الخلية التجسسية تكشف عن وسائل استهداف التعليم باليمن والجهات المتورطة فيها

 

موقع أنصار الله – صنعاء – 29 صفر 1446هـ

 

بثت الأجهزة الأمنية مساء اليوم الجزء الثاني من الاعترافات الموسعة لخلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية حول استهداف الواقع التعليمي في الجمهورية اليمنية.

وكشفت اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن مراحل الاستهداف الأمريكي للعملية التعليمية في اليمن منذ أربعين عاماً، والجهات التي استهدفت قطاع التعليم بصورة عامة، والمتمثلة في الشراكة العالمية، ومشروع “CLB”، والوكالة الأمريكية للتنمية، والمنظمة الألمانية “GIZ”، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة.

وحرصت المخابرات الأمريكية منذ مراحل مبكرة على التحكم بالعملية التعليمية في اليمن، خاصة في إعداد وتأليف المناهج اليمنية، فمنذ مرحلة ما بعد 1990م، كان مكتب الـ EDC التابع للمخابرات الأمريكية، يدير من الأردن إعداد الكتب للصفوف (1 – 3) ويمرر عبر فرق الإعداد كل المفاهيم الأمريكية بغية العبث بمخرجات التعليم في اليمن وإفراغه من محتواه.

الشراكة العالمية تنفذ المؤامرات الأمريكية لضرب التعليم:

 

يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، جندته المخابرات الأمريكية عام 1987م، أن الأجندة الأمريكية بدأت ضرب التعليم وإفراغه من محتواه باستهداف معلمات الريف بعد اختيار ألفين و300 معلمة لتدربيهن في مختلف المحافظات عن طريق مجموعة من المدربين لمعلمات الريف، للخروج بنتائج ضعيفة في عملية التدريس في الأرياف.

وأوضح أن من ضمن الأنشطة التي تم العمل فيها في إطار أهداف المخابرات الأمريكية، هي عملية الإشراف التربوي، الذي تم استهدافه بشكل منظم، وإيقاف جميع المبالغ المالية المحددة للنزول الميداني لكافة الموجهين، للإشراف على العملية التربوية والتعليمية.

وقال “من ضمن إستراتيجية استهداف التعليم، عملية استقطاب وإخراج كبار المدربين ما يسمى بـ “ترينر أوف ترينر” مدربي المدربين وعملنا على إضعافهم واختيارهم من العناصر الضعيفة بالتنسيق مع قطاعي التدريب والتعليم بوزارة التربية، وإدخال الرموز المسيحية “البابا نويل”، في القرائية للأطفال كصورة في رياض الأطفال”.

وأشار الجاسوس الأغبري، إلى أنه تم إيجاد بيئة طاردة للطلاب، من خلال عدم توفير وبناء أي فصول إضافية بالمدارس المستهدفة لتعمل على ازدحام الطلاب في مراحل التعليم، وعدم زيادة بناء مرافق صحية خاصة بمدارس الفتيات ونشر الأمراض بين الأطفال، ما أدى ذلك إلى عزوفهم الأطفال عن الالتحاق بالمدارس.

وأضاف “لا أنسى أنه كان هناك دور فعال في تسهيل تنقل موظفي الشراكة العالمية وتنفيذ الأجندة الأمريكية بوزارة التربية والتعليم التي كان يعمل كستار لنا وتغطية تحركاتنا بسهولة جداً وصراحة كان هناك تقليص لنفوذ المشاريع الأجنبية بالوزارة بعد ثورة 21 سبتمبر، فكان يسهل لنا باحتوائه مالياً بمبالغ ليسهل تحرك الشراكة العالمية وموظفيها لتدمير التعليم”.

وتابع الجاسوس الأغبري “بعدما عملنا إعادة البرمجة الأولى نتيجة ضعف تنفيذ الأنشطة في 2015م – 2016م، أعدنا البرمجة، والحكومة اليمنية، أو وزارة التربية والتعليم طلبّت إلغاء تطوير القرائية وبقية المواد ألغوها ومشينا في العلوم والرياضيات قبل أن نبدأ في النشاط، ثم التنسيق مع العنصر المجند في قطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم”.

ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية في استهداف التعليم باليمن، تجاوز ذلك حد المناهج التعليمية وتغيير دروس في مادتي العلوم والرياضيات، بهدف صعوبة فهمها من قبل الطلاب، بهدف تجهيلهم وإخراجهم من المدارس وعزوفهم عن التعليم.

ذلك ما ذهب إليه الجاسوس الأغبري الذي أكد أنه تم اختيار عناصر خبيرة في مجال تطوير المناهج ومنها “العلوم، الرياضيات”، ممن لهم سوابق في العمل مع الوكالة الأمريكية، مقابل استلام ثمانية آلاف دولار عن كل مادة بهدف عمل تغييرات في مادة الرياضيات بتغيير القسمة للصفين الأول والثاني حتى لا يفهمها الطلاب، وكذا بالنسبة للكسور العشرية بعمل ترميز بدلاً عن المكعب، لطلاب الصف الرابع، وتغيير الأرقام في الرياضيات حتى يحصل لخبطة للطلاب”.

وقال “كذلك بالنسبة لمادة العلوم، تم عمل بعض الخطوات العلمية في بعض التجارب، من خلال عملية تغييرها كخطوة أولى، تكون (الرابعة والثالثة والرابعة) وتنقيص بعض المتطلبات في هذه التجربة ونتائجها، ما يؤدي إلى عمل لخبطة لدى الطالب في تلك التجربة”.

تفكير استباقي لتمويل مؤامرات تدمير التعليم:

 

كان تدخل المخابرات الأمريكية في العملية التعليمية، متغلغلاً من خلال المشاريع التي تنفذها عبر الوكالة الأمريكية للتنمية والشراكة العالمية والبنك الدولي واليونيسف وشخصيات ساهمت في استهداف التعليم في الجمهورية اليمنية وتدميره مقابل الحصول على أموال.

يقول الجاسوس الأغبري “لا أنسى التفكير الاستباقي لنا والمخابرات الأمريكية مع آدم سميث في واشنطن عبر الفيديو كونفرس والمخابرات أيضاً في الخارجية للبحث عن مصادر مالية، لأن مشروع الشراكة العالمية للتعليم، سينتهي كان في ديسمبر 2021م، فعملنا قبلها بثلاث سنوات على إعداد مشروع متكامل والبحث عن مصادر مالية وتم الحصول على 153 مليون دولار من الوكالة الأمريكية والشراكة العالمية والبنك الدولي”.

ويضيف “فوافقوا على المشروع وبدأ عبر الشراكة العالمية للتعليم عن طريق الوحدة التي كنت أديرها نفس الاستراتيجية إلى حد ما وأكثر، يعني الأعداد كلها تضاعفت التدخلات أكبر في أعوام 2022 و2023 و2024م، و2025م، المفروض أربع سنوات إذا استمر بدون توقف، لأنه ينفذ من جهات “اليونيسف من سيف شيلدرين واليونسكو عن طريق التعليم عن بُعد بإذاعة من خارج اليمن”.

لم يقتصر تدمير التعليم على توفير التمويلات اللازمة لخلية الجواسيس في الداخل، لتغيير المناهج الدراسية وتنفيذ مشاريع وهمية لإنهاء التعليم في الجمهورية، لكنه تعدّى ذلك لشراء الذمم بمقابل فتات من المال مقابل استغلالهم في تنفيذ الأجندة الأمريكية خارج إطار وزارة التربية والتعليم المعنية بقطاع التعليم في البلاد.

وفي ظل الفساد المالي والإداري بوزارة التربية والتعليم آنذاك، استخدمت المخابرات الأمريكية عبر خلية الجواسيس عدة وسائل لتنفيذ استراتيجية ضرب التعليم في الجمهورية اليمنية، من خلال مشاريع تنموية تابعة لمنظمات تابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، بما فيها “اليونيسف، giz، والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.

