الحية: نتنياهو لا يريد وقف العدوان وحماس مستعدة لاتفاق حقيقي

موقع أنصار الله – متابعات – 19 ذو الحجة 1445هـ

أكَّد نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزّة الدكتور خليل الحية، أنَّ حكومة كيان العدو الصهيوني بقيادة نتنياهو لا ترغب في الوصول إلى وقف إطلاق النار ولا تريد تبادل أسرى حقيقيًا، لافتًا إلى أنه في حال شن الاحتلال حربًا واسعة على لبنان سيدخله في أتون حرب ونار مستعرة سيتلظى بها، مؤكدًا أن الجبهة اللبنانية إذا ما انفتحت الحرب فيها، ستفتح جبهات أخرى، مشيرًا إلى أن دخول “إسرائيل” إلى ساحة جديدة غير غزّة سيشكّل تحديًا كبيرًا لها، فهل تستطيع مواجهة كلّ هذه التحديات؟.

وفي مقابلة مع قناة الجزيرة: قال نائب رئيس حركة حماس لطالما قلنا منذ شهور، وقلنا للوسطاء وقلنا للجميع إننا جاهزون إذا ما كان بين أيدينا نص واضح وعرض واضح لوقف إطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزّة، وأن نذهب لتبادل صفقة حقيقية، وأوضح أن نتنياهو يقول للجميع بكلّ وضوح: أنا لا أريد وقف الحرب، أريد أن أقوم بعمل جزئي، هدنة مؤقتة لاسترداد مجموعة من الأسرى “”الإسرائيليين”” بيد المقاومة ثمّ أستأنف الحرب، مشددًا على أن هذا هو الموقف الحقيقي لنتنياهو.

وشدَّد الحية على أنَّ الحركة مستعدة وجادة للدخول في مفاوضات حقيقية إذا ما التزم العدو بمبادئ الرئيس بايدن وما يحققه لإرادة الشعب، وهو وقف العدوان والانسحاب الشامل الكامل من قطاع غزّة، والذهاب لصفقة جادة، مشددًا على أن نتنياهو لن يستطيع أن يسترد الأسرى من دون صفقة مع المقاومة الفلسطينية التي تمثلها حماس.

وأوضح الحية أنَّ نتنياهو يعلن صراحة أفكارًا وشعارات لاستمرار الحرب والعدوان، وهذا في ذمة الوسطاء، وفي مقدمتهم أميركا التي هي شريكة في هذه الحرب، مؤكدًا أن الحركة ما زالت مستعدة للوصول إلى اتفاق حقيقي يوقف هذا العدوان الغاشم ونذهب لصفقة تبادل حقيقية.

وأعرب الحية عن أمله في أن ينجح الوسطاء، من الإخوة القطريين والمصريين، بالتعاون مع الإدارة الأميركية، في إلزام العدو الصهيوني بالوصول إلى هذه الصفقة وإنهاء الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني.

ولفت الحية إلى أنَّ هناك مبادئ واضحة والعدو يحاول التهرب منها، وأضاف أن المبدأ الأول هو وقف الحرب ووقف إطلاق النار الدائم والشامل والانسحاب الشامل، المبدأ الثاني هو عودة النازحين، والثالث هو الإغاثة وإعادة الإعمار، والمبدأ الرابع والأهم هو تبادل أسرى حقيقي، مبينًا أن محور الاختلاف اليوم يكمن في إصرار الحكومة “الإسرائيلية” حتّى الآن على رفض مبدأ وقف إطلاق النار.

وأوضح الحية أنَّ المقترح “الإسرائيلي” يقضي بتنفيذ المرحلة الأولى فقط، مما يفقد ترابط المراحل وتلاحمها وتلازمها مع بعضها بعضًا، وأضاف: إذا ما توفرت إرادة لدى العدو الصهيوني وكان جادًا في وقف العدوان، أعتقد أننا يمكن أن نبرم اتفاقًا مباشرة.

 

المقاومة قادرة على استنزاف العدو

هذا، وشدد نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزّة على أنَّ المقاومة الفلسطينية مستمرة في استنزاف كيان العدو الصهيوني، مؤكدًا أنَّ الميدان هو من يصدق أو يكذب ادعاءات الاحتلال بالانتصار، مشددًا على أن المقاومة ستستمر في الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

كما اتّهم الحية نتنياهو بمحاولة إشعال الجبهات في كلّ الأماكن ليبقى في سدة الحكم، مؤكدًا أن من واجب المجتمع الدولي والقوى الكبرى إلزام العدو الصهيوني بوقف إطلاق النار الدائم.

 

اتساع الحرب سيشعل كلّ المنطقة

وأشار الحية إلى أن الكيان الصهيوني فشل فشلًا ذريعًا في حربه في غزّة حتّى الآن، وقال: “الشهر التاسع يكاد ينقضي، والعدو لن يكون قادرًا على تحويل دفة الحرب إلى الشمال قبل أن ينتهي من جبهة الجنوب”.

