اليمن يصعق الأعداء بأول صاروخ “فرط صوتي”: صنعاء تواصل كسر المألوف لنصرة غزة
|| صحافة ||
في مفاجأةٍ استراتيجيةٍ من العيار الثقيل، كشفت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ، الأربعاء، عن أولِ صاروخٍ بالستي فرط صوتي محلي الصنع؛ لتقتحمَ به سباق التسلح الأكثر تطوُّرًا والذي لا يضم سوى مجموعة محدودة جِـدًّا من الدول على مستوى العالم؛ الأمر الذي يمثل صدمة جديدة كبرى لمعسكر العدوّ الذي يقف منذ ثمانية أشهر حائرًا وعاجزاً وقلِقًا أمام جبهة الإسناد اليمنية وما تمثله من انقلاب تأريخي في موازين الصراع حاضرًا ومستقبلًا.
الصاروخ الذي كشفت عنه القوات المسلحة، يحمل اسم “حاطم-2” وبحسب الإعلام الحربي فهو يعملُ بالوقود الصُّلب، ويمتلك نظامَ تحكم ذكيًّا، وقدرة كبيرة على المناورة، وبسرعة فرط صوتية (يطلق هذا المصطلح على الصواريخ التي تتجاوز سرعتها سرعةَ الصوت بأكثر من 5 أضعاف).
وأكّـدت القوات المسلحة أنها تمتلك عدة أجيال منه بمديات مختلفة بما في ذلك المدى البعيد، وكلها مصنوعة محليًّا.
وقد جاء الكشف عن هذا الصاروخ ضمنَ تفاصيلَ عملية نوعية أعلنت القوات المسلحة عن تنفيذها مساء الثلاثاء، ضد سفينة (إم إس سي سارة) الإسرائيلية في البحر العربي، وهي عملية أثارت قلقًا أمريكيًّا عبرت عنه وكالة “أسوشيتد برس” يومها، حَيثُ قالت: إن هذه العملية وصلت إلى مسافة تكون هي الأبعد على مستوى كُـلّ العمليات السابقة، حَيثُ وصل إلى منطقة بعيدة شرقي جزيرة سقطرى، مشيرة إلى أن هذا يعكس تصعيدًا متزايدًا.
وبحسب فابيان هينز، خبير الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فَــإنَّ إطلاق هذا الصاروخ على هدف بحري يمثل تطورًا “ملفتًا”.
ويأتي الكشف عن هذا الصاروخ تجسيدًا لوعود كان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد أطلقها خلال الأشهر الماضية وأوضح فيها أن تطور القدرات اليمنية قد وصل إلى مستويات تنافِسُ دولًا محدودةً في هذا العالم؛ وهو ما يؤكّـدُه هذا الصاروخ، حَيثُ ينحصر امتلاك تقنية الصواريخ فرط الصوتية على حوالي 5 دول في العالم فقط.
وقد أكّـد قائد الثورة في خطابه الأخير أن الصاروخ الجديد “مهم بالاسم وبالفعل وبكل ما تعنيه الكلمة” مؤكّـداً أن دخوله في خط العمليات “ستكون له تأثيرات كبيرة”.
وقد أظهرت مشاهد انطلاق الصاروخ التي وزعها الإعلام الحربي، الخميس، السرعة العالية التي ينطلق ويحلق بها.
ومن المعروف أن هذا النوع من الصواريخ يستطيع تجاوز كُـلّ أنواع الدفاعات الجوية، وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية فَــإنَّ “الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات أعلى من 5 ماخ، تشكل تحديات حاسمة لأنظمة الدفاع الصاروخي؛ بسَببِ سرعتها وقدرتها على المناورة” مشيرة إلى أن “الخطر الناجم عن صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت يتمثل أَيْـضاً في مدى قدرته على المناورة، حَيثُ تطير الصواريخ الباليستية على مسار يمكن من خلاله للأنظمة المضادة للصواريخ مثل باتريوت الأمريكية الصنع توقع مسارها واعتراضها، ولكن كلما كان مسار طيران الصاروخ غير منتظم، مثل الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مع القدرة على تغيير الاتّجاهات، كلما أصبح اعتراضه أكثر صعوبة”.
ووفقًا لذلك فَــإنَّ هذا الصاروخ يفتح العديد من الآفاق الاستراتيجية للتصعيد ضد العدوّ الصهيوني ورعاته، سواء على مستوى العمليات البحرية أَو على مستوى الضربات إلى الأراضي المحتلّة، حَيثُ يستطيع هذا الصاروخ نقل عمليات الاستهداف للسفن والبوارج المعادية، وحاملات الطائرات الأمريكية، إلى مستويات تدميرية كبيرة وغير مسبوقة، سيكرِّسُ التحولَ الاستراتيجي الكبير في موازين القوى والنفوذ في الممرات المائية في المنطقة، كما أنه يستطيع فتحَ مرحلة ضربات مباشرة على الأراضي الفلسطينية المحتلّة من شأنها أن تحدث زلزالًا كَبيراً في جبهة العدوّ الصهيوني.
ويبرهن الكشفُ عن هذا الصاروخ، إلى جانب الكشف عن صاروخ “فلسطين” وزوارق “طوفان” المدمّـرة، الارتدادَ العكسي الصادم للمساعي الأمريكي والبريطانية لردع الجبهة اليمنية المساندة لغزة، حَيثُ أسهم العدوان على اليمن ومحاولات عسكرة البحر الأحمر في تطوير القدرات اليمنية بشكل استراتيجي بدلًا عن الحد منها وإضعافها؛ وهو ما كان قد أكّـده قائد الثورة في أكثرَ من مناسبة سابقة.
صحيفة المسيرة