التحالف الأمريكي يتهاوى.. “هيسن” الألمانية خارج البحر الأحمر
|| صحافة ||
لم تكن البحرية الألمانية تتوقّع أن تكون مشاركة «هيسن» في عمليات البحر الأحمر، الأقصر في تاريخ المهام العسكرية التي شاركت فيها منذ دخولها الخدمة عام 2006. فالفرقاطة المزوّدة بأحدث المنظومات الجوية المضادة للطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار عن بعد، غادرت البحر الأحمر أواخر الأسبوع الماضي اضطرارياً، بعد تعرّضها لأكثر من هجوم من قبل قوات صنعاء: الأول في أواخر شباط الماضي، والأخير في السابع من نيسان الجاري.
وتقول مصادر عسكرية في العاصمة اليمنية، لـ«الأخبار»، إن برلين تخفي عن الرأي العام الألماني دوافع سحب «هيسن»، بعد توقف نشاطها لأكثر من أسبوع. وتسخر من المبرّرات التي تسوقها وزارة الدفاع الألمانية عن أن مهمة الفرقاطة التي تضم 240 بحاراً ألمانياً، انتهت.
وتشير المصادر إلى أن البحرية الألمانية أعلنت عن مهمة طويلة لـ«هيسن» مطلع شباط الماضي، حين أكد رئيس العمليات البحرية الألمانية الأميرال، يان كريستيان كاك، لوكالة الأنباء الألمانية، أن البحرية الألمانية زودت الفرقاطة بأنظمة أسلحة إضافية للبقاء مدة طويلة.وأكد نائب مدير التوجيه المعنوي في صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، في منشور على منصة «إكس»، أن انسحاب «هيسن» جاء نتيجة هجمات يمنية أخرجتها عن الجاهزية. وكان ابن عامر قد تحدّث، قبل أسبوع، عن تعرض سفينة عسكرية لهجوم بطائرة مسيّرة حديثة أثناء محاولتها كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ووسط توقعات بعدم عودة «هيسن» مرة ثانية للمشاركة في عمليات البحر الأحمر في المدى القريب، يؤكد مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن الفرقاطة الألمانية فشلت في تحقيق الهدف المحدّد لنشرها، وخاضت معها القوات اليمنية البحرية حرب استنزاف انتهت بنفاد مخزون الذخيرة الخاص بها، مشيراً إلى أن البوارج الأميركية لديها خطوط إمداد بالذخائر، ويتم تعزيز قدراتها الدفاعية خلافاً للسفن الأوروبية. في المقابل، وفي محاولة لتغطية السبب الحقيقي وراء انسحاب «هيسن»، قالت وزارة الدفاع الألمانية، في بيان، إنها تعتزم إرسال فرقاطة «هامبورغ»، غير أنها حدّدت موعداً بعيداً لإرسالها وهو آب المقبل. ويصف خبراء عسكريون في صنعاء، من جهتهم، الانسحاب الألماني بـ«التكتيكي»، حفاظاً على سمعة البحرية الألمانية، مشيرين إلى أن «أزمة البحرية الألمانية كانت كبيرة في البحر الأحمر وأنها وجدت نفسها أمام مواجهة عسكرية لم تكن في الحسبان».
وانسحاب الفرقاطة الألمانية يُعدّ الرابع أوروبياً بعد إعلان كل من الدنمارك وفرنسا وبلجيكا سحب قطعها البحرية العسكرية من البحر الأحمر، إثر تعرّضها لهجمات يمنية. وخرجت «هيسن» عن مهمتها منذ وصولها إلى البحر الأحمر بمشاركتها البحرية الأميركية معظم العمليات، علماً أن البرلمان الألماني (البوندستاغ) كان قد وافق على مشاركتها في حماية السفن الأوروبية في إطار مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس»، وليس في تحالف «حارس الازدهار» الأميركي القيادة. وفي السياق، تقول مصادر مقرّبة من «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، إن مهمة «أسبيدس» طلبت وساطة من سلطنة عمان لفتح خطوط اتصالات مع صنعاء لضمان عدم حصول أيّ صدام مسلّح بين سفنها وبين القوات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي محاولة لاحتواء انهيار المهمة الأوروبية، أعلنت القيادة المركزية الأميركية ضم فنلندا رسمياً إلى القوات المشتركة التي يقودها الأسطول الخامس من البحرين. ورأى قائد البحرية الأميركية، نائب الأدميرال جورج ويكوف، أن هذا الانضمام تعزيز لتحالف «حارس الازدهار».
لكن الخبير العسكري، العميد عزيز راشد، يرى، في تصريح إلى «الأخبار»، أن الانسحاب الألماني يؤكد انهيار مهمة «أسبيدس»، مستبعداً تماسكها مرة أخرى، ومشيراً إلى أن الدول الأوروبية سبق لها أن أبلغت صنعاء عدم نيتها المشاركة في أي عمليات عسكرية إلى جانب البحرية الأميركية، إلا أن بعض الدول المشاركة في «أسبيدس» خرجت عن الاتفاق وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من «حارس الازدهار».
الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد