السيد القائد: الرد على العدوان الإسرائيلي “آت لا بد منه” / لا مكان آمن لليهود الصهاينة
يافا قطعت 2200 كم واخترقت كل الأسوار
موقع أنصار الله – صنعاء – 19 محرم 1446هـ
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له، اليوم الخميس، كلمة حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، تحدث فيها عن وحشية العدو الإسرائيلي وصمود أبناء غزة، كما تحدث عن تأثير عمليات محور الجهاد والمقاومة ومنها الموقف اليمني وما ترتب عليها من تبعات، كما تطرق السيد إلى العدوان الإسرائيلي على الحديدة.
وأوضح السيد أن الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضيا وفي سياق الاستهداف الاقتصادي لشعبنا ومحاولة لردع بلدنا عن مناصرة وإسناد فلسطين، موضحا أننا قبل عملية يافا لم نكن في حالة ردع بل نسعى باستمرار إلى تطوير قدراتنا بشكل أكبر لتحقيق هذه الأهداف”، وأضاف: “لا نزال في تطوير مستمر بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى لتكون القدرات أكثر فاعلية، وأكثر تدميرا وضررا وتنكيلا بالعدو”.
وبشأن الرد على العدوان الإسرائيلي قال السيد: “الرد آت لا بد منه، على ما قام به العدو الإسرائيلي من عدوان على الحديدة، وعملياتنا المساندة متواصلة في المرحلة الخامسة”، مضيفا أننا لن نتردد في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم المعتدى عليه ضد العدو الإسرائيلي حتى يوقف إبادته الجماعية في غزة ويوقف حصاره.
ولفت السيد إلى شكوى “نتنياهو” من عملية يافا أمام الكونجرس ونحن نؤكد له أن المزيد من العمليات التي تستهدف “تل أبيب” آت بإذن الله”، مضيفا أن عملياتنا العسكرية ستستمر في البحار وإلى عمق فلسطين بإذن الله تعالى، والاعتداءات على بلدنا لن توقفنا عن التصعيد.
وأكد أن موقف شعبنا اليمني قوي جدا، وهو ثابت عليه لن يتزحزح عنه مهما كانت ردة فعل العدو استعراضية أو مهما نتج عنها وكل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي سيكون محفزا أكثر على الانتقام ومواصلة نصرة الشعب الفلسطيني وهو الهدف الأساس.
وفيما يتعلق بالتضامن مع اليمن عقب العدوان الإسرائيلي فأوضح السيد أن التضامن كان كبيرا مع بلدنا بعد العدوان الإسرائيلي من إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا الإباء و من خارج المحور كان هناك تضامن على المستوى الرسمي وبعض الأنظمة العربية والإسلامية عبرت عن تضامنها وإدانتها الصريحة، أما التضامن الشعبي فكان واسعا من مختلف العالم العربي والإسلامي، وفي الداخل الفلسطيني كان هناك ارتياحا كبيرا لعملية يافا.
عملية يافا وتأثيراتها
أكد السيد القائد في كلمته حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، أننا في جبهة الإسناد من اليمن دشنا المرحلة الخامسة من التصعيد بعملية يافا إلى يافا المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، موضحا أن العدو اندهش من عملية يافا وصُدم لأهمية الهدف المستهدف وهي “تل أبيب” مركز القرار، والمسافة الكبيرة التي قطعتها الطائرة.
وكشف السيد أن طائرة يافا قطعت مسافة أكثر من 2200 كم مخترقة كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها العدو من قبل حماته ومن يتجندون لدعمه، مؤكدا أن استهداف “تل أبيب” الوكر الذي فيه أهم المنشآت والمراكز يمثل نقطة حساسة لألم العدو وتكبره وغطرسته.
