الجرائمُ الإسرائيلية.. وقراراتُ المحاكم الدولية
موقع أنصار الله ||مقالات|| محمد صالح حاتم
يواصلُ جيشُ الاحتلال الإسرائيلي ارتكابَ المجازر والجرائم بحق أبناء غزة وبشكل يومي، والتي كان آخرها مجزرة مخيم اللاجئين في رفح والتي راح ضحيتها أكثر من 45 شهيداً وعشرات الجرحى.
هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبقها مئات المجازر المروعة، منذ بداية (طوفان الأقصى)، قبل ثمانية أشهر، حَيثُ ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم دموية بحق أبناء غزة، وسقط على إثرها أكثر من 36 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف جريح، ودمّـرت آلاف المساكن فنزح وشرد مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، كذلك يحدث أمام مرأى ومسمع من العالم، بل بدعم وتأييد ومشاركة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.
وأمام هذه المجازر تحَرّكت جنوب إفريقيا وقدمت دعوى ضد “إسرائيل” بارتكابها مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية، وعلى إثرها أصدرت محكمة الجنايات الدولية قراراً تم بموجبه منح “إسرائيل” مهلة لمدة شهر لاتِّخاذ تدابير بمنع استهداف المدنيين؛ بمعنى أن القرار لم يلزم “إسرائيل” بوقف الحرب والعدوان على غزةَ، ورغم طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار قرار بالقبض على نتنياهو ووزير حربه غالانت بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، بالإضافة إلى القبض على ثلاثة من قادة حماس، وهذا الأمر يدعو للاستغراب؛ لأَنَّه يساوي بين الضحية والجلاد.
الجرائم والإبادة الجماعية ترتكب رغم قرارات الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، والتي لم تكن رادعة أَو مانعة لارتكاب مزيد من الجرائم، لماذا؟
لأن تلك القرارات لم تقضِ بوقف العدوان على غزة، وكلّ المدن الفلسطينية، ولم تتبنَّ هذه القرارات أمريكا والدول العظمى، فلو كانت صدرت قرارات وتبنتها أمريكا لنفذت، وأن تماديَ الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر والجرائم؛ بسَببِ موقف أمريكا الداعم والمساند لها، وكذلك الموقف العربي الرسمي المتخاذل، تجاه القضية الفلسطينية.
لن نكونَ متشائمين كَثيراً، بل ما يدعونا للتفاؤل أن هذه هي المرة الأولى منذ العام 1948م يتم فيها توجيهُ تهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد “إسرائيل”، وكذلك أنها المرة الأولى التي يتم التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، وهذا ما نراه جليًّا في الجامعات الأمريكية والأُورُوبية والمسيرات الشعبيّة المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء غزة، بالإضافة إلى ما أعلنت عنه دول أُورُوبية القيام بالاعتراف بدولة فلسطين، ومنها إسبانيا والنرويج وإيرلندا.