اليمن.. تصعيديةٌ رابعة وماذا بعد؟

موقع أنصار الله ||مقالات|| محمد يحيى السياني

التحَرُّكُ اليمني الفاعلُ في سياق معركة (طوفان الأقصى)، الذي أسفر عن مراحلَ عسكريةٍ تصعيدية بدأت في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن، ثم امتددت إلى المحيط الهندي، وُصُـولاً مع المرحلة الرابعة للتصعيد إلى البحر الأبيض المتوسط، إنجاز يمني لافت جعل من شعوب المنطقة والعالم تشخصُ بأنظارها باهتمام وإعجابٍ وترقُّبٍ وتتبُّعٍ نحو اليمن وجبهته المؤثِّرة في إسناد ونصرةِ غزة.

ويرى اليمنيون قيادة وشعباً وجيشاً بأن ما قاموا به منذ أكثر من 6 أشهر من تحَرّكات عسكرية وسياسية وشعبيّة، ما هو إلَّا معركة أولية الغرض منها خنق العدوّ الإسرائيلي اقتصاديًّا، حتى يوقف هجماته وحرب إبادته البشعة، على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

اليمن في هذه المرحلة المتقدمة من تصعيده العسكري على العدوّ الإسرائيلي وشريكه الأمريكي والبريطاني، يمتلك الكثير من الأوراق الضاغطة والاستراتيجيات المدروسة، وتتكشَّفُ يوماً بعد آخر لتضعَ الأعداءَ أمام حقيقة مرعبة لهم مفادها أن فشلهم العسكري المتراكم يقابل بنجاحات وإنجازات مبهرة للقوات المسلحة اليمنية ولكل المحاور الأُخرى في محور المقاومة، فماذا بعد وإلى أين يتجه مسار المعركة مع قادم الأيّام المجهولة التي تحمل معها قادماً ينذر بحرب مفتوحة لا حدود لها، تنبؤاتها تقول بأن اليمن لن يتوقف في المراحل التصعيدية القادمة، عند الحصار البحري فقط، فالخيارات واسعة والمفاجآت القادمة من اليمن مبهرة ولا تتوقف، وتعبيرها معلن على لسان السيد القائد/ عبدالملك الحوثي «يحفظه الله» في أكثر من خطاب في سياق هذه المعركة، كما أن البيانات المتتالية لعمليات القوات المسلحة اليمنية على لسان ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع، تشير إلى هكذا استراتيجية جديدة للحرب المفتوحة التي قد لا تكون ضد العدوّ الإسرائيلي وحدَه، بل إن مؤشراتها تتجه بقوة نحو أمريكا ومصالحها في المنطقة في حال استمرار تعنت ثلاثي الشر في المضي في عدوانه ومجازره البشعة في غزة، وقد تمتد مراحلُ التصعيد اليمني مع محور المقاومة إلى أكثرَ من ذلك بكثير؛ فالتصعيد اليمني بات يُنظَرُ إليه بأنه قوةٌ مهمة وبارزة في محور المقاومة وباتت القدراتُ اليمنية المتنامية تشكِّلُ مصدرَ قلقٍ وأرقٍ للأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.

ما بعد المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني يربكُ التخميناتِ وسيفرضُ معادلاتٍ جديدةً تضافُ إلى سابقاتها، لكنه قطعاً سيكون بقوة الله ومعونته مختلفاً ومفاجئاً ولربما حاسماً على كُـلّ المستويات في هذه المعركة المقدَّسة.

قد يعجبك ايضا