وأوضح أن عملية يافا أصابت المحتلين بالهلع بخروج الكثير منهم إلى الشوارع لا سيما في الحي الذي وصلت إليه الطائرة، مؤكدا أن طائرة “يافا” يمنية الصنع تميزت بقدرتها على قطع المسافة الكبيرة واختراق أنظمة الحماية المتطورة وقوة التدمير والتفجير التي هزت الحي بأكمله.
كما كشف السيد أن عملية يافا كانت لاستهداف هدف محدد ومقصود، وتمت إصابته بدقة من المسافة البعيدة وهذا أرعب الإسرائيلي والأمريكي وقد عبر قادة الصهاينة عن صدمتهم من عملية يافا، وقال أكثرهم إجراما “لقد فقدنا الأمن في إسرائيل وتم تجاوز الخطوط الحمراء”
وقال السيد: “استهداف “تل ابيب” يعني أن فلسطين المحتلة لم يعد فيها مكان آمن لليهود الصهاينة”، وأضاف: “بعد عملية يافا تحدث موقع صهيوني عن وجود خلل عملياتي خطير وعمى كامل رغم التأهب في جميع الجبهات”، مؤكدا أن عملية يافا اعتبرها العدو بعدا جويا جديدا يتحدى قدرات “سلاح الجو والجيش الإسرائيلي” بأكمله لاختراقها التقنيات والقدرات المعادية وقد اعترف إعلام العدو بأهمية عملية يافا وقال إنها تمثل مرحلة جديدة في الحرب مما يجعلها صراعا إقليميا متعدد الجبهات.
صعوبة ردع اليمن
وأوضح السيد أن العدو يعرف بمدى جدية الشعب اليمني وقواته وتوجهه الرسمي والشعبي الصادق لإسناد غزة بحديثه عن صعوبة ردع اليمن، كما تحدث إعلام العدو عن أن اليمنيين أثبتوا بضربة “تل أبيب” أنهم يشكلون مشكلة خطيرة على “إسرائيل”، مؤكدا أن هذا ما نريده ونسعى له.
ولفت السيد إلى حديث الإعلام العبري الذي تحدث عن الصدمة الكاملة التي عاشتها مؤسستهم الأمنية بعد عملية يافا، مؤكدا بالقول: “إن شاء الله ستأتي صدمات أكبر”.
تأثير العلميات اليمنية
وأشار السيد إلى حديث الإعلام الأمريكي الذي اعتبر عملية يافا أخطر الهجمات تخريبا على أمن “إسرائيل” بعد عملية السابع من أكتوبر، كما عبر الإعلام البريطاني عن اندهاشه من قدرة المسيرة اليمنية على اختراق المنظومات الدفاعية لدول وجيوش.
وأكد السيد أن العدوان الإسرائيلي على الحديدة لن يحقق الردع لمنع العمليات المساندة لغزة، وهذا ما يقر به الصهاينة، موضحا أن العدو يعترف أن اليمن يصنع أسلحة متقدمة لضرب “إسرائيل” ويعترفون بتأثير العملية على وضعهم الاقتصادي، وتراجع البورصة، لافتا إلى أن إعلام العدو يعترف أن الحرب في غزة هي المحرك الرئيسي لجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني و من الجيد أن تكون نظرة العدو إلى الشعب اليمني وقواته بأنهم “عدو خطير للغاية ومجهز بأسلحة حديثة” وهذا يدل على فاعلية ما نقوم به.
وقال السيد: “العدو اعترف باستهدافه بأكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة من اليمن، والصهاينة يقلقون من ذلك، ونحن نريدهم أن يقلقوا جدا، كما نريد أن يكون الصهاينة في منتهى القلق وألا يناموا ولا ينعموا أبدا بالاستقرار، لأنهم محتلون مجرمون وظالمون”.
الفشل في ردع اليمن
وأكد السيد أن الأمريكي فشل في منع العمليات في البحر الأحمر وأكد ذلك “القائد الأعلى” للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط في رسالة سرية لوزير الحرب، فيما ذكر باحث في معهد أمريكي أن عملية “حارس الازدهار” انتهت إلى فشل مهين.
