اليمنُ ومضائقُ تيران
موقع أنصار الله ||مقالات|| عبدالمنان السنبلي
جميعُنا يسمعُ عن نكسة 67 أَو نكسة حزيران..
يومَها، وكما تعلمون، شنَّ الكيانُ الصهيوني حرباً استباقيةً على كُـلٍّ من مصر وسوريا والأردن وفلسطين، أَدَّت إلى احتلال مساحاتٍ شاسعة وواسعة من الأراضي العربية.
فهل تعلمون ما هو السببُ الحقيقي أَو الشرارة التي أَدَّت إلى هذه الحرب وأفضت إلى هذه النكسة..؟
السبب: قيام مصر بإغلاق مضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية أَو الصهيونية..
ماذا يعني ذلك..؟!
يعني ببساطة: منع سفن الكيان الآتية من البحر الأحمر وقناة السويس من الوصول إلى ميناء أم الرشراش (إيلات)..
ركّزوا: سفن الكيان فقط وليس جميع السفن أَو الناقلات البحرية..
وهذا، بالطبع، ما مثل، بالنسبة للكيان الصهيوني والأمريكان، في حينه إعلان حرب..
طيب..
أليس اليمن اليوم، ومنذ نوفمبر الماضي، قد أغلق مضائقَ تيران وشل حركة ميناء أم الرشراش نهائيًّا، ليس أمام سفن الكيان فحسب، وإنما أمام جميع السفن المتجهة إليه..؟!
بل ويتجه أَيْـضاً إلى إغلاق وشل حركة موانئ صهيونية أُخرى من جهة البحر الأبيض المتوسط..؟!
فلماذا، برأيكم، لم يتجرأ هذا الكيان الصهيوني المجرم بعد على اتِّخاذ أي إجراء عسكري من جانبه بحق اليمن..؟!
تعرفون لماذا..؟
لأنه يعرف أن اليوم ليس كالبارحة..
لأنه يدرك أن المصريين حينما أغلقوا مضائق تيران، أغلقوها وذهبوا يخلدون للنوم في العسل..!
فلم يصحوا من سباتهم، إلا وقد أجهز هذا الكيان الصهيوني على كُـلّ شيء..!
وهذا بالفعل ما حصل، وأدى إلى النكسة..!
أما اليمنيون، فقد علم أنهم حينما أغلقوها، لم يغلقوها، إلا على وقع ضربات متتالية ومُستمرّة ومصحوبة بنشاطٍ عسكريٍ وشعبيٍ تعبوي متصاعد ومُستمرّ ويقظ..
وهو، وكما تعلمون، أجبن من أن يواجه..
وهذا بالطبع ما دعاه إلى الاستنجاد بالأمريكي والبريطاني لعلهم يدرؤون عنه، لعلهم يتجرعون الكأس عنه..
فهل أغنى عنه الأمريكان والبريطانيون من أبطال وأسود اليمن شيئاً..؟!
الإجَابَة، في اعتقادي، عند مضائق تيران.