العمليات العسكرية اليمنية العراقية المشتركة… تضييق الخناق على الصهاينة ونزيف مستمر لاقتصادها
موقع أنصار الله الرسمي- محمد المطري
تواصل جبهات الأسناد لغزة عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي وبشكل متصاعد ما أدى إلى تراكم الخسائر المادية على الكيان الصهيوني وركود اقتصاده ناهيك عن موجة النزوح المتواصلة للإسرائيليين في البلدات والمستوطنات الحدودية مع لبنان.
وتشكل العمليات العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية وفصائل المقاومة العراقية مسارا مهما واستراتيجياً ومؤثر على الكيان الصهيوني وحفائه.
في السادس من يونيو الجاري كشف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله عن تدشين القوات المسلحة اليمنية العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق وذلك بتنفيذ عملية مهمة باتجاه ميناء حيفا على البحر الأبيض المتوسط.
وأكد أن العمليات المشتركة ستقدم نموذجاً للتعاون بين أبناء الإسلام وعملياتهم المشتركة في إطار الجهاد في سبيل الله.
وأشار إلى أن العمليات المشتركة مع المقاومة العراقية سيكون لها تأثيرها الكبير على الأعداء في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني.
ويرى محللون عسكريون أن العمليات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية وفصائل المقاومة العراقية تحمل رسالة قوية إلى العدو الأميركي والإسرائيلي.
ويؤكدوا أن تنسيق العمليات بين قوى المقاومة سيفرض معادلات عسكرية جديدة ضد العدو الصهيوني وحلفائه، مشيرا إلى أن تصاعد العمليات العسكرية ضد الاحتلال يؤدي إلى ارباك العدو الصهيوني وتشتيته وتكبيده خسائر فادحة في مختلف الأصعدة.
ويلفت الخبراء العسكريون إلى أن تنفيذ العلميات العسكرية المشتركة ضد الكيان الصهيوني الغاصب ونجاح العمليات يعيد المكانة للدول العربية الإسلامية التي تعرضت للنكسة في العام 1967م، مؤكدين أن هذه العمليات ستجبر العدو الصهيوني على مراجعة حساباته تجاه العرب وأن زمن الهزائم والخسائر قد ولى دون رجعة.
ويصف الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان العمليات مشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق بنقطة تحوّل في مسار التصعيد ضمن إطار المرحلة الرابعة.
دلالات العمليات المشتركة
ويؤكد شمسان أن تنفيذ العمليات العسكرية المشتركة لها أبعاد ودلالات كبرى على مسار الصراع، باعتبار أن توحد الجبهتين واشتراكهما في عمليات مشتركة له الكثير من التأثيرات على الكيان الصهيوني.
ويشدد على أنه كلما تصاعدت وتيرة العمليات المشتركة زاد حجم الضغط وتطويق الكيان الصهيوني ووضعه ضمن إستراتيجية الكمّاشة”.
ويقول شمسان “إذا أخذنا بالاعتبار الصعوبات التي تواجهها القوات اليمنية في مسألة اعتراض الصواريخ، نظرًا للأدوات التي يستخدمها الأميركي والبريطاني في خدمة الصهيوني، فإنّ اشتراك القوات اليمنية مع المقاومة العراقية سيُذلّل الكثير من الصعوبات وسيُساهم في تصعيد العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني وتزخيم المرحلة الرابعة من التصعيد وتكثيفها ناريا وتحقيق أكبر درجة من الضغط، وهذا سيأخذ مسارًا تصاعديًا على مستوى تنفيذ العمليات وحساسية الأهداف المنتشرة في المنطقة”.
العمل المشترك يقلق الصهاينة
من جهته يقول الكاتب العراقي احمد عبد السادة ” العمليات العسكرية المشتركة بين المقاومة العراقية والقوات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في ميناء حيفا والبحر المتوسط، جعلت العراق حليفاً استراتيجياً لليمن”.
ويضيف ” وشريكاً في المجد البحري الذي نسجه وصنعه اليمنيون منذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى وحتى اليوم”.