وقال السيد: “الإعلام الإسرائيلي عبر عن قلقه من التهديدات القادمة وحث على ضرورة عدم تجاهل القوة البشرية “للحوثيين” وتدريباتهم العسكرية”، وأضاف: “نريد أن يبقى دور شعبنا وقواته المسلحة بهذا المستوى من التأثير والفاعلية والحضور الكبير لإسناد الشعب الفلسطيني”.
ما يترتب على عملية يافا
وجدد السيد التأكيد على أن عملية يافا وما يترتب عليها احتلت مكانة كبيرة في الإعلام الإسرائيلي وكذلك الأمريكي والبريطاني ونجاح اليمن في إطلاق المسيرة المتفجرة إلى وسط “تل أبيب” اعتبره إعلام العدو فشلا مدويا لنظام الدفاع الجوي ونهاية عصر “السماء النظيفة”، مضيفا أن الصهاينة يعرفون بالتجربة تصميم الجيش اليمني وثباته لذلك يعتبرونه “عدو” غريب لا تنطبق عليهم قواعد الردع المعتادة”.
صراع بين البربرية “الإسرائيلية” والتحضر “الفلسطيني”
وتطرق السيد القائد إلى خطاب ” نتنياهو” أمام الكونجرس الأمريكي، مؤكدا أن “نتنياهو” هو من أبشع المجرمين وأكبرهم في هذا العصر ويداه ملطخة بدماء الأطفال والنساء، واضاف: “كان من الملفت حجم الاحتفاء بنتنياهو داخل الكونغرس وهو يلقي خطابه، وهو احتفاء لم يحظ به حتى الرئيس الأمريكي”، موضحا أن الاحتفاء بنتنياهو هو احتفاء بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية وهو يدل على مستوى الدور الأمريكي المشترك في هذه الإبادة الجماعية”.
وقال السيد: “في الكونغرس وقفوا لنتنياهو 58 مرة، وصفقوا له بحرارة أكثر من 75 مرة يعني أكثر من القيام والوقوف للرؤساء في أمريكا”، لافتا إلى أن خطاب نتنياهو كان مأزوما، ويظهر المأزق الذي وصل إليه كما يظهر عدوانيته وإجرامه”، وأضاف: “نتنياهو قال إن “الشرق الأوسط يغلي والصراع ليس بين حضارات، وإنما بين البربرية والتحضر” وإذا أضفنا البربرية “الإسرائيلية” والتحضر “الفلسطيني” في جملة نتنياهو فستكون أصدق جملة في خطابه”.
وأضاف: ” صحيح أن المنطقة العربية ومحيطها تغلي، لأن هناك أكبر إبادة جماعية تُرتكب في هذا العصر في نطاق جغرافي محدود”، موضحا أن خطاب “نتنياهو” كان مشحونا بالأكاذيب ومتنكرا للحقائق الكبرى المعلومة قطعا والتي ملأت سمع الدنيا وبصرها، لافتا إلى أن نتنياهو أنكر القتل للمدنيين رغم المشاهد والحقائق الواضحة في قطاع غزة وعمد إلى التزييف والافتراء، كما ركز “نتنياهو” في خطابه على التحريض للأمريكي لدعمه بشكل أكثر ولاشتراكه في الجرائم وتوسيع نطاق العدوان.
وأوضح أن “نتنياهو” تحدث عن العرب بطريقة ساخرة وكلام سخيف، وكأنهم لا قضية لهم ولا لوجود لفلسطين والأقصى، مضيفا أن “نتنياهو” يطلب من العرب أن يتحالفوا مع العدو الإسرائيلي ضد إيران، ونحن نتساءل ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟، إيران دولة إسلامية متحررة من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، تدعم فلسطين وتساند العرب ضد عدو الأمة وهذا ذنبها!!، إيران لا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة العدو الإسرائيلي لأنها في موقع القوة وعندما استهدف العدو قنصلية إيران في دمشق، أمطرت إيران هذا العدو بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة”.