وأفصح الجاسوس الأغبري عن الوسائل التي تم استخدامها في تنفيذ استراتيجية ضرب التعليم في الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استخدام التمويل الأجنبي خاصة من برنامج الشراكة العالمية للتعليم ومن بعض المشاريع التنموية الأخرى مثل اليونيسف، الـ جي آىي زد، وسيف شيلدرين، والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.

وأضاف “استغلينا الفساد المالي والإداري بوزارة التربية والتعليم لشراء الذمم باستقطاب عدد كبير جداً إلى جانب العملاء المستقطبين سابقاً تم استقطاب عدد كبير لتنفيذ هذه الاستراتيجية بالمال بحسب الأنشطة تدفع له مبالغ مالية وهو ينفذ”.

وبين أنه بتعاون كامل من اليونيسف، وخاصة بوجود أندريا كانت الخبيرة السويسرية التي ساعدتنا أكثر في تنفيذ الإستراتيجية برفع التقارير الدورية إلى واشنطن عبر اليونيسف.

 

تحركات تآمرية لمنظمة “GIZ”:

 

ويتابع الجاسوس عامر الأغبري “المنظمة الألمانية “GIZ” تعمل بطريقة منفصلة بذاتها، مستقلة لكن من باب أنه تشغر الوزارة أنا بعمل كذا وكذا إشعار، ولكن يتم التنفيذ مباشرة من عندهم عبر كادر في المنظمة إلى جانب استغلال الخبراء وعناصر كثيرة جداً موجودة في وزارة التربية والتعليم وكلية التربية بجامعة صنعاء يتم استغلالهم وهناك عناصر في كل محافظة يعملوا على تنفيذ الأنشطة بمعزل عن وزارة التربية، مقابل مبالغ مالية وحوافز يومية مع توفير إمكانيات لهم”.

وتحدث عن إبلاغه بأنه سيتم إنشاء وحدة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم على أساس تبقى تشتغل بأريحية كاملة ولكن تبقى ضمن مظلة الوزارة، وإشراف منظمة اليونيسف الجهة التي سيتم تمويل المشاريع أو الأنشطة لمدة أربع سنوات، يديرون المشروع سبعة أشخاص بمبلغ 72 مليون دولار، ولكن نتيجة أحداث القصف تم تمديد المشروع إلى 2021م”.

وأضاف “عام 2013م، تم التنسيق للقاء مع نائبة السفير الأمريكي في السفارة الأمريكية، وقابلتها واثنين من ضباط الاستخبارات وكانت أيضاً في رئيسة القسم السياسي والاقتصادي أولفا رومانوفا، التي طلبت مني بأنه تم استدعائي على أساس إبلاغك بوجود وظيفة لك في مشروع الشراكة العالمية للتعليم، ممول من الوكالة الأمريكية والاستخبارات إلى جانب خمس دول أجنبية، فقلت خلاص أنا أعطيك نسخة أولية موجودة معي وفعلاً أعطيتها النسخة”.

واختتم الجاسوس الأغبري حديثه بالقول “أنا بأخذ هذه النسخة الأولية واطلع عليها وأبدأ التنسيق مع ضباط الاستخبارات اللي أتبعه وهو آدم سميث في واشنطن على أساس كيفية العمل على خروج باستراتيجية متكاملة حول إضعاف التعليم في اليمن بالمشروع الجديد التابع للشراكة العالمية للتعليم”.

الاستهداف الأمريكي لطلاب الصفوف الأولى “1 – 3”

وكشفت اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي بثتها الأجهزة الأمنية مساء اليوم عن المناهج التي تم تغييرها لاستهداف قطاع التعليم في الجمهورية اليمنية.

واعتبر الجاسوس محمد المخلافي، جندته المخابرات الأمريكية 1990م، مشروع الـ CLB أحد المشاريع الأمريكية الذي تنفذه منظمة كرييتف بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية لغرض استهداف التعليم باليمن، مبيناً أن المشروع له مكونات كثيرة في الصحة والتعليم، وكان متركزاً على تطوير مناهج القراءة للصفوف “1 – 3″، المسمى بنهج القراءة.