وحذَّر الحية من أنَّ شن الاحتلال حربًا واسعة على لبنان سيدخله في أتون حرب ونار مستعرة سيتلظى بها العدو الصهيوني ومكوناته، مؤكدًا أن الجبهة اللبنانية إذا ما انفتحت الحرب فيها، ستفتح جبهات أخرى وستشعل حربًا مستعرة على الاحتلال، وتابع: “ستكون “إسرائيل”، الكيان الغاصب، أمام تحدي الانهيار والإزالة إلى الأبد، إن شاء الله تعالى”.

وتساءل عن قدرة دولة الاحتلال التي تعاني من أزمات عديدة، على فتح جبهة متكاملة وكبيرة، وقال: “هل “إسرائيل”، التي تعاني من اقتصاد متدهور، وعزلة سياسية دولية، وخلافات داخلية، وأزمات وجيش منهار، قادرة على أن تفتح جبهة متكاملة وكبيرة؟ أعتقد أن هذا برسم الواقع، ربما يكون ذلك حلمًا عند نتنياهو، وإذا ما أراد أن يحققه، فعليه أن يدخل في أتون حرب كبرى ربما تشمل المنطقة، وربما، إن شاء الله، تكون قضاءً على الاحتلال وطموحه”.

وأكد نائب رئيس حركة حماس أن الاحتلال إذا وجه نيرانه إلى الشمال، فإن الجبهة الشمالية متشابكة مع الحدود مع الأردن وسورية والعراق، مشيرًا إلى أن دخول “إسرائيل” إلى ساحة جديدة غير غزّة سيشكّل تحديًا كبيرًا لها، قائلًا: إذا دخلت “إسرائيل” إلى ساحة أخرى غير ساحة غزّة البعيدة عن كلّ العالم، ستدخل هناك إلى الشمال برًا وبحرًا وجوًا، فهل تستطيع “إسرائيل” مواجهة كلّ هذه التحديات؟”.

وأضاف الحية: إن المنطقة على فوهة بركان، ومصالحها ستكون على صفيح ساخن إذا اتسع نطاق العدوان الإسرائيلي.

وأعرب الحية عن ثقته في الشرفاء والأحرار في العالم من العرب والمسلمين والدوليين، داعيًا النخب السياسية والشعوب للضغط على الاحتلال، مبديًا أمله في أن يتحول النظام العربي الرسمي إلى فعل حقيقي يلزم الاحتلال بوقف العدوان، مؤكدًا ضرورة التضامن العربي المشترك وعودة القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة.

وعلى صعيد الخلافات الصهيونية، أشار الحية إلى أن الخلافات المحتدمة داخل المجتمع الصهيوني تتصاعد يومًا بعد يوم، وأوضح أن هذه ليست مجرد خلافات على قانون، بل تتجذر فيها الخلافات السياسية وفقدان الثقة بالدولة والمنظومة الحاكمة، ولفت إلى أن الهوية الصهيونية التي جمعت المجتمع الصهيوني على الحماية الشخصية بدأت تتبدّد، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتحدث عن أكثر من نصف مليون “إسرائيلي” غادروا فلسطين المحتلة منذ السابع من أكتوبر وحتّى الآن.

 

“جيش” العدو الصهيوني فقد الثقة والكيان يتآكل من الداخل

وشدد نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزّة، على أن “جيش” العدو الصهيوني فقد الثقة بنفسه بشكل كبير، وأوضح أنه إذا ما تشكلت لجنة لمحاسبة الذين أخفقوا في تقدير الموقف عقب السابع من أكتوبر، فإن ذلك يعني دخول الكيان الصهيوني في حالة من عدم الثقة والارتباك الداخلي التي لن يوقفها إلا وقف العدوان أو الذهاب إلى خيارات بعيدة، وأشار إلى أن الكيان ليس مرشحًا للبقاء كما كان.

وأكد الحية أن الكيان الصهيوني داخليًا مفكك، واقتصاده غير قادر على تلبية الحاجات، ويعاني من العزلة الدولية أمام هذه التحديات الكبيرة وعدم قدرته على تحقيق أهدافه.

وأضاف الحية أن الحكومة الصهيونية الفاشية، منذ مجيئها، تعتبر ضم الضفّة الغربية واستيطان ما تبقى من أراضي الضفّة هدفها المباشر، وأوضح أن الجيش “الإسرائيلي” تخلّى عن أكثر من 60% من مسؤوليته على الضفّة الغربية وتركها لقطعان المستوطنين ولجهة وزير المالية الصهيوني سموتريتش.

وأشار الحية إلى أن الاستيطان يبتلع الضفّة الغربية رويدًا رويدًا، مضيفًا أن التحدّي أمام الفلسطينيين هو الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة غول الاستيطان وضم الضفّة الغربية.

وختم نائب رئيس حركة حماس في غزّة: “لا يكون ذلك إلا بمواجهة هذه المشاريع الصهيونية بالمقاومة الشاملة التي لا تستثني شيئًا من أساليب مواجهة هذا العدوان، وشعبنا عوَّدنا على أنه قادر على الصمود والوقوف في كلّ التحديات التي تواجه قضاياه المصيرية”.

قد يعجبك ايضا