأضاف: نقل لنا الإخوة الوسطاء مساء أمس الثلاثاء موقف الاحتلال من المقترح الذي سلمته الحركة مساء الخميس 14 مارس، وهو ردّ سلبي بشكل عام، ولا يستجيب لمطالب شعبنا ومقاومته.. بل ويتراجع عن موافقات قدمها سابقاً للوسطاء ونقلت إلينا عبرهم، إمعانا في سياسة المماطلة مما من شأنه أن يعرقل المفاوضات، وربَّما يوصلها الى طريق مسدود.
وتابع: إنَّ الحركة تراقب سلوك العدو، فمع كل جولة مفاوضات يصعد جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ظناً منه أنه بمثل هذه الجرائم قد يحقق مكاسب على طاولة المفاوضات، ونؤكّد مجدداً أنَّ مالم يأخذه الاحتلال في المعركة العسكرية وجريمة الإبادة الجماعية، لن يأخذه بمكائد السياسة وألاعيب المفاوضات.
وشدد على أنّ استمرار الحصار والعدوان الصهيوني على مستشفى الشفاء والمنطقة المحيطة به، عبر استهدافه المتكرّر لمنازل المواطنين في محيط المستشفى، واعتقاله المدنيين والصحفيين، هو محاولة صهيونية للتغطية على إخفاقه في تحقيق أيّ من أهدافه العسكرية التي أعلن عنها، باستثناء استمراره باستهداف المدنيين الآمنين تنفيذاً لمخططه المعلن بتهجير أبناء شعبنا عن أرضهم.
وقال حمدان: لقد اعترف العدو بإعدام أكثر من 50 فلسطينياً داخل المستشفى ومحيطه، واعتقال قرابة المائتين من المواطنين، بينهم صحفيون وإعلاميون، لا سيما طاقم قناة الجزيرة الصحفي، وحطم أدوات البث الفضائي، في جريمة حربٍ بشعة، تحدث أمام العالم أجمع، باستهداف مشفى محمّيٍّ بقوة القانون الدولي.
كما أكد أنَّ مسلسل الإعدامات الميدانية الذي بات ينفذها الاحتلال بشكل مستمر، وعلى نطاق واسع في قطاع غزَّة؛ ويعترف بها جيشه النازي، هو جريمة حرب متكاملة الأركان، تنفذ أمام صمت العالم وتخاذله وتقاعسه عن وقفها.
وقال حمدان: لا بد أن يجيب العالم على سؤال أساسي، ألم يحن الوقت إلى محاسبة هذا الكيان المارق، وقد جعل من انتهاك القوانين والاتفاقيات، وارتكاب الجرائم والفظاعات، سلوكاً طبيعياً، بدعمٍ مطلق وشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية، راعية هذه الانتهاكات والجرائم.
وأضاف: هذا العدو النازي من استمرار انتهاكاته وجرائمه ضد المعتقلين في قطاع غزَّة، ونحمّله مسؤولية حياتهم وسلامتهم، وندعو المؤسسات الحقوقية والإنسانية ومنظمة الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري للضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنهم.
كما شدد على أنّ عملية الاغتيال الجبانة للشهيد اللواء فائق المبحوح، مدير شرطة غزة، جريمة صهيونية جاءت بعد جهود الشهيد والأجهزة الأمنية في إنهاء الفوضى التي سعى الاحتلال لصناعتها وضبط حالة الأمن وتأمين وصول المساعدات الإغاثية إلى محافظتي غزة والشمال، وذلك بهدف منع الوصول الآمن للمساعدات إلى شعبنا.
وأشار إلى أنّ تصعيد العدو في جرائمه المُمنهجة التي تستهدف ضباط وعناصر الشرطة والأجهزة الحكومية الإدارية في القطاع، والرموز الوطنية والوجهاء والشخصيات العشائرية الكريمة، يكشف مجدّداً مخططه الإجرامي في ضرب اللحمة والمواقف الوطنية الرّافضة لعدوانه وجرائمه، ومحاولته اليائسة في نشر الفوضى وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضح حمدان أن ما تسوقه الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شخصياً من تصريحات حول شنّ العدو عدوانه على رفح يشكل في حقيقته غطاء فعلياً لجيش العدو لارتكابه مجازر إبادة جديدة فيها، ممّا يفضح الموقف الأمريكي الذي يعلن صراحة رفضه لوقف العدوان فيما ينافق بالدعوة لتجنّب استهداف المدنيين وارتكاب مجازر مروّعة بحقهم وهو الشريك في الإبادة الجماعية.
وشدد على أنّ المطلوب من الإدارة الأمريكية إن كانت جادة في وقف جريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، أن توقف إرسال السلاح والعتاد لجيش الاحتلال، وتوقف الدعم الاقتصادي والمالي للكيان الصهيوني، وتتوقف عن معاندة العالم بأسره الذي بات لا يرى في الكيان الصهيوني سوى كيان إرهابي مجرم، وتسمح بصدور قرارات دولية توقف العدوان بشكل مباشر.