وقال “طاقم مشروع منظمة كرييتف في اليمن من الناحية الإدارية، وكانت في البداية جوي دوبلسي وجاء بعدها إيرنست، وهما أمريكيين تابعين للمخابرات الأمريكية، وجاء بعدهما محمد مطر فلسطيني، تم تعيينه كمدير للمشروع لأنه ضمن المخابرات”.

وأشار إلى أن “نهج القراءة المبكرة كان في البداية قد تم إعداد فريق، عندما تم تعيين وزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول أحد طلابي، الذي تواصل معي وقال لي نحن عملنا تعديل في تشكيل الفريق وأصبحت مكلفاً برئاسة الفريق”.

واستعرض الجاسوس المخلافي، الأنشطة التخريبية للمشروع المتمثلة في زيارة فريق العمل إلى جمهورية مصر العربية للاطلاع على تجربتها في التعليم، وكان الترتيب من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية بالتنسيق مع الخبير المصري فتحي العشري، وتم زيارة وزارة التربية والتعليم المصرية والاطلاع على كيفية تنفيذ المشروع هناك”.

وأضاف ” التدخل الأمريكي في المناهج المصرية بدأ من الثمانينيات ومسائل التطبيع والمنهج يسير وفق هذا الشيء، فكان الهدف المعلن التعرف على التجربة المصرية والاستفادة منها، فيما الهدف الخفي هو إبهارهم بما هو موجود هناك ومحاولة نقل بعض الأشياء وإعادة ترتيبها باليمن”.

أهداف خفية

يواصل جاسوس المخابرات الأمريكي المخلافي حديثه “كان هناك خبيرين أجنبيين ساندرا أمريكية، وفتحي العشري، تبنيا فكرة مشروع نهج القراءة المبكر وخطواته الأساسية، كون فكرة المشروع أمريكية وفتحي العشري بحكم أنه نفذها في مصر لديه خبرة في تطبيق التجربة على اللغة العربية، أما الفكرة الأساسية كانت للأمريكية ساندرا التي تحضر في أنشطة المشروع”.

وتطرق إلى الأهداف الخفية للأمريكان من وراء المشروع والمتمثلة في تعميم برنامج يحتاج إلى إمكانات غير متوفرة وهو لن يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة في أن الطلاب يتقنوا المهارات المطلوبة وإنما إلى العكس لن يتم إتقانها.

وقال “الشيء الثاني، كان الهدف توفير إمكانات كبيرة ليتم توثيقها للتجريب، ويتم استخدامه بعد ذلك في بلدان أخرى مثلما استخدموا نجاحهم في مصر والمغرب على أساس إقناعنا بأن هذا المشروع أو البرنامج سينفعنا باليمن، وهم يريدون التخريب فقط وهذا واضح في نهج القراءة المبكرة من خلال تعميم برنامج الوزارة ولا يوجد لديها إمكانات لتوفيرها”.

وأفاد الجاسوس المخلافي، بأن من ضمن الأهداف الأمريكية الخفية في مشروع القراءة المبكر، تأكيد استمرار الطريقة الكلية التي لها محاذير بالذات عندنا مثلاً إمكانية إهمال خطوة تحليل الكلمات إلى حروفها مع الأعداد الكبيرة في الطلبة.

استهداف طلاب صفوف “1 – 3”:

لم تبق المخابرات الأمريكية، شيء إلا واستهدفته حتى الأطفال في سن مبكر، والصفوف الأولى في مدارس التعليم، وأبرزها صفوف “1 – 3″، لغرض إفساد الجيل وإشغاله بأشياء أخرى، نظراً لصعوبة الدروس في المناهج.

وفي هذا الصدد أكد جاسوس المخابرات الأمريكية مجيب المخلافي الذي جندته عام 2005م، أن الوكالة الأمريكية ركزت بشكل أساسي وكبير على موضوع دعم القراءة والحساب وفئة الطلاب من “1 – 3 “، الحلقة الأساسية للتعليم بشكل عام.

