تسع سنوات من الصمود…القدرات العسكرية اليمنية ترعب الأعداء
موقع أنصار الله – محمد المطري
بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية اليمن العظيم ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم والتصدي لمؤامرات الأعداء يدشن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” العام العاشر من الصمود الأسطوري بوجه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، مقدما النصح لدول العدوان بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى السلام الواضح المتمثل في إنهاء العدوان ورفع الحصار وتبادل الأسرى ودفع التعويضات.”
ويلفت إلى أن الجيش اليمني المجاهد منظم ومرتب، وجمع بين التجربة الفعلية والبناء.. مشددا على أن تطوير القدرات العسكرية كان ولا يزال مسألة مهمة ومطلبا أساسيا لتحقيق الانتصار ودحر العدوان واستعادة ما احتله تحالف العدوان.
مراحل تنامي القدرات العسكرية
في بعد قرابة شهر من العدوان الأمريكي السعودي، أعلن المتحدث الرسمي باسم تحالف العدوان على اليمن حينها “أحمد العسيري” تدمير القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية من الصواريخ البالستية والدفاعات الجوية وذلك بنسبة 90% معلنا نهاية ما يسمى بـ”عاصفة الحزم” وبدء “إعادة الأمل” ، مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية باتت منهارة ولا تشكل أي خطر على تحالف العدوان ومرتزقته في الداخل.
وفي حين عزز إعلان العسيري الحالة النفسية للقادات العسكرية لتحالف العدوان وجعلهم أكثر أطمأننا في النزول الميداني واحتلال العديد من المواقع العسكرية الهامة في مختلف المحافظات.
إلا أن القوات المسلحة اليمنية نفذت عمليات عسكرية كبرى أربكت تحالف العدوان أهمها ، ضربة صافر والتي استهدفت عرضا عسكريا لتحالف العدوان أغلبهم من الجنود الإماراتيين، حيث مثلت الضربة صدمة كبرى ارعبت تحالف العدوان وذلك في الرابع من سبتمبر 2015م، بصاروخ توشكا ، ما أسفر عن مقتل 99 عنصرًا من قوى تحالف العدوان بينهم سعوديين و معظمهم ضباط وجنود إماراتيون لتمثل الصفعة الأولى التي يتلقاها تحالف العدوان.
في الربع الأول من عمر العدوان على اليمن وبالتحديد في الأعوام 2015م – 2016م 2017م حرصت القوات المسلحة اليمنية على تفعيل ما بحوزتها من صواريخ باليستية كانت تملكها وزارة الدفاع وعجز العدو عن استهدافها وجرى استهداف العديد من المواقع الهامة لقوى تحالف العدوان ومرتزقته في الداخل والخارج محققة إصابات في العمق السعودي.
كما شهد الربع الأول من سنوات العدوان على اليمن تطور ملحوظ للتصنيع الحربي في مجال الصواريخ والتي أثبتت نجاحها في ميدان المواجهة مع قوى تحالف العدوان في مختلف الجبهات وفي تلك المرحلة ظهرت أجيال من الصواريخ محلية الصنع كزلزال 1، 2 وصواريخ صمود وثاقب ، بالإضافة إلى الصواريخ البالستية المعدلة محلياً كصواريخ زلزال3 ، وقاهر وأجيال صواريخ بدر الذكية والمتشظية.
وفي الفترة ذاتها حرصت القوات المسلحة اليمنية على بناء ترسانة صاروخية معدلة عن نماذج روسية وكورية كصاروخ بركان وبدر وقاصم هذه الصواريخ شكلت قلقاً كبيراً على تحالف العدوان السعودي الإماراتي وذلك لتفادي الصواريخ منظومات الدفاع الأمريكية وتحقيقها إصابات دقيقة ما دفع النظام السعودي والإماراتي الذهاب إلى واشنطن لجلب منظومات دفاع حديثة تتصدى للصواريخ اليمنية.
وخلال هذه المرحلة لم يقتصر العمل على تطوير وإنتاج الصواريخ البالستية فقط وانما كان هناك تحرك مواز في مجال تطوير الدفاعات الجوية وكذا وحدت الطيران المسير بمختلف أنواعه الرصد والاستطلاع والهجومية أبرزها استهداف مطار أبوظبي في يوليو ومطار دبي في سبتمبر من العام 2018م
ليطوي قائد الثورة ثلاثة أعوام من الصمود الأسطوري بوجه العدوان مطلقا مقولته التاريخية قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة، التي تخترق كل وسائل الحماية الأمريكية وغير الأمريكية، بمنظومة بدر، بمنظومة بركان، بمنظومات أخرى وأخرى، وبطائراتنا المسيّرة التي هي على مدى بعيد، والتي فاعليتها جيدة، وقدرتها العسكرية ممتازة، مؤكدا أن العام الرابع من الصمود بوجه العدوان سيكون بتفعيل غير مسبوق غير مسبوق للمؤسسة العسكرية.
الانتقال إلى مرحلة توازن الردع
في مرحلة الربع الثاني من عمر العدوان على اليمن أي من العام 2019م – 2020م 2021م شهدت القدرات العسكرية اليمنية تنام متصاعد، الأمر الذي قلب موازين المعركة وأثر بشكل كبير جدا على قوى تحالف العدوان السعودي والإماراتي.حيث سمي العام 2019م عام الطيران المسير وخلاله أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحي سريع تحديد 300 هدف حيوي داخل العمق السعودي والإماراتي، مؤكدا أن تنفيذ الأهداف يأتي في حالة أستمر العدوان في ارتكابه للجرائم ضد الشعب اليمني.
ففي 17 أغسطس 2019م أعلنت القوات المسلحة اليمنية قيام وحدت الطيران المسير تنفيذ عملية واسعة مستهدفة حقل الشيبة النفطي السعودي المحادد لأبوظبي لتفرض قواعد اشتباك جديدة ارعبت تحالف العدوان واربكته وجعلته يعي جيدا أن اليمن دخل مرحلة المواجهة الندية مع قوى تحالف العدوان.
وفي حين لم يعي تحالف العدوان الرسالة من تدشين عمليات توازن الردع استمر في عدوانه على اليمن من خلال الغارات الجوية مستهدفا المدنيين، فيما مضت القوات المسلحة في تنفيذ المراحل المتتالية لعملية توازن الردع وصولا إلى المرحلة الثامنة والأخيرة من عمليات توازن الردع حيث نفذت وحدت الجو المسير في فبراير من العام 2021م عملية هجومية كبرى بعدد من الطائرات المسيرة مستهدفة مواقع عسكرية وحيوية في الرياض وجدة ونجران وابها وجيزان .
اليمن قوى عظمى ذات ثقل دولي
ومع انطواء ست سنوات من عمر العدوان أدرك تحالف العدوان مغبة عدوانه على اليمن والتي كلفته خسائر مهولة في الأرواح والعتاد ناهيك عن خسائره الاقتصادية المقدرة بمليارات الدولارات دون تحقيق أي نصر يذكر في حين شهدت القوات المسلحة اليمنية تنام متسارع وتطور منقطع النظير لتصبح اليوم وبعد مرور تسعة أعوام من العدوان على اليمن قوة دولية عظمى لها ثقلها الإقليمي والدولي.
وفيما تشهد اليمن حالة خفض التصعيد تمضي القوات المسلحة بكل شموخ وثبات في تطوير قدراتها القتالية بما يواكب التحديات الراهنة ويحقق طموح وآمال وتطلعات الشعب اليمني.
ومع بدء العدوان الصهيوني الإجرامي الوحشي على غزة في السابع من أكتوبر 2023م، والذي لايزال حتى اللحظة في ضل صمت وتواطئ عالمي مريب تخوض القوات المسلحة معارك شرسة ضد تحالف ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” وذلك دفاعا عن مظلومية غزة.
وتمثل معارك البحر الأحمر والعربي وخليج عدن ومؤخرا ما تم الإعلان عنه من الوصول إلى المحيط الهندي نقلة نوعية للقدرات القتالية للقوات المسلحة اليمنية والتي تؤكد فعاليته وسائل إعلام العدو العبرية بقولها أن اليمن يتملك سلاح استراتيجي كبير ونوعي يصعب التغلب عليه، مؤكدين أن أمريكا وبريطانيا تواجه مخاطر لم سيبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الأولى والثانية.