ويزيد “هذا التنسيق العسكري العظيم والمهم وغير المسبوق بين أبطال العراق وأبطال اليمن كتب تاريخاً مجيداً وجديداً للمنطقة”.
ويؤكد ان تنفيذ العمليات المشتركة بين اليمن والعراق سيسهم في إخراج كل موانئ الكيان الإسرائيلي عن الخدمة وتحويل كل السفن الإسرائيلية إلى هياكل مهجورة، وكذا إحالة كل الحركة البحرية الإسرائيلية للتقاعد.
من جهته يرى الناشط الإعلامي علي الدرواني أن نجاح العمليات العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية ضد الكيان الصهيوني يعكس دقة المعلومات عن القطع الحربية في الزمان والمكان وهو ما يثبت التطور النوعي في العمل الاستخباراتي المشترك.
ويؤكد الدرواني أن العمليات المشتركة اليمنية العراقية ستفتح بابًا واسعًا في إعادة القراءة، وأخذ الدروس والعبر، من النكسات والخيبات، التي توالت على العرب، ليس لضعفهم، وإنما لتفرقهم، وعدم ثقتهم بقدراتهم، وغضهم الطرف عن الإيمان بالله، والتوكل عليه، في مواجهة العدو الإسرائيلي والغربي وعلى رأسه الأميركي.
ويشير إلى أن فقدان هذا الايمان، حوّل اللاءات الثلاث بدلًا من أن تكون بوجه “إسرائيل”، العدوّ التاريخي للأمة، إلى أن تصبح لاءات في وجه المقاومة، لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض.
ويلفت إلى أن العمليات المشتركة تعيد صيغة العمل العربي المشترك في إطاره الطبيعي، وتؤكد على أن الشعوب عندما تتحدث، عندما تقرر، فإن لها صوتا مسموعا يتجاوز الحدود.
وعن الموقف الأمريكي من العمليات المشتركية بين اليمن والعراق يقول الدرواني ” أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها، الذي وصفه المتحدث باسم خارجيتها ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي، بالقلق الكبير، إزاء أي تنسيق بين اليمن والمقاومة العراقية وأي تعاون بينهم، مشيرًا في ذات الوقت انه ((ينبغي الحد منه))”.
ويضيف ” على الولايات المتحدة أن تقلق، فهناك معادلات جديدة للمواجهة، تمحو زمن الخيبات والنكسات والنكبات، وستكون منعطفًا مهمًّا، يضاف إلى المنعطفات التاريخية التي صنعتها المقاومة بدءًا بانتصار 2000 في لبنان، وانتصار تموز 2006، وقبلهما تحرير غزّة، وبعدها معارك سيف القدس ووحدة الساحات وغيرها”.
وفي السياق ذاته يؤكد نشطاء ثقافيون أن تنفيذ العمليات العسكرية المشتركة بين اليمن والمقاومة العراقية يعيد للأمة الإسلامية دورها الحقيقي المتمثل في توحيد الصف ونصرة المستضعفين والوقوف بوجه الطغاة ومناهضة اليهود والنصارى.
ويوضحوا أن هذه العمليات العسكرية ستحظى بالرعاية والتأييد الآلهي كونها في مواجهة اليهود والنصارى الذين أمرنا الله بمعادتهم وعدم توليهم ، مبينين أن اليهود والنصارى يدركون جيدا خطورة توحد المسلمين واثره في هزيمتهم.
ويشيروا إلى أن على الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان الصهيوني الإقتداء بمحور المقاومة الذي كشف هشاشة العدو الصهيوني وضعفه.
وتأتي العمليات العسكرية المشتركة بين اليمن والمقاومة العراقية ضمن المرحلة التصعيدية الرابعة ضد الكيان الإسرائيلي وذلك لمضاعفة خساره الاقتصادية والتي بلغت بحسب الإعلام العبري مليارات الدولارات ناهيك عن التوقف الشبة تام لموانئه في ايلات وحيفاء وغيرها.