يومُ القدس العالمي يومُ توحُّـــدٍ إسلامي
موقع أنصار الله || مقالات || محمد الضوراني
القدس قبله كُـلّ الأحرار وكلّ المسلمين، وهي من مقدسات المسلمين في كُـلّ العالم وهي رمز يجمع الأُمَّــة الإسلامية حول قضية محورية وأَسَاسية لديهم وهي القضية الفلسطينية، لذلك يخرج كُـلّ المسلمين بكل فئاتهم ليعلنوّها جلية وواضحة للجميع ودون أدنى تردّد أَو شك أن القدس إسلامية وأن القدس لنا كمسلمين، ولن نترك قدسنا يعبث بها كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، ولن نترك فلسطين وحيدة تواجه التآمر عليها وعلى الإسلام والمسلمين.
وفي آخر جمعة من رمضان، شهر الله وشهر الرحمة والغفران وشهر تزكية النفس، هذه التزكية تتجلى في مواقف واضحة كدليل واضح على أثر الصيام والقيام في خروج الملايين من الشعوب الإسلامية في هذه الجمعة المباركة، في شهر الله المبارك شهر رمضان؛ لنرسل رسائلنا للعدو الصهيوني ومعه أمريكا أن القدس قضيتنا الأولى وأن فلسطين ليست وحيدة، ونحن معها بكل ما نملك، وسوف تقف الشعوب رغم خذلان أنظمتها مع القضية الفلسطينية، ونرفض الخنوع والارتهان لقوى الشر في العالم والممثل بالشيطان الأكبر أمريكا.
إن القدس رمز كلّ الأحرار في العالم، وهو توجّـه يجمع كُـلّ الأحرار والشرفاء؛ فمن يتخلى عن القدس وفلسطين فهو قد تخلى عن دينه وعن إنسانيته وعن الحق وتوجّـه بذلك لصف النفاق والباطل والعبودية لقوى الشر في العالم.
إن خروجنا في هذا اليوم العالمي لإرسال رسائل لكل العالم أن الأُمَّــة الإسلامية لا زالت صاحية رغم خيانة الأنظمة لشعوبها، وأن الأُمَّــة الإسلامية لن تتخلى عن قدسها ومقدساتها وتاريخها الإسلامي، ولن تنسى فلسطين وبالأخص مع استمرار العدوان الصهيوني المجرم على غزة، والذي ارتكب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني.
ما يتطلب من أبناء الأُمَّــة الإسلامية إلا النفير العام والتحَرّك القوي والفاعل والمؤثر على العدوّ الصهيوني، الذي لا يريد شعوباً تحمل الوعي والبصيرة والإيمان، هم يريدون شعوباً لا تحمل ذرة من إيمان ومن مبادئ وأخلاق، يريدون شعوباً تترك مقدساتها وتستغني عنها ولا تتحَرّك بأي موقف، لذلك أن خروجنا هو من كمال الإيمَـان ومن الواجبات الدينية والأخوية والأخلاقية والتي لا يمكن الاستغناء عنها أبداً مهما يكون؛ لنحفظ ولو القليل من ماء الوجه أمام الله -عز وجل- وأمام تضحيات الشعب الفلسطيني المجاهد، لنتحَرّك لنحمي أنفسنا من مخطّط أمريكا و”إسرائيل” لنتحَرّك؛ لأَنَّنا أُمَّـة إسلامية أمرنا الله أن نتحَرّك، ونحن نعي أهميّة تحَرّكنا، خرجنا بالملايين في كُـلّ العالم ونحن متوحدين في القضية والأهداف والمواقف، ونبتعد عن كُـلّ مظاهر العداء التي زرعها العدوّ الصهيوني والأمريكي وعن طريق عملائهم من أنظمة وحكومات لإضعاف الأُمَّــة وتقسيمها وتشتيتها عن عدوها الرئيسي أمريكا و”إسرائيل” وكل من تحالف معهم، يوم القدس العالم يوم توحد إسلامي ضد عدو الإسلام والمسلمين أمريكا و”إسرائيل”.