مُخْملُهم أخطرُ من نارهم

موقع أنصار الله ||مقالات|| عبدالكريم الوشلي

عرش الشيطان في واشنطن يرتجف على وقع الانتفاض المدني الحر المناهض للإجرام الإبادي والإفراط في سفك الدم الإنساني البريء في غزة بيد المصاص الصهيوني ورعاية كبراء الإجرام الدولي سدنة ذلك العرش الأسود في البيت الأبيض وعواصم الغرب السلطوي الفاجر..
من بين المؤشرات المهمة للثورة الطلابية المدنية السلمية التي تتصاعد في أمريكا والغرب في وجه الطغيان الدموي الصهيوني المشبوب السعار في غزة والتواطؤِ السلطوي الغربي السافر معه.. ما يحمل، إلى جانب الفضح المدوي لزيف
وكذب شعارات الغرب ودعاواه المضللة المختلفة، مضامين ثقافية مهمة تفيدنا بانقلاب السحر على الساحر الغربي الذي كانت الثقافة ميدانا أساسيا من ميادين زحوفه العدوانية التدميرية علينا..
ففي التعددية الواسعة لملاعب أولئك الأعداء التي يصوبون فيها على كل ما يتصل بوجودنا كأمة.. تبرز الثقافة واحدا رئيسيا من تلك الملاعب والساحات، التي لا يتوقف العدو عن ارتيادها في هجمته الشيطانية الحاقدة المستمرة علينا، وتوظيفِ كل ما بحوزته من إمكانات ووسائل وأدوات في الفتك بنا والسطو على كل ما هو حق إنساني طبيعي ومشروع لنا..
فكما استطاع هؤلاء الأعداء.. زرع طفيلياتهم السياسية في جسدنا العربي والإسلامي، وتمكنوا عبر هذه الأدوات المسمومة المصطنعة، من إثخاننا بالجراح الغائرة وإغراقنا في مآس لا حدود لها.. اتجهوا، بالمثل، نحو تخليق دمى وفيروسات ومطايا وأحصنة طروادة ثقافية.. مهمتها إطلاق النار والتصويب-بأسلحة الفن والفكر والثقافة الناعمة-على هويتنا وركائز وجودنا الروحية والثقافية..
والمفاعيلُ الخطيرة لهذه الهجمة الحريرية الفتاكة لا تخفى على كل متأمل حصيف.. فما جرى طيلة الفترات الماضية وحتى اليوم، وسيجري غدا بكل تأكيد، من توظيف للأدوات الثقافية المختلفة كالدراما والسينما والصحافة والمسرح وفنون الصورة ، وما استجد من وسائل وآليات وتقنيات وأدوات وصولا إلى الفضاء الكوني المفتوح الذي نعيشه اليوم .. كل ذلك حرص العدو على الزج به في قلب ذخيرته المعتمدة في هجمته المخملية الشرسة والبالغة الخطورة؛ وهذا ما فعله بواسطة وكلائه ومتعهدي حفلاته العدوانية بشقيها: الحريري الناعم هذا، والآخر الخشن والخائض في دماء وأجساد الضحايا كحال ما يجري لأهل غزة اليوم ..
وهنا يحيلنا اللاحظ السياقي إلى ما شهدناه ونشهده من أدوار توظيفية سيئة لعبها الفن المدجن من قبل بعض أنظمة الخليج المتصهينة ومشيخاته المجهرية وتلك الأخرى الدائرة في الفلك الشيطاني الخياني ذاته.. في تسويق فضائح الإنبطاح والترويج لمشاريع العدو المتربص القديمة الجديدة، وأبرزها فاحشة التطبيع مع العدو الصهيوني وتطويعِ الوجدان العربي الإسلامي لتقبل مفاعيل ومخرجات هذه الجريمة المتعددة الأبعاد والمخاطر.. كل ذلك ليس سوى طور جديد من أطوار هذه الهجمة الشيطانية التآمرية الشرسة بشقيها السياسي والثقافي اللذَين يتساوقان مع رديف عدواني عسكري لا يقل حماوة وخبثا وشراسة، والحالُ كذلك اقتصاديا.. وهذا عين ما نتعرض له في غزة وفلسطين وكانت له ومازالت جولات في اليمن وفي سوريا وليبيا والعراق وغيرها والسيلُ في المجرى.. ما يستدعي انتباهه حضارية منا، تفطن إلى عناصر قوتنا الكامنة، وما أكثرها! لتفعيلها والإفادة منها في المواجهة المصيرية المفروضة علينا، مؤمِّنين -بذلك- ضامنةً يعوَّل عليها من ضمانات كسب المواجهة ورسم حدود نتائجها ومآلاتها النهائية لصالحنا بحول الله تعالى.

 

قد يعجبك ايضا