وأكد السيد أن إيران تساند وتدعم العرب لأن العدو الإسرائيلي احتل فلسطين وبلاد عربية إسلامية واستهدف لبنان وسوريا والأردن ومصر، وأضاف: “جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة على مدى 10 أشهر يقتل بها الشعب الفلسطيني أو الإيراني؟ وحتى لو كانت الجرائم ضد الشعب الإيراني فمن واجب المسلمين أن يقفوا مع إيران لأنه بلد إسلامي، لا مع العدو الإسرائيلي”.
وأوضح السيد أن الكلام عن تحالف “إبراهام” يعني مطالبة العرب التعاون مع العدو ضد فلسطين وضد أنفسهم وضد المسلمين، وهو كلام سخيف، مؤكدا أن الحديث عن التحالف يتناغم مع بعض العرب الذين يحملون راية التطبيع ويوالون الإجرام الفظيع ضد الشعب الفلسطيني واليهود يحتفون بشعار الموت للعرب وفي ثقافتهم ومعتقداتهم أن العرب مجرد “حيوانات”.
وتابع قائلا: “العدوان الهمجي على غزة والإبادة الجماعية يكفيان في تقديم وفرض الحقيقة الواضحة الناصعة عمن هو العدو لهذه الأمة”.
ولفت إلى خروج المظاهرات في أمريكا للاحتجاج ضد نتنياهو والعدوان على غزة، ومن العرب من يتغابى ويكرر نفس منطق العدو، مؤكدا أن من يتناسى ما يفعله العدو في غزة أشد غباء من بني إسرائيل يوم قالوا “إن البقر تشابه علينا”، وأضاف: “كيف يشتبه على الإنسان من هو العدو الحقيقي للأمة؟ ومن هو الصديق، الأمور جلية وواضحة”.
معادلة جديدة
وأكد السيد القائد أن الأحرار من أبناء الأمة، صنعوا معادلة جديدة، وفتحوا جبهات الإسناد المتصاعدة لدعم غزة، موضحا أن التحرك الشعبي لكل الأحرار في كل الميادين مستمر في الجبهة الإعلامية في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية فالمظاهرات مستمرة في المغرب والأردن ودول متعددة، وهناك دول غربية استمرت فيها المظاهرات هذا الأسبوع.
الخروج الجماهيري والعدوان على اليمن
وأكد السيد أن شعبنا العزيز كان خروجه في الأسبوع الماضي عظيماً وكبيرا في عدد 288 مسيرة تقريبا بهتافات مؤيدة لعملية يافا.
وأوضح السيد أن الطيران الأمريكي نفذ في المرحلة الخامسة غارات في الحديدة وحجة وتعز وصعدة، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي.
وخاطب السيد جماهير الشعب اليمني قائلا: “غدا إن شاء الله تعالى يسمع العالم كله والصديق والعدو هتافات شعبنا العزيز في خروجه المليوني الأسبوعي مؤكدا مواصلة العمليات وفي خروجه المليوني سيؤكد شعبنا فشل العدوان الإسرائيلي في منع العمليات اليمنية المناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم”، مؤكدا أن الخروج يوم الغد هو مهم جدا للرد الشعبي على العدوان الإسرائيلي.
ودعا السيد شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات والمديريات حسب الإجراءات المعتمدة، وأضاف: “خروجكم يوم الغد هو ذو أهمية كبرى ليؤكد للعدو الإسرائيلي أن شعبنا العزيز لا يرهبه أي عدوان مهما كان وخروجكم يوم الغد يؤكد أن الشعب اليمني مستمر على موقفه الإيماني المبدئي الجهادي الشجاع والحر والإنساني والأخلاقي لمناصرة الشعب الفلسطيني”.