وقال “إذا بنيت هذه الفئة من “1 – 3 “، بشكل جيد ستكون المخرجات جيدة، وإذا بنيت بشكل ضعيف ستكون النتائج والمخرجات ضعيفة”، مبيناً أن نهج القراءة المبكرة أو “أقرأ وتعلم” كما يسمى حالياً هو جاء بسبع خطوات يكون فيها دور للمعلم وللمتعلم.

وأضاف “تحدث مشكلة لدى الطفل، حيث يظل خلال فصل دراسي كامل، يستخدم استراتيجية واحدة، بينما من خصائص الأطفال في هذه المرحلة من صف أول إلى صف ثالث يجب أن يستخدم حواسه كاملة “المنظور، المسموع، المحسوس”، وتستخدم معه استراتيجيات متنوعة وليس استراتيجية واحدة وهذا الخلل الأول”.

وتابع “الخلل الثاني، كان يفترض أن يتم تطوير القاعد البغدادية بما يتناسب مع واقع المدرسة اليمنية واحتياجاتها وأيضاً بما يتناسب مع تراثنا، فمثلاُ الطفل في الفترات الماضية كان يوجد ما يسمى بنظام الكتاتيب والطفل الذي عمره ثمان سنوات يكون قادراً على قراءة المصحف كاملاً من خلال استخدامه للقاعدة البغدادية بس وطريقة تدريسه”.

ولفت إلى أن أغلب طلاب الثانوية لا يستطيعون القراءة والحساب، مضيفاً “إذا حسبنا من (2013 – 2023م)، الطلاب الذي كانوا في صف أول ابتدائي هم اليوم في صفوف الـ 10، 11، 12، وهذه الثلاثة الفصول بها مشكلة كبيرة في موضوع القراءة والحساب، انعكس أو أثر بشكل مباشر على التعليم في هذه المرحلة”.

مفاهيم أمريكية في كتب اللغة العربية:

يؤكد الجاسوس محمد حاتم المخلافي، أن كتاب القراءة للصف الثالث من التعليم الأساسي الجزء الثاني طبعة 1441هـ مضمونها ذات مضمون طبعة 1436هـ.

وقال “عملنا كفريق في إطار المفاهيم الثلاثة الرئيسية التي يسعى الأمريكي لإدراجها في مناهج الدول العربية والإسلامية والمتمثلة في: نشر ثقافة السلام ومعناها الخفي نشر الاستسلام والخضوع للعدو، ومحاربة التطرف والإرهاب ومعناها الخفي إبعاد شباب الأمة عن الجهاد ومقاومة العدو والاحتلال، والمفهوم الثالث مراعاة مبادئ النوع الاجتماعي الذي من ضمن مفاهيمه الخفية نشر الاختلاط والتبرج وغير ذلك”.

وأشار جاسوس المخابرات الأمريكية محمد المخلافي إلى تسريب صور ومواقف تخفف من العداء للنصارى، وتغرس الحب لهم ولرموزهم، ومنها إيراد علامة الصليب على صورة عربة الحصان وصور لأشجار الكريسمس وهي صور ترمز للنصارى.

وأضاف ” المفاهيم السلبية التي أدخلناها كفريق في هذا الكتاب، تسريب مفاهيم الإلحاد من خلال لغز يتحدث عن الهواء وكأنه مجرد ظاهرة طبيعية وليس بأنه نعمة من نعم الله تعالى الكثيرة علينا ولم يبرز الهواء كنعمة وإنما كظاهرة طبيعية”.

التدرج في التهيئة للتطبيع بتخويف الأطفال

استخدمت المخابرات الأمريكية، أقذر الوسائل لتدجين الشعوب، بما فيهم الأطفال بهدف زرع الخوف في نفوسهم ومن ذلك موضوع أطفال الحجارة في إطار مشاريعها وخططها التدميرية لقطاع التعليم في الجمهورية اليمنية.

وقال الجاسوس محمد المخلافي “التدرج في التهيئة للتطبيع بالتخويف من خلال موضوع أطفال الحجارة وفي ملاحظة حتى على الدرس، هي كانت ثورة أطفال الحجارة، لكن عُنون الدرس مجرد أطفال الحجارة، فتم في هذا الدرس إيراد صور للجنود الإسرائيليين وهم يعتقلون بعض الأطفال ويعذبونهم، وفي هذا تخويف وإيحاء سلبي، يؤدي بعد ذلك إلى التعذيب والاعتقال، بينما كان المفترض أن يتم إبراز الأطفال وهم يرمون العدو الإسرائيلي، لكي نغرس في الأطفال روح الجهاد ومقاومة الاحتلال”.

وأكد أن ذلك العمل، تم بتوجيه من المخابرات الأمريكية عبر توجيهات لفرق التأليف في المواد التي تم إعدادها ومنها فريق اللغة العربية.. مضيفاً “الأهداف الخفية للأمريكي معرفة مستوى الدعم من مختلف الدول العربية للقضية الفلسطينية وتصنيف الدعم، إما أن يكون قوي أو متوسط أو ضعيف، أو لا يوجد، ومن ثم استخدام المعلومات التي تجمع في المشاريع التي يخطط لها الأمريكي للتدخل في تلك الدول بالسعي لتخفيف مستوى القوة للدول التي فيها دعم قوي للقضية الفلسطينية وهكذا بالنسبة للمتوسط بهدف إضعاف الدعم حتى ينتهي تماماً”.

وتابع الجاسوس المخلافي “في النهاية الأمريكي، يهدف لدعم إسرائيل وكذا دعم خططه لتطبيع الدول العربية مع العدو الإسرائيلي وهذا من الأهداف الخفية من كل تدخلاته لاستهداف التعليم بالدول العربية.

تورط دول غربية في تدمير التعليم باليمن

لم يقتصر تدمير العملية التعليمية في الجمهورية اليمنية على المخابرات الأمريكية، الإسرائيلية، حسب اعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية، لكنها تعدّت إلى الدول الغربية التي لها يد في تدمير التعليم باليمن.

استخدمت المخابرات الأمريكية والغربية عدة وسائل وطرق لتدمير التعليم باليمن حتى على مستوى المصطلحات والمفاهيم، بوضع مسميات في مناهج التعليم الأساسي، وصلت للتعليم الجامعي بإنشاء مركز النوع الاجتماعي في جامعة صنعاء.

مصطلحات تدميرية

يقول الجاسوس مجيب المخلافي “الغرب عندما يبني أهدافه لتدمير الوضع التعليمي في البلاد، يبدأ بمصطلحات بسيطة لا نأخذ بالنا منها في حينه، وموضوع الحد من العنف في النوع الاجتماعي، دليل تم دعمه من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية في عام 2014م، عبر مؤسسة دبي فلاي عن طريق منسق البرنامج أو ضابط مشاريع الوكالة الأمريكية”.

وتناول مصطلح النوع الاجتماعي “الذي كان في مفهوم الجميع أنه الذكر والأنثى، بينما في الواقع مع مرور الوقت اكتشفنا أنه مصطلح ثلاثي “الذكر والأنثى والشواذ”، مبيناً أن النوع الاجتماعي مصطلح لا يقتصر على وزارة التربية والتعليم وإنما في جامعة صنعاء من خلال مركز النوع الاجتماعي.

الاستسلام وعدم المواجهة مع الأعداء:

الجاسوس مجيب المخلافي يتحدث عن منظمة البحث عن أرضية مشتركة – عملت مع لجنة التعليم في الطوارئ بوزارة التربية والتعليم وقطاع التدريب والتأهيل بدعم الوكالة الأمريكية للتنمية عبر منظمة اليونيسف، نشاط التربية على السلام والحد من العنف في البيئة التعليمية.

وذكر أن النشاط هدفه “كيف يكون هناك بيئة مسالمة داخل البيئة المدرسية، كهدف عام للنشاط لكنه بالنسبة للمانح كان له عدة أهداف”.

واستعرض جاسوس المخابرات الأمريكية المخلافي، عن الآثار التي تنتج عن استخدام تلك الأدلة وتتعلق بالثقافة من خلال إنشاء ثقافة جديدة أو ثقافة بحسب رغبات وتطلعات الوكالة الأمريكية للتنمية والداعمين، تقوم تلك الثقافة على مبدأين الأول: عدم المواجهة مع أعداء الله والاستعداد للأعداء في المستقبل، بينما التربية اللي هي قائمة في المدارس الإسرائيلية تقوم على كيفية إعداد جيل مليء بالحقد والكراهية للعرب والمسلمين.

وقال “من الآثار المتعلقة بالثقافة، إيجاد ثقافة دخيلة على المجتمع المدرسي من حيث نشر مصطلحات توحي بالعنف بأشكاله داخل المدرسة، بينما هذه الأشكال للعنف هي العنف اللفظي والجسدي والجنسي وهي لا تتواجد في مدارسنا بأي شكل من الأشكال”.

وواصل الجاسوس المخلافي حديثه عن تدخلات الدول الغربية والاتحاد الأوروبي في دعم تدمير التعليم في اليمن، مضيفاً “في لقاءات مجالس الآباء للمدارس الممولة من الاتحاد الأوروبي، أهداف البرنامج التي سعى لتحقيقها من اللقاء، تحديد نوعية أنشطة المدارس من قبل الآباء والأمهات، رُفعت إلى وحدة البرامج قائمة من كل مدرسة محدد اسم المدرسة ونوعية النشاط الذي تحتاجه، المانح من وراء ذلك يسعى للتدرج في قبول المجتمع بالأنشطة الخاصة بالفتاة، واختراق ثقافة المجتمع المحافظ والقبول بأنشطة أكثر انفتاحاً للفتيات”.

تدمير البناء المؤسسي:

تناول جاسوس المخابرات الأمريكية مجيب المخلافي في سياق اعترافاته، الآثار الكارثية الناتجة عن التدخلات من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية والمانحين بشكل عام، مستعرضاً تلك الآثار المتمثلة في الفساد المالي والإداري وضعف وانحدار مستويات بناء الكادر على مستوى الوزارة ومخرجاتها بشكل عام مركزياً ومحلياً.

وعرج على التدخلات في البناء المؤسسي وهيكل وزارة التربية والتعليم، والذي أثر سلباً على سير تنفيذ خطط الوزارة وتصارع مسؤوليها في تنفيذ الأنشطة والبرامج.

واختتم الجاسوس مجيب المخلافي حديثه بالقول “نحن في وزارة التربية والتعليم مسؤولين عن بناء الأجيال، التي ستتأثر بشكل كبير جداً نتيجة الممارسات الخاطئة التي تمت، وإذا استمر الوضع في التربية والتعليم هكذا تأكدوا أنكم مقدمين على كارثة على المدى البعيد”.

سياسات تدميرية

يؤكد الجاسوس محمد حاتم المخلافي، أن هناك بعض المكونات تخالف سياسات وزارة التربية والتعليم ومنها الاهتمام بالجانب الأمني في المدارس وهو بذلك مخالف لسياسة الوزارة.

وقال “تم اعتمادها أشياء في خطة التعليم الانتقالية وكان الأولى غيرها ومثال ذلك تم اعتماد مخصصات لدعم الجزئين في جزء واحد، يعني كان جزء الفصل الأولى وجزء الفصل الثاني، يدمج في كتاب واحد بينما وزارة التربية رأت الأولى في هذا هو طباعة الكتب المدرسية، لأنها غير متوفرة وطلبت تحويل هذا إلى طباعة الكتب المدرسية وهذا لم ينفذ، وكذلك المبالغة في الصرفيات، بعض المنظمات تنسق مباشرة مع مكاتب التربية ولا تنسق مع الوزارة”.

 

 

قد يعجبك ايضا