اليمن .. الردٌّ قادم لا محالة …
|| صحافة ||
منذ اللحظات الأولى للعدوان “الإسرائيلي” على خزانات الوقود في ميناء الحديدة في اليمن، والذي تلا عملية مسيرة “يافا” النوعية والقاسية، حسمت صنعاء قرارها بالردّ في بيان للقوات المسلحة، وآخر صادر عن المجلس السياسي الأعلى قبل أن يقولها السيد عبد الملك الحوثي صراحة.
منذ اللحظات الأولى، بدأت صنعاء تحضير ردها بما يتلاءم مع حجم العدوان، ولم يخف “الإسرائيليون” خشيتهم من الرد، بل وتعاملوا معه بجدية ودخلوا مرحلة من الانتظار.
لكن مجريات الأحداث، وأخذ “تل أبيب” خطوات تصعيدية تمثلت بعدواني ضاحية بيروت الجنوبية وطهران، ربما دفعت صنعاء للتريث والدخول إلى مسرح الحرب النفسية بقوة، والانتقال إلى الحديث عن ردّ من جبهة المقاومة، والذي تشكّل أحد أركانه، وشكّل عدوانا الضاحية وطهران دافعًا أكبر لإعداد ردّ موجع ومؤلم وقد يكون مشتركًا.
منذ العدوان “الإسرائيلي”؛ تتعرض صنعاء لحملة ضغوط تمارسها واشنطن ودول أوروبية، لكنها غير فعالة ولم تغير شيئًا من السلوك اليمني والتوجهات التي رسمها السيد عبد الملك الحوثي. إذ تعمل صنعاء، كما هو واضح، على تنفيذ ضربة أو ربما ضربات تحقق فيها مروحة من الأهداف، منها ما هو أساسي، ومنها ما يدفع العدو “الإسرائيلي” الى احتساب خطواته بدقة قبل التفكير بشن أي عدوان مستقبلًا، وكذلك توظيف الردّ في إطار الضغط على “الإسرائيليين” والأميركيين لوقف العدوان على قطاع غزة، وهو هدف دول وقوى جبهة المقاومة كلّها.
في كلمته، يوم أمس الخميس، أعاد السيد عبد الملك الحوثي تأكيد حتمية الرد، وأنّ :”تأخر ردّ جبهة المقاومة، عمومًا، في مقابل التصعيد “الإسرائيلي” هو مسألة تكتيكية بحتة”، كاشفًا عن مساعٍ أميركية وأوروبية وعربية تحاول ثني بلاده عن الردّ، مؤكدًا في هذا الصدد أنه: “لا يمكن لأي ضغوط أو ترهيب أن تثنينا عن قرار الردّ على العدو الإسرائيلي”.
إن تأكيد السيد الحوثي حتمية الرد ووضعه في إطار خطوة لجبهة المقاومة يزيد من الضغط على واشنطن قبل “تل أبيب”، على أساس أنّ الأميركيين هم من يشنّ حملة الضغوطات والتهويل، كما الاستعداد العسكري الذي يصفونه بالدفاعي لحماية “إسرائيل” من هجوم أو هجمات.
وبناءً عليه؛ إنّ الردّ اليمني الحتمي، سواء أتى منفردًا أم ضمن خطة مشتركة بين دول وقوى جبهة المقاومة، من شأنه أن يزيد من الضغط على العدو ومن خلفه؛ لأن الحسابات بعده تختلف عمّا سبقها، على صعيد الإقليم كله.
أما الضغوط، فهي لم تغيّر من الوقائع؛ بل زادت من إصرار قوى المقاومة، ومن بينها صنعاء، على مواصلة إسناد المقاومة الفلسطينية، وحتى التصدي للعدوان الأميركي – البريطاني الداعم لـ”إسرائيل”.
العهد الاخباري: خليل